مشروع إنساني أم تهجير جماعي

مشروع إنساني أم تهجير جماعي؟

مشروع إنساني أم تهجير جماعي؟

 العرب اليوم -

مشروع إنساني أم تهجير جماعي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى مشهد لا يخلو من المفارقة، يتحدث بعض صناع القرار فى إسرائيل عن إنشاء «مدينة إنسانية» جنوب قطاع غزة، كأنهم يطرحون مبادرة إنقاذ لضحايا حربٍ دموية مستمرة منذ ما يزيد على عامين، ليسوا هم من تسببوا فيها!!.

المشروع أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، ويقضى بإنشاء منطقة مغلقة لإيواء نحو ٦٠٠ ألف فلسطينى فى رفح، وقد أثار جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها، بين من يراه خطوة لتقليل الأضرار، ومن يعتبره تمهيداً لمخطط تهجير جماعى. اللافت أن المشروع لم يحظَ بإجماع إسرائيلى داخلى، بل كشف عن انقسام حاد بين المستويين السياسى والعسكرى.

نتنياهو أعلن عن رفضه لخطة وزير الدفاع ووصفها بـ«غير الواقعية»، وطالب بخطة بديلة «أسرع وأقل تكلفة». فى المقابل، حذر رئيس الأركان إيال زامير من أن المشروع قد يستغرق شهوراً وربما عاماً كاملاً للتنفيذ، ما يعرقل مفاوضات الرهائن، كما أبدى مسؤولو المالية اعتراضهم، متوقعين كلفة تفوق ٤.٥ مليار دولار، فى وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً اقتصادية متصاعدة بسبب خسائرها فى الحرب. على الأرض، لا تحمل ملامح الخطة ما يوحى بأى إنسانية، فوفقاً لتفاصيل الخطة، سيخضع المدنيون الفلسطينيون للتفتيش الأمنى قبل الدخول، ولن يُسمح لهم بالمغادرة.

وستكون المساعدات موزعة تحت إشراف المنظمات الدولية، فيما يتولى الجيش الإسرائيلى مراقبة المنطقة عن بُعد. هذا النموذج القسرى أثار تشبيهات مؤلمة بمعسكرات الاعتقال، حتى من داخل إسرائيل نفسها، فإيهود أولمرت، رئيس الوزراء الأسبق، وصف المشروع بصراحة بأنه «معسكر اعتقال».

على الأرض كذلك لا توجد ضمانات للجيش الإسرائيلى أن خطته فى مسألة تصفية حماس ستنجح، بل إن العمليات التى يقوم بها رجال المقاومة أخيرا تؤكد أن مسألة إعادة التمركز والمناورة السياسية والعسكرية لاحقاً واردة.

رغم التبريرات الإسرائيلية بأن المشروع يهدف إلى حماية المدنيين وفصلهم عن حماس لتسهيل العمليات العسكرية، إلا أن كثيرين يرون فيه محاولة لعزل الفلسطينيين جغرافياً ودفعهم تدريجياً نحو التهجير القسرى. المستشار الإعلامى لـ«أونروا» فى غزة، عدنان أبو حسنة، حذر من أن المدينة المقترحة ستكون خطوة نحو تنفيذ خطة قديمة بتهجير سكان غزة إلى خارج فلسطين، تحت وطأة الجوع والحصار.

إن ما يسمى بـ«المدينة الإنسانية» هو نسخة محدثة من مشاريع إسرائيلية سابقة تهدف إلى تفكيك البنية السكانية والسياسية لغزة، مستفيدين من الدعم الأمريكى والصمت الإقليمى، وأن الهدف ليس إنسانيا بل «تحكّمياً» فى مصير الفلسطينيين وتطبيع التهجير باعتباره مخرجاً مقبولاً أمام العالم. لا يمكن النظر إلى «المدينة الإنسانية» إلا كمشهد مركّب يعكس عمق أزمة إسرائيل فى إدارة نتائج الحرب، وتخبّطها بين أهداف غير قابلة للتحقيق وأثمان سياسية وعسكرية باهظة. وبين تسميات مخففة كـ«مدينة إنسانية» وحقائق صارخة عن «معسكر اعتقال»، يبدو أن المشروع يشكّل أكثر من خطر على الفلسطينيين، حيث إنه اختبار قاسٍ لوعى العالم وإرادته فى منع تكرار مآسى التاريخ باسم الأمن أو الإنسانية.

 

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع إنساني أم تهجير جماعي مشروع إنساني أم تهجير جماعي



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab