البوابة المصرية

البوابة المصرية

البوابة المصرية

 العرب اليوم -

البوابة المصرية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لم يكن قرار حركة حماس بقبول مقترح وقف إطلاق النار وليد لحظة طارئة، بل نتيجة مسار طويل من النقاشات التى قادتها القاهرة بإصرار وهدوء. فمصر لم تكتفِ بالوساطة التقليدية بين الأطراف، بل طرحت رؤية متكاملة تتجاوز مجرد إيقاف العمليات العسكرية لتشمل مرحلة انتقالية منظمة، بإشراف وسطاء عرب ودوليين، يتم خلالها بحث ترتيبات إدارة غزة، والعمل على ضبط السلاح، والإفراج عن الرهائن ضمن جدول مرحلى.

هذه الرؤية جسّدت إدراكًا مصريًا عميقًا بأن الصراع فى غزة لا يُحل عبر تفاهمات جزئية، بل من خلال مقاربة شاملة تعالج أبعاده الأمنية والسياسية والإنسانية.

وتشير تقارير- ومنها بالمناسبة تقارير إسرائيلية- إلى أن مصر تريد إشراك فصائل فلسطينية أخرى ومنظمة التحرير فى صياغة اتفاق شامل إذا ظلت «حماس» على موقفها المتشدد، ما يعنى أن القاهرة لم تكن وسيطًا محايدًا فحسب، بل قوة تمتلك بدائل عملية، مستندة إلى وزنها الإقليمى وقدرتها على جمع الأطراف حول طاولة واحدة.

فى الخلفية، كانت هناك تحولات دولية مهمة بعد إعلان دول غربية كبرى- منها فرنسا وبريطانيا ومالطا وكندا وأستراليا– نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ورغم قوة هذه الخطوات الدبلوماسية لكنها لا يمكن أن تتحول إلى إنجاز عملى دون وجود تهدئة ووقف لإطلاق النار.

الأهم أن الدور المصرى لم يقتصر على المسار السياسى، بل ارتبط بخطة إعمار طموحة لغزة، قُدمت فى اجتماع جامعة الدول العربية فى مارس الماضى، ونالت إجماعًا عربيًا ودعمًا دوليًا من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى. الخطة تمضى فى ثلاث مراحل: أولاها ستة أشهر لإزالة الأنقاض وتوفير المأوى المؤقت، وعامان لبناء ٢٠٠ ألف وحدة سكنية جديدة وإعادة البنية التحتية، وعامان ونصف لإنشاء ميناء ومطار ومناطق صناعية.

ولم تُبقِ مصر خطتها للإعمار فى حدود التصورات النظرية، بل تسعى لإزالة الأنقاض وتهيئة البنية الأساسية لمرحلة البناء، بالتوازى مع مبادرات استثمارية واسعة النطاق تعكس انفتاحًا على مشاركة القطاع الخاص، وبرامج تدريب مشتركة مع دول عربية لإعداد كوادر فلسطينية قادرة على إدارة الشأن الأمنى فى مرحلة ما بعد الحرب.

هذه الأمنيات تؤكد أن القاهرة تنظر إلى إعادة إعمار غزة كمشروع واقعى يقوده المصريون بخبرة ميدانية ورؤية استراتيجية شاملة.

اليوم، تبدو القاهرة حجر الزاوية فى هذا الملف هى وسيط سياسى يفرض إيقاع المفاوضات، وضامن إقليمى يملك أدوات الضغط، وقائد لمشروع تنموى يضع غزة على سكة إعادة البناء. نجاح هذه المقاربة لا يعنى فقط وقف نزيف الدم الفلسطينى، بل أيضًا إعادة تثبيت الدور المصرى المركزى فى معادلات المنطقة، بما يعكس خبرتها التاريخية وقدرتها على الجمع بين الحزم والواقعية.

قد يظل الطريق مليئًا بالعقبات، لكن المؤكد أن القاهرة أثبتت مرة أخرى أن بوابة الحلول تمر عبرها، وأن مستقبل غزة، بما يحمله من تحديات وأمل، مرتبط بالدور المصرى كضامن للاستقرار وقائد لمرحلة إعادة البناء.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البوابة المصرية البوابة المصرية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab