داعشي إيراني

داعشي إيراني!

داعشي إيراني!

 العرب اليوم -

داعشي إيراني

طارق الحميد

 سادت حالة من الذهول قبل يومين وذلك بعد أن تمكن إرهابي مناصر لـ«داعش» و«جبهة النصرة» من احتجاز مجموعة من الرهائن وسط مقهى بمدينة سيدني الأسترالية، وسبب الذهول بالطبع هو أن الهدف كان مقهى عاديا، مما يعني سهولة تكرار تلك العملية في أي مكان حيث بمقدور أي إرهابي، أو مجنون، إيقاع عدد كبير من الضحايا العزل.

إلا أن القصة هنا ليست في طبيعة العملية الإرهابية وحدها، أو موقع تنفيذها، بل القصة هي في هوية مرتكب هذه العملية الإرهابية، وهو رجل دين إيراني لاجئ إلى أستراليا، وليس هذا وحسب، بل وبحسب التقارير الإعلامية فإنه قد تسنن، أي انتقل من المذهب الشيعي للمذهب السني، وقام بعمليته التي قام بها في مدينة سيدني رافعا شعار «جبهة النصرة»، ومطالبا السلطات هناك، وأثناء احتجاز الرهائن، بتزويده بشعار «داعش»، وعليه فنحن الآن، إذا لم أكن مخطئا، أمام أول داعشي إيراني شيعي تسنن! حسنا هل نحن أمام حالة جنون كما يقال؟ أم أننا أمام مؤامرة، كما يحلو للبعض القول الآن؟ أم أن هذه عملية طبيعية، وخصوصا بعد أن سممت إيران منطقتنا، وثقافتنا، وتحديدا من بعد الثورة الخمينية؟

الحقيقة أن القول بأن جريمة سيدني الإرهابية، وكذلك طبيعة مرتكبها، هي حالة من الجنون، ودليل على سلوك مضطرب للجاني، ليس بالقضية المهمة هنا، فالانتماء إلى «داعش»، والإقرار بما تفعله، والمشاركة فيه، هو أيضا ضرب من الجنون! كما أن القول بأن رجل الدين الإيراني هذا، مرتكب جريمة سيدني، هو أصلا من أصحاب السوابق لا يقلل كذلك من خطر العملية الإرهابية، ومدلولاتها، وبعدة اتجاهات، فكثر من المنتمين للتنظيمات الإرهابية، وخصوصا «داعش»، هم من أصحاب السوابق، وعليه فإن القصة هنا هي في هوية منفذ العملية نفسه، وهو إيراني شيعي سابق، مما يحتم السؤال التالي: كم على إيران الآن أن تتوقع ظهور دواعش إيرانيين بأراضيها، وإن كان لا فرق أصلا بين «داعش» والسلوك الإيراني بمنطقتنا، سواء في العراق، أو سوريا، أو اليمن؟

وإذا استبعدنا فرضية نظرية المؤامرة، وهو ما أستبعده، فمتى تدرك إيران أن سياساتها المتهورة، والتوسعية هذه من شأنها أن تنقل النار إلى الأراضي الإيرانية نفسها، خصوصا بعد أن رأت طهران كيف أن تورط «حزب الله» في سوريا لم ينقذ الحزب، ولا لبنان، الذي أقحم بالأزمة السورية، كما ورط «حزب الله» الذي قتل له بسوريا أكثر مما قتل حتى في معارك الحزب العبثية مع إسرائيل؟ فمتى تدرك إيران ذلك، خصوصا أن إيران قد سممت منطقتنا بالشعارات الكاذبة، والطائفية والتحريضية مثلها مثل كل التنظيمات المتطرفة، ومنها «القاعدة» التي نامت مطولا في أحضان إيران، وخصوصا في العراق، والآن في سوريا؟

أعتقد أن هذه هي القصة الآن التي تستحق أن يركز عليها لمعرفة إذا ما بدأت إيران تحترق فعلا بالنار التي لعبت بها مطولا بمنطقتنا!

arabstoday

GMT 23:42 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ما حدثَ وما يحدثُ باختصار في ليبيا

GMT 23:40 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

حرب خفية فوق التربة القمرية

GMT 23:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ثورة الطلبة؟!

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

البقاء والانتماء... تعقيب غاضب

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أهمية السودان

GMT 20:17 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

المفاوضات؟!

GMT 20:16 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الفن الهابط

GMT 17:07 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الاستقطاب السياسي بالشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعشي إيراني داعشي إيراني



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 05:19 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الجيش الإسرائيلي يؤكد سيطرته على معبر رفح

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 04:34 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

5 شهداء على الأقل بقصف إسرائيلي لمنزل في رفح

GMT 02:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

العالم الهولندي يحذر من زلزال مدمر خلال ساعات

GMT 05:56 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

20 شهيدا في غارات إسرائيلية على رفح الفلسطينية

GMT 00:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab