السويداء والعزف على وتر الطائفية

السويداء.. والعزف على وتر الطائفية

السويداء.. والعزف على وتر الطائفية

 العرب اليوم -

السويداء والعزف على وتر الطائفية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

خلال الأيام الماضية، تعيش محافظة السويداء فى سوريا على وقع تصعيد غير مسبوق فى وتيرة العنف، كشف بكل تأكيد عدم سيطرة النظام السورى الجديد بقيادة أحمد الشرع فى إدارة الدولة السورية، خصوصا الملفات المتعلقة بالنزاعات ذات الطابع العقائدى، وعرّى بوضوح حجم الفوضى التى لا تزال تنخر جسد الدولة بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب.

لكن الأخطر من كل ذلك أن هذا التصعيد وضع إسرائيل مرة أخرى فى قلب الأزمة السورية، كطرف فاعل يسعى إلى توسيع مساحة الاشتباك الطائفى فى منطقة شديدة الحساسية والتشابك الجغرافى والسياسى. الشرارة بدأت من اشتباكات مسلحة اندلعت بين فصائل درزية محلية وعشائر عربية بدوية، إثر عمليات انتقام متبادلة لم تهدأ منذ شهور، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى مواجهات شاملة فى عمق مدينة السويداء وريفها. وكما حدث فى سيناريوهات مشابهة، انسحبت القوات الحكومية السورية، بعد فشلها فى احتواء الأزمة، ما ترك فراغًا أمنيًا قاتلًا أفسح المجال لانتشار السلاح والاقتتال.

وفيما فشلت الاتفاقات التى أُعلنت لاحقًا لوقف إطلاق النار فى تحقيق أى تهدئة حقيقية، عادت الاشتباكات لتتصاعد مع عودة القوات الحكومية، ما كشف ليس فقط عن عدم سيطرة الدولة، بل عن توغل الطائفية والتطرف لدى بعض الفصائل، وهو ما ظهر فى العديد من الفيديوهات المرعبة التى انتشرت على مواقع التواصل.

ضمن هذا المشهد المضطرب، برزت إسرائيل كلاعب مباشر، لا سيما من خلال الغارات التى شنتها على مواقع فى دمشق وفى محيط السويداء، تحت ذريعة حماية الدروز. ذريعة تبدو إنسانية فى ظاهرها، خاصة أن الدروز داخل إسرائيل يمثّلون جزءًا من التركيبة السكانية، لكنهم يملكون حضورًا مهمًا فى المؤسسات الأمنية والعسكرية.

الخطاب الإسرائيلى فى التعامل مع هذه القضية فضح مشروعًا بعيد المدى يعتمد على الاستثمار فى التوترات الطائفية من أجل زرع موطئ قدم دائم إسرائيلى فى العمق السورى.

تقارير إعلامية إسرائيلية، منها ما نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل»، كشفت أن تحركات تل أبيب مرتبطة بمخاوف من تقارب أمريكى- سورى برعاية دونالد ترامب، لا سيما بعد اللقاء المفاجئ الذى جمعه بالشرع فى الرياض. اللقاء تبعته مؤشرات على تخفيف العقوبات، وتلميحات بفتح باب لتفاهمات أمنية على حدود الجولان، وهو ما تعتبره إسرائيل خطرًا جديدًا على حدودها.

الشرع، الذى وصل إلى الحكم فى ظروف ملتبسة، أخفق حتى اللحظة فى السيطرة على ملف السويداء. ورغم ظهوره المتكرر فى وسائل الإعلام كمُصلح منفتح، فإن قواته الأمنية عادت إلى الاشتباك مع الفصائل الدرزية، ما يطرح علامات استفهام عن قدرة الرجل على ضبط الوضع، أو حتى عن حجم نفوذه الفعلى داخل المؤسسات الأمنية. ما يحدث فى جبل العرب ليس تفصيلًا محليًا. فالتوتر الذى يُراد له أن يُقرأ كصراع داخلى يخفى وراءه ترتيبات إقليمية معقّدة، قد تغيّر قواعد الاشتباك فى الجنوب السورى، وهذا أمر يحتاج إلى حديث آخر.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السويداء والعزف على وتر الطائفية السويداء والعزف على وتر الطائفية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab