أكتوبر فصلُ الانتصارات المصرية

أكتوبر.. فصلُ الانتصارات المصرية

أكتوبر.. فصلُ الانتصارات المصرية

 العرب اليوم -

أكتوبر فصلُ الانتصارات المصرية

بقلم : فاطمة ناعوت

أكتوبر ليس شهرًا، بل فصل الانتصارات الكبرى التى تحصدها مصر عبر الزمان. من أكتوبر ١٩٧٣ يوم عبرنا القناةَ ليستعيدَ وجهُ مصر إشراقَه، إلى أكتوبر ٢٠١٤ حين بدأنا حفر قناة السويس الجديدة لنصنع عبورًا آخر نحو الغد، إلى أكتوبر ١٩٨٨ حين افتُتحت دار الأوبرا الجديدة ليعود صوتُ مصر الفنى والثقافى بعد عقود من الصمت. وفى أكتوبر ٢٠٢٥ يواصل التاريخُ موسيقاه، فيُسجِّل على أوتار الشهر ثلاثية النصر الجديدة: البروفيسور «خالد العناني» رئيسًا لمنظمة اليونسكو كأول مصرى وعربى يعتلى عرش الثقافة العالمية، واحتضان مصر «قمة شرم الشيخ» لتجمع قادة العالم تحت راية السلام، ثم تتويج هذا الموسم بفوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة للفترة ٢٠٢٦-٢٠٢٨، تأكيدًا لمكانتها الدولية الرفيعة وثقة العالم فى رؤيتها الإنسانية. أكتوبر المصرى لا يُقاس بالأيام، بل بالأثر. هو الشهر الذى تتحوّل فيه الجغرافيا إلى معنى، والزمنُ إلى ذاكرة وطنية متجدّدة. كلُّ أكتوبر يحمل فى طيّاته وعدًا جديدًا بأن مصر لم تكن يومًا شاهدة على التاريخ، بل كاتبته، وصانعة فصوله المضيئة. ولهذا فتعبير «انتصارات أكتوبر» ليس مجازيًّا، بل نسيجٌ من خيوط أمجادنا على الأصعدة العسكرية والسياسية والثقافية والحقوقية.

من عبور القناة إلى عبور المنصّات العالمية، لم تتوقّف مصر عن إعادة تعريف ذاتها كصوتٍ للحقّ. فنصر أكتوبر لم يكن معركة عسكرية وحسب، بل هو إعلانٌ عن الإرادة التى تهزم المستحيل. ومنذئذ، لم تَعُد مصر تُقاتل بالسلاح، بل بالعلم والثقافة والبناء والسلام. حين تشقُّ مصرُ قناةً جديدة، أو تُضيء دورَ أوبرا، أو تترأّسَ اليونسكو، أو تُنهى حربَ إبادة، أو تحتلَّ مقعدًا فى مجلس حقوقى عالمى، فذلك امتداد للعبور من الظلام إلى النور، من العزلة إلى الحضور.

حين نرى مصرَ تمنحنا هذى الانتصارات المتوالية، لا نرى فقط عاصمةً تقود ملفاتٍ مهمة، بل قلبًا ينبض بالأمجاد. فى رئاسة اليونيسكو، تقول مصرُ إن الحضارة ليست ماضيًا مهجورًا بل مشعلُ نور لا يخبو فى حاضر العالم، وإنها جاهزةٌ لتكون صوتًا عالميًا فى الثقافة والتعليم والبحث العلمى. وفى قمة السلام الشرقى، تقول مصرُ إنها ليست متفرجًا على أزمة غزة، بل صانعةٌ لمشهد السلام، وفى فوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان، تقول إن التزامها ليس شكليًا، بل جادٌّ فى الحفاظ على كرامة الإنسان. هذى الانتصارات تُدلّ على ثقة العالم فى مصر لا كدولة إقليمية فحسب، بل كفاعل دولى يُحسب له حساب. فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حصدت مصر ١٧٣ صوتًا لتفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان، لأن العالم أدرك أن القاهرة التى تبنى الجسور وتخفض التصعيد وتحقن الدماء وتستضيف مؤتمرات السلام سعيًا لاسترداد شعب فلسطين أرضَه وحقَّه فى الحياة، هى ذاتها التى تسعى إلى صون كرامة الإنسان داخل حدودها وخارجها.

ونحن نفخر بعضويتنا فى مجلس حقوق الإنسان، ندرك أنها ليست جائزة بل مهمة شاقة. أن نجعل من القاعة منصةً لشعب فلسطين، لحقوق الإنسان فى مصر، للمرأة، للطفل، للشباب، لذوى الهمم، لحقوق العمال، لحرية التعبير الرفيع، للأقليات الدينية، ولكل من يُنتهك حقُّه على يد ظالم. والشاهدُ أن الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، منذ تولّيه الحكم، يسعى لترسيخ هذا المسار: من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان٢٠٢١، إلى التقارير التنفيذية التى تابعت تنفيذها، وصولًا إلى التوجيه الرئاسى فى سبتمبر ٢٠٢٥، بإعداد استراتيجية جديدة بعد انتهاء الأولى. تلك خطوات تعكس إيمانَ الدولة بأن «احترام الإنسان» ليس شعارًا انتخابيًا، بل قاعدةٌ «حتمية» لبناء وطنٍ قويّ من الداخل، يُحاور العالم بندّيةٍ وثقة.

وهكذا يبرهن «أكتوبر» من جديد أن مصر، كلما مرّت بأزماتها، خرجت منها أكثر إشراقًا وقوة. فى كل عقدٍ من الزمان، لها نصرٌ جديد يضاف إلى سجلّ أمجادها. أكتوبر فى مصر ليس تذكارًا نحتفل به، بل وعدٌ نُجدده على مدى الأعوام. فكلّ عبورٍ جديد، على تنوّع مساراته؛ يحمل الروحَ ذاتها: روح المقاتل المثقف الذى ينتصر للحق والخير والجمال والعدل، روح الفنان الذى يُجبر النورَ أن يخترقَ ظلال لوحته لتضيء، روح الموسيقيّ الذى ينتقى مواضعَ النغم والسكوت، روح الشاعر الذى يوازن بين الحركة والسكون.

تقول مصرُ: أنا الحاضرةُ التى لا تغيب. من ميادين الحرب إلى قاعات السلام، من ضفاف القناة إلى قاعات الأوبرا، من عقل العالم فى اليونسكو إلى ضميره فى مجلس حقوق الإنسان، تظلّ مصرُ توقّع اسمَها بذات الحبر الذى كتبت به مجد الأول قبل آلاف السنين. مصر تغنى بصوت ثابت، لا صخب فيه، لتثبت أن الحضور الأخلاقى والثقافى والدبلوماسى لا يُصنع بالضجيج، بل بالعقول التى تبحث عن الأثر.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكتوبر فصلُ الانتصارات المصرية أكتوبر فصلُ الانتصارات المصرية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab