هل هو تحول حقيقي

هل هو تحول حقيقي؟

هل هو تحول حقيقي؟

 العرب اليوم -

هل هو تحول حقيقي

عبد اللطيف المناوي

التقيتُ أول مرة ديفيد لامى، وزير الخارجية البريطانى الحالى، منذ أكثر من عام فى مؤتمر دافوس فى سويسرا، حيث كان ضيفًا للصديق العزيز شفيق جبر فى عشائه السنوى الشهير هناك، ثم بعدها بشهر فى «مؤتمر ميونخ للأمن» (MSC). وعلى مدار أيام، تحدثنا وتناقشنا فى موضوعات عدة، كان أبرزها بالطبع قضية الشرق الأوسط. فى ذلك الوقت، كان لامى وزير خارجية الظل فى حزب العمال المعارض قبل أن يكتسح الانتخابات البرلمانية بعدها بأشهر ويصبح لامى وزير الخارجية، ولم أتوقع أن يحتفظ بنفس المواقف الجريئة، لكنه أثبت لاحقًا، من خلال سلسلة من الخطوات المتلاحقة، أنه لا يتخلى بسهولة عن قناعاته فى حدود المتاح.

جاءت خطوة الحكومة البريطانية بتعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، تزامنًا مع إعلان عقوبات ضد مستوطنين وكيانات فى الضفة الغربية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية فى لندن، كمؤشر نوعى على تغير فى خطاب السياسة الخارجية البريطانية تجاه إسرائيل، لا سيما فى ظل اتساع دائرة المجازر وتجويع المدنيين فى غزة. وزير الخارجية لامى صرّح بأن «أسلوب إدارة إسرائيل لحرب غزة يضر بالعلاقات الثنائية»، وأن «ما يحدث فى غزة لا يمكن تبريره أخلاقيًا».

إلى جانب الموقف البريطانى، تشهد العواصم الأوروبية تحولات لافتة. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندى مارك كارنى، أصدرا بيانًا شديد اللهجة تجاه إسرائيل، مهددين باتخاذ «إجراءات ملموسة» إن لم توقف إسرائيل هجماتها وتسمح بإدخال المساعدات. ومن داخل الاتحاد الأوروبى، دعت ١٧ دولة إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وتتحرك دول أخرى لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين.

ورغم أن بعض هذه التحركات ما تزال فى إطار الرمزية السياسية، فإن ما فعلته لندن لا يندرج ضمن ردود الفعل الخطابية فحسب، بل يمثل ترجمة عملية لتراجع الثقة الأوروبية فى سياسة حكومة نتنياهو.

الموقف البريطانى الحالى ليس مجرد تمايز ظرفى، بل يعكس، على الأرجح، تحولات أعمق فى المزاج الأوروبى تجاه إسرائيل. هذه التحولات يُغذّيها مشهد إنسانى كارثى فى غزة، فضلًا عن إدراك متزايد بأن استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل لم يعد مقبولًا لدى الرأى العام لديهم، لا أخلاقيًا ولا سياسيًا. ورغم ما تحاول الخارجية الإسرائيلية الإيحاء به، من أن «الانتداب البريطانى انتهى قبل 77 عامًا» وأن «الضغوط الخارجية لن تثنى إسرائيل عن كفاحها من أجل وجودها»، فإن هذه اللغة تعكس شعورًا بالعزلة المتزايدة، أكثر مما تُعبّر عن موقف واثق، ولا تُخفى القلق من انفكاك تدريجى فى شبكة الدعم الغربى التاريخى لإسرائيل.

قد يكون من المبكر الجزم بأن أوروبا تتجه لقطيعة استراتيجية مع إسرائيل، لكن من الواضح أن هناك بداية تحول. السؤال المطروح: هل هى لحظة مراجعة تاريخية لموقف بدأ قبل 77 عامًا، أم مجرد ضغط مؤقت سرعان ما يتبدد أمام اعتبارات المصالح والتحالفات؟.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هو تحول حقيقي هل هو تحول حقيقي



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
 العرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 22:12 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab