ما حقيقة علاقة عزيز بصدام

ما حقيقة علاقة عزيز بصدام؟

ما حقيقة علاقة عزيز بصدام؟

 العرب اليوم -

ما حقيقة علاقة عزيز بصدام

عبد الرحمن الراشد

هناك من كان يدعي أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان مجرد أداة في يد الثعلب وزير خارجيته طارق عزيز، وهناك من أكد أن عزيز لم يكن سوى موظف في بلاط الرئيس المهيب، الذي كان يعاني من جنون العظمة، ويعامل وزراءه كالخدم.
أن يعمل شخص مثقف خريج أدب إنجليزي واسع الاطلاع مع ضابط بسيط الثقافة لنحو ربع قرن مليئة بالأحداث الخطيرة لغز محير. فقد اشتهر صدام بأنه واحد من أكثر القادة ارتكابا للأخطاء الغبية، ومعظمها في معالجة الشؤون الخارجية، فماذا كان دور طارق عزيز رفيقه في حزب البعث وصديق دربه ووزير خارجيته ونائب رئيس وزرائه؟
لقد مات طارق عزيز بعد محنة سجن رهيبة، رغم كثرة الوساطات، واقتناع العديد، بمن فيهم خصومه، بأنه بسبب عمره ومرضه يستحق الرأفة في نهايات عمره، لكن الأحقاد العراقية غلبت، وغادر الدنيا الرجل اللغز. يُقال إن عزيز تحدث طويلا في سجنه للمحققين الأميركيين، ونعتقد أن الكثير بحوزتهم عنه لم ينشر بعد قد يفك أحجية النظام الحديدي القديم، ويساعدنا على فهم التاريخ الحديث ليكون عظة للجميع وتوثيقا لتاريخنا. كما تحدث عزيز لاحقا للمحققين العراقيين من النظام الحالي، وكان من بينهم علي الدباغ المتحدث السابق للحكومة العراقية، ووثقت مقابلته تلفزيونيا، لكنها لم تكن تقدم تفاصيل جيدة حول ما حدث، فالسجين عزيز لم يبد في صحة تسمح له بالحديث بوضوح إثر جلطة أصيب بها في سجنه.
ومحبو الديكتاتور الراحل صدام دائما يجتهدون في البحث عن أعذار له، وكان من أكثرها ترديدا أنه غُرر به من قبل الولايات المتحدة لمهاجمة إيران، كما غررت به السفيرة الأميركية حينها أبريل غلاسبي لاحتلال الكويت. ويستطيع كل من درس تاريخه أن يعرف أن صدام كان زعيما أخرق، وحاكما متسلطا. لم يكن أحد مهما علا منصبه يجرؤ على أن يفتح فمه بكلمة تخالفه. وهذا ما يجعل دور الوزير عزيز غامضا، لأنه لم يتعرض إلى اتهامات، بخلاف رفاقه الذين راحوا في وجبات الإعدامات المتكررة، التي كان صدام ينهي بها حياة كبار موظفيه، وكذلك أقرب الناس إليه. فهل كان حذرا يُسمع رئيسه ما يرضيه ويوافق شعوره بالعظمة؟ أم أن صدام كان يستثني وزيره عزيز من شكوكه ويثق بولائه وحكمته، بدليل أنه كان يكلفه بمعظم القضايا الخطيرة؟
قرار صدام بخوض حرب مع إيران لا يمكن أن ينصح به أو يؤيده وزير خارجية يعرف خطورة تغيير خريطة الإقليم، ويدرك أن العراق ثلث سكان إيران، وأضعف منها عسكريا، وفوق هذا يدرك مخاطر التورط في نزاعات الحرب الباردة آنذاك. ثم يستحيل أن يجهل عزيز الخطوة الأكثر خطورة بإقدام صدام على غزو الكويت، الدولة الثالثة المصدرة للبترول في العالم، والمهددة لأمن منظومة دول الخليج التي تقع في إطار الحماية الغربية!
ظل أمره يحيرنا جميعا؛ فهو رجل مثقف، ومطلع، وطاف بمعظم دول العالم، ويعرف من الحقائق أكثر من رئيسه الجاهل صدام البسيط في تعليمه، الذي لم يعرف شيئا خارج العراق من شؤون العالم إلا الشقة التي سكنها في القاهرة. لغة الجسد كانت تناقض تصريحاته، عندما ألزمه صدام بارتداء البدلة العسكرية الزيتية، كان يظهر على التلفاز يحمل بين إصبعيه دائما سيجار «كوهيبا» الكوبي الفاخر، ثمنه خمسة عشر دولارا، وفي الوقت نفسه يتحدث عن معاناة الشعب العراقي من الحصار الاقتصادي. لم يكن خطاب عزيز مقنعا، رغم أنه مفوه.
ولأن عزيز رحل، وليس لنا أن نعرف كل الحقيقة، ما لم تظهر وثائق تكشفها لاحقا، أظن أنه كان الخروف الأسود في قطيع صدام، لم يكن يؤيده ولم يكن بوسعه أن يخالفه. وهو يذكرنا بوزير الخارجية السوري الحالي وليد المعلم، في ثقافته ومنصبه وسوء حظه أن رئيسه يحبه، ويعتقد أنه مهم جدا إلى درجة أنه لن يسمح له بأن يتركه.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما حقيقة علاقة عزيز بصدام ما حقيقة علاقة عزيز بصدام



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 22:12 1970 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab