حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة

حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة

حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة

 العرب اليوم -

حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة

بقلم ـ عبد الرحمن الراشد

عودة قطر إلى إيران لم تفاجئنا. فالتحالف دليل دامغ على ما تقوله الدول الغاضبة من سلوك قطر وأفعالها، دليل على أن قطر، مثل إيران، مصدر للفوضى والعنف. في الحلف القطري - الإيراني، الذي وُلد هذا الأسبوع، يلتقي أهم قطبين في تمويل العنف في المنطقة. فإيران هي الداعم الرئيسي للجماعات الشيعية المسلحة المتطرفة مثل «حزب الله»، وعصائب الحق، و«الفاطميون»، وغيرها. وقطر هي الراعي منذ التسعينات للتنظيمات السنية المسلحة المتطرفة، مثل القاعدة و«داعش» والنصرة، وأنصار الشريعة، وغيرها.

ولا توجد هناك قواسم مشتركة بين قطر وإيران تضطرهما إلى التقارب سوى التعاون الأمني والسياسي الإقليمي؛ فقطر ليست شريكاً تجارياً مهماً لإيران، ولا يوجد بين سكانها شيعة تريد تسهيل زياراتهم للأماكن المقدسة، وليس هناك توافق ثقافي أو شعبي يمكن أن يبرر التقارب المرسوم سياسياً. وليس صحيحاً ما تقوله قطر بأن المقاطعة الاقتصادية من جاراتها الخليجية الغاضبة عليها اضطرتها إلى الارتماء في الحضن الإيراني؛ فسوقها الاستهلاكية هي الأصغر في المنطقة، حيث يسهل تموينها، ومعظم احتياجات قطر تتم تلبيتها من أسواق أخرى في المنطقة ومن وراء البحار.

إنما التجارة المُحتملة بين الحكومتين تقوم على بضاعة واحدة: تشكيل جبهة معادية للسعودية والبحرين والإمارات. وبهذه الخطوة تعود قطر إلى سياستها الخارجية قبل عام 2010 والتي تم تجميدها نتيجة الاختلاف حول الثورات، وتحديداً في سوريا. فقطر كانت حليفاً لإيران، وداعماً أساسياً لسوريا الأسد، ولـ«حزب الله» في لبنان، وكانت موجهة آنذاك ضد الحلف السعودي - المصري. دامت تلك العلاقة بين الدوحة وطهران لأكثر من عقد، ووجهت نشاطها ضد السعودية، ودعمت الحكومتان «حزب الله» وحماس بلا حدود.

وقد سبقت زيارات المسؤولين القطريين للعاصمة الإيرانية إشارات تمهد للتغيير والتعاون، حيث غيرت قناة «الجزيرة»، لسان الحكومة القطرية، فمالت تغطيتها إلى الحوثيين، حلفاء إيران في حرب اليمن، ودافعت عن الجماعات المسلحة الموالية لإيران في بلدة العوامية السعودية، وغيرت لهجتها حيال تغطيتها للانتفاضة في سوريا.

نلاحظ أن ما ترفض قطر التنازل عنه للدول الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وتعتبره تدخلاً وانتقاصاً من سيادتها تهبه الآن مجاناً للإيرانيين وحلفائهم. لماذا؟ ليس طمعاً في الحماية العسكرية، كما هو حال علاقتها مع تركيا، بل إن التعاون مع النظام الإيراني هو خطوة هجومية عدائية. وفي المقابل، تتوقع طهران من قطر أن تمد يد الدعم المالي والدعائي للقوى الإيرانية في أنحاء المنطقة بهدف زيادة الضغط على خصومها.

هذه التحركات تبدو من مدرسة مألوفة، وتؤكد على ما يعرفه الجميع أن الشيخ حمد بن خليفة، الأمير المتنحي، لا يزال هو من يدير الخلافات في قطر، وليس ابنه تميم، الأمير الحالي. ولسوء حظ الدوحة، بغض النظر عمن يديرها اليوم، سياسة الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترمب، وهي اللاعب الدولي الرئيسي في المنطقة، تبدلت عما كانت عليه خلال الرئيس السابق باراك أوباما، حيث تغيرت إلى تبني مواجهة إيران بدلاً من مهادنتها.

وانتقال الدوحة للتعاون مع النظام الإيراني خطوة غبية وخير دعاية للدول الأربع أمام الحكومات الدولية، فهي دليل آخر على طبيعة النظام القطري وعلاقته بالتطرف والعنف. وهي صعب تبريرها للجمهور العربي الكبير الذي يكره كثيراً نظام الملالي في طهران بسبب أفعاله في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

arabstoday

GMT 01:15 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل... رسائل النار والأسئلة

GMT 01:09 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

وتُقَدِّرونَ فتضحك الأَقدارُ... إيران وإسرائيل

GMT 01:07 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

حتمية المواجهة الإيرانية ــ الإسرائيلية

GMT 01:43 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

رد أميركي خدم الإيرانيين

GMT 02:42 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

استنزاف واستخفاف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة حلف قطر ـ إيران يؤكد التهمة



 العرب اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 04:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 00:24 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

نسيج العنف... ما بعد حرب غزة؟

GMT 10:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إطلالات تراثية ملهمة للملكة رانيا

GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 08:58 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab