فيينا ومفاوضات الظل

فيينا ومفاوضات الظل

فيينا ومفاوضات الظل

 العرب اليوم -

فيينا ومفاوضات الظل

بقلم - طارق الحميد

يمكن أن نقول إننا أمام نوعين من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني؛ فهناك مفاوضات اجتماع فيينا، وهناك ما أسميه مفاوضات الظل لاجتماع فيينا. الأول بحضور إيران، والولايات المتحدة، والقوى الغربية. أما مفاوضات الظل لاجتماع فيينا فهي التي تقوم بها إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة والقوى الغربية، بأنه حان الوقت لاتخاذ مواقف حاسمة ضد إيران من عقوبات اقتصادية، وضربات عسكرية وبالطبع لا يمكن التعويل على ما تقوله الإدارة الأميركية الآن، لكن لا بد من قراءة الأحداث وفق ما يصدر من تصريحات، أو يرشح من معلومات، مع ضرورة تذكر المواقف الأميركية المتساهلة من أجل تحقيق اتفاق مع إيران، وبأي ثمن مفاوضات الظل هذه التي تقودها إسرائيل تشكل عامل ضغط على كل من واشنطن وطهران، ويبدو أن إسرائيل تحقق تقدماً بذلك، حيث يزور وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الموساد واشنطن لمناقشة الملف النووي. وتقول وسائل الاعلام الإسرائيلية إن الوزير ورئيس الموساد سيحاولان دفع واشنطن للتحرك عسكرياً ضد مصالح إيرانية، وليس بالضرورة المنشآت النووية، وذلك لإرسال رسالة إلى إيران مفادها أن الإدارة الأميركية جادة بمنعها من الوصول لـ«العتبة النووية».

يأتي كل ذلك بعد أن نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن قادة الدفاع بالولايات المتحدة وإسرائيل سيبحثون تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية حال أخفقت الدبلوماسية وكذلك إعلان البيت الأبيض، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن الرئيس بايدن باشر «التحضيرات» في حال فشل السبل الدبلوماسية، وبالتالي فإن كل ذلك يعني أن مفاوضات الظل هذه باتت تأخذ منحى جدياً حسناً، ماذا عن منطقتنا، وإيران؟ وأين يمكن أن تضرب المصالح الإيرانية؟ من يلاحظ البيانات المشتركة الصادرة عن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي، يجد أن هناك تطابقاً في المواقف من إيران هناك مطالب خليجية واضحة بضرورة الوصول إلى اتفاق نووي جاد، ومنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وكذلك ضرورة التصدي لمشاريع إيران التخريبية في المنطقة، وكذلك التصدي لبرامجها الصاروخية.

وبالنسبة لإيران، وأين يمكن أن تضرب مصالحها، غير المنشآت النووية، فالواضح أن إيران تنهج سياسة حافة الهاوية بالمفاوضات النووية، وعينها على الداخل أكثر من تركيزها على إسرائيل أو أميركا لأنه ليس بمقدور النظام الإيراني أن يكون معتدلاً ومصالح إيران في المنطقة موزعة على أربع دول، أو «محور البؤساء»، كما سماه الباحث الأميركي من أصول إيرانية كريم ساجد بور، حيث هناك الميليشيات في العراق، واليمن، ولبنان وهذا الأسبوع ذكرت تقارير أن إسرائيل دمرت ثلثي الأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا، وعليه فإن المتوقع أن تكون المصالح الإيرانية المستهدفة أولاً، لإثبات الجدية بالتصدي لإيران، في اليمن، أو العراق إلا أنه لا يمكن إغفال ما يمكن أن تقوم به إسرائيل في إيران نفسها سواء عسكرياً أو استخباراتياً، وبالتالي فنحن أمام ما أسميه مفاوضات ظل لاجتماع فيينا، وربما تكون نتائجها أسرع مما هو متوقع من اجتماع فيينا نفسه.

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيينا ومفاوضات الظل فيينا ومفاوضات الظل



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab