من مهابة القمة إلى مهاوي السفح
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

 العرب اليوم -

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

بقلم : فؤاد مطر

تفوّقت الدهشة لدى كثيرين من واقعة عملية السطو غير المسبوقة في الوقائع الفرنسية المستغربة على سرقة من متحف «اللوفر»، جوهرة متاحف فرنسا، ونكاد نقول متاحف العالم، على تلك الدهشة التي ارتسمت معالمها أمامنا ونحن نتابع المشهد الأكثر إهانة، مرتبطة بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. والدهشة «الساركوزية» متصلة بتلك التي ارتسمت معالمها في شخص رئيس المصرف المركزي للبنان رياض سلامة، الذي نال مجداً إعلامياً خلال سنوات ترؤسه المصرف. ثم بكشْف متدرج للإضبارات والعمليات المالية التي لا تُجيز لرئيس مصرف مركزي أن يكون قريباً منها، جرى حذْف الرجل بوصفه مرشَّحاً محتمَلاً للرئاسة. ثم يوماً بعد آخر تكشفت العمليات المستورة، وبات الرجل الذي كان نجماً في وسائل الإعلام العربية، وبعض مثيلاتها الأجنبية، متهَماً يجري التحقيق معه، ثم يودَع السجن ولا يفرَج عنه إلا بعدما أوجب الوضع الصحي ذلك، ومقابل كفالة بالملايين، هي الأعلى في تاريخ الكفالات، والغرض منها ألا يغادر لبنان ويلجأ إلى دولة تحميه.وهنا التساؤل: كان يمكن أن يترأس الجمهورية وعلى نحو رئيس المصرف المركزي اللبناني إلياس سركيس، الذي حظي بما يجمع أعضاء البرلمان اللبناني على ترئيسه خلفاً للرئيس سليمان فرنجية المختصَرة ولايته بضعة أسابيع من دون أن يسعى إلى ذلك، لماذا يفعل لنفسه ما فعله، وما قيمة الملايين بل المليارات إذا كانت بين يديه لبعض الوقت ثم تتطاير في الهواء وهو في طريقه إلى السجن، فيما صنوه السابق في ترؤس المصرف المركزي ارتضى حياة على درجة من البساطة ودرجات من كرامة النفس، واكتفى بإقامة في غرفة داخل فندق ذكَّرتْنا بغرفة المرتضي الآخر للبساطة والكرامة ريمون إده في منفاه الاختياري باريس حتى وفاته.

وبالعودة إلى الحالة الساركوزية يتساءل المرء: لقد وصل الرجل إلى قمة الحُكم، وهذه القمة بالغة الحساسية. الحفاظ عليها واجب، والنزول منها يتصل بمَن تربَّع سنوات عليها، بمعنى أن عليه التنبه وحسبان ما قد تكون العاقبة إبهاتاً لسنوات مجده زمن التربع على القمة، وحديثاً ما هو أكثر من الإبهات، أي تكبيل اليدين وفْق مقتضيات طقوس السجَّانين للمسجونين. حدَث ذلك في وضح النهار لاثنين كانا في القمة، ثم هويا بِفعل من جانب كل منهما إلى الهاوية، أكثرها مدعاة للاستغراب نيكولا ساركوزي الذي كان لسنوات رئيساً لفرنسا، شريكاً في صناعة القرار الدولي، يستقبل في قصر «الإليزيه» كبار الشأن من الحكام والزعامات الدولية والعربية والإسلامية.

في جديد سجل قصر «الإليزيه» ملامح تقليد جديد، تمثَّل في أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون استقبل ساركوزي قبْل أن يتم سوْقه مخفوراً إلى السجن، واصفاً هذا اللقاء المستهدِف «كريم قوم أو رئاسة أذلَّ نفسه» بأنه «طبيعي من الناحية الإنسانية». كما في السياق نفسه يعلن وزير العدل في العهد الماكروني على الملأ أنه سيزوره في السجن. ولكن الرئيس السجين لم يحظَ بما كان يفترَض حصول بعض التميز له، ذلك أن حاله في الزنزانة المعزولة كانت من حال اثنين من النزلاء الذائعي الثورية، هما كارلوس الذي سُجن بوصفه إرهابياً بتوصيف إعلامي له بأنه «كارلوس الثعلب»، والزعيم الشعبي في بنما نورييغا. لكن التحسينات التي جرت لاحقاً ﻟ«عالم الزنازين» حققت لساركوزي الحمَّام الخاص، والتلفزيون الذي سيبث بين الحين والآخر الكثير عن واقعته التي بسببها كانت المحاكمة، فإصدار الحُكم بالسجن، فالانتقال من البيت الفخم في أهم جادات باريس (الجادة 16)، مصطحباً لما يُخفف من وطأة السجن معنوياً، لأنه في حال مالية مستقرة، من مكتبته كتاب «الكونت دو مونت كريستو» من تأليف ألكسندر دوما، ربما لأنه، كما بطل الكتاب، يرى نفسه مسجوناً بدافع الانتقام ممن خانوه، وهؤلاء ربما الذين من وراء الظهر، كما التوصيف السائد، أبرموا باسمه صفقة مع العقيد معمر القذَّافي الذي كان كثير السخاء إزاء تطلعات دولية له، وأن هؤلاء احتفظوا بالكثير من المال الذي نالوه، وأعطوا المتبقي لحزب رئيسهم ساركوزي «الاتحاد من أجْل حركة شعبية». ومع أن جنيْ كبار القوم من رؤساء العالم من أموال المكتنزين أمر مألوف، فإن إخراج الصفقة من السر إلى العلن تودي بالذين اكتنزوا إلى التهلكة، وبالذين حققوا سباق الصفقة المالية وتحت مغريات سياسية كثيرة إلى السجن، على نحو ما أصاب ساركوزي وكثيرين آخرين، من بينهم الرئيس السابق للمصرف المركزي اللبناني رياض سلامة.

وما هو أكثر إيلاماً أن ساركوزي الذي رافقتْه زوجته يداً بيد إلى السجن، وجد نفسه وهو في طريقه إلى زنزانته المريحة نسبياً مئات النزلاء والسجناء يرمونه بشتى أنواع الاتهامات، ويسخرون منه بعبارات تنمُّرية طالما برع الفرنسيون في صياغاتها.

كان حرياً بالرئيس ساركوزي الذي عاش 6 سنوات رئيساً في القمة، وانتهى سجيناً في السفح، أن يأخذ في الاعتبار خلاصة رؤى العلَّامة ابن خلدون في الحُكْم والحكام، وهي أن السُّلطة ليست في أهمية منالها، وإنما في المحافظة عليها ومغادرتها كريم النفس. ولو فعل ساركوزي ما فعله الجنرال ديغول لكان مكانه التاريخ وليست الزنزانة.

arabstoday

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:25 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدولة الفلسطينية وعبث الدولة الإسرائيلية

GMT 15:18 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات فرعية تغيّر المشهد السياسي البريطاني

GMT 15:05 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

«الحياة بعد سهام» يحصد جوائز «الجونة»!!

GMT 15:00 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تبيع في المواطن وتشتري

GMT 14:58 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إنهاء الانقسام مقاومة

GMT 14:56 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

خطوة نحو الوحدة أم إعادة إنتاج الانقسام؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح من مهابة القمة إلى مهاوي السفح



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 العرب اليوم - سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 11:49 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

GMT 10:46 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل قرية بالقنيطرة

GMT 10:06 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عمر مرموش يزين قائمة أغلى لاعبي العالم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab