مصر وإيران تقارب حذر مهم 12

مصر وإيران.. تقارب حذر مهم (1-2)

مصر وإيران.. تقارب حذر مهم (1-2)

 العرب اليوم -

مصر وإيران تقارب حذر مهم 12

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تغيرات جذرية على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية، تبرز العلاقة المصرية الإيرانية كواحدة من الملفات الساخنة، حيث بدأت إشارات واضحة نحو انفتاح محسوب بعد عقود طويلة من الجمود والقطيعة السياسية.

زيارة وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى إلى القاهرة أمس، شكلت ذروة هذا المسار الجديد الذى ربما يتبلور بحذر، ويأتى فى سياق معادلات جديدة تُرسم بعناية فائقة على أنقاض نظام إقليمى تقليدى، قد يكون زمنه قد فات.

زيارة عراقجى، التى جاءت بدعوة من وزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطى، لم تقتصر على مجرد لقاءات بروتوكولية نمطية، بل امتدت لتشمل محادثات معمقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعدد من الشخصيات السياسية البارزة فى مصر، فى إشارة واضحة إلى جدية الطرح، ووجود إرادة سياسية لاختبار إمكانيات إعادة صياغة العلاقة بين البلدين.

جدول اللقاءات المكثف عكس إدراك الطرفين لحساسية الظرف الإقليمى، ورغبتهما فى بناء خطوط تفاهم حول قضايا بالغة التعقيد، مثل الوضع المتدهور فى قطاع غزة، مستقبل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وأمن الملاحة الدولية فى البحر الأحمر، الذى يثير قلقًا مصريًا متزايدًا فى ضوء هجمات الحوثيين المستمرة.

من المنظور المصرى، لم يعد من الممكن تجاهل دور إيران كقوة إقليمية مؤثرة، مهما كانت الخلافات حول سياساتها. فالقاهرة التى تتحرك انطلاقًا من مبدأ استقلال القرار الوطنى، تسعى إلى بناء علاقات متوازنة لا ترتبط بمحاور أو استقطابات. فى المقابل، ترى طهران فى مصر بوابة أساسية إلى العالم العربى، وعنوانًا لا غنى عنه إذا أرادت إعادة ترتيب حضورها الدبلوماسى عربيًا.

ورغم أن العلاقات بين البلدين ظلت على مستوى مكاتب رعاية المصالح منذ الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، فإن السنوات الأخيرة شهدت تزايد اللقاءات والاتصالات. زيارة عراقجى تُعد التطور الأبرز فى هذا المسار، وتطرح احتمالية رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية إذا تهيأت الظروف الملائمة، خاصة مع تحسن العلاقات الخليجية الإيرانية عقب اتفاق بكين الذى رعته الصين بين الرياض وطهران فى ٢٠٢٣.

اختيار توقيت الزيارة لم يكن عشوائيًا. فقد تزامنت مع وجود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى فى القاهرة، مما أثار تكهنات بدور مصرى كوسيط محتمل فى مفاوضات الملف النووى الإيرانى، لا سيما أن جروسى فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه مع عبد العاطى أشاد بالدور والجهود المصرية فى الوصول إلى تسوية للملف النووى الإيرانى.

إلى جانب الملف النووى، برز ملف البحر الأحمر بقوة فى المباحثات. فاستمرار استهداف الحوثيين لسفن الملاحة الدولية يهدد حركة التجارة العالمية ويؤثر مباشرة على إيرادات قناة السويس، التى تمثل مصدرًا أساسيًا للدخل القومى.

زيارة عراقجى قد تصبح بداية مرحلة جديدة من العلاقات الحذرة بين القاهرة وطهران، قائمة على مقاربة نفعية قائمة على المصالح المتبادلة.

وهذا حديث آخر نستكمله غدًا.

 

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وإيران تقارب حذر مهم 12 مصر وإيران تقارب حذر مهم 12



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:52 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
 العرب اليوم - دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab