عبد الناصر يدفن عبد الناصر
أخر الأخبار

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

 العرب اليوم -

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

بقلم:ممدوح المهيني

الرئيس جمال عبد الناصر ليس مؤسسَ المدرسة غير الواقعية في الحياة السياسية العربية في العصر الحديث، لكنه بكل تأكيد أكبر رموزها وأهم شخصياتها. لقد استطاع ذلك بسبب شخصيته الكاريزمية وقيادته بلداً بحجم مصر، وفي مرحلة حركات التحرر، وخلال عقدين من تثوير الشارع العربي بالشعارات العاطفية والتصورات الخيالية، وبدون إدراك لموازين القوى على الأرض. كل هذا انتهى في عام 1967 في 6 أيام ولم تمر سنوات حتى توفي في 1970 وهو يشعر بالانكسار، ويقال إن الرئيس عبد الناصر مات عملياً منذ الهزيمة القاسية.

ولكن ناصر مات واستمرت الناصرية. وفاته لم توقف تأثيره على الخطاب السياسي والوعي الشعبي، ولا يزال هناك من يفكر على طريقته ويروج لأفكاره ويكرر الأخطاء ذاتها. ولكن التسجيلات الأخيرة التي ظهرت قبل أيام لعبد الناصر تكشف أن هناك أكثرَ من عبد الناصر. هناك عبد الناصر الجماهير وعبد الناصر في الواقع. عبد الناصر في العلن وعبد الناصر في السر. عبد الناصر العاطفة وعبد الناصر العقل. عبد الناصر الشعبوي وعبد الناصر البرغماتي. وبكل تأكيد أن عبد الناصر الجديد يدفن عبد الناصر القديم، ومن المفترض أن يعيد تركيب صورته التاريخية على هذا الأساس وبناءً على قناعاته الأخيرة. كل الذين استخدموا عبد الناصر لتبرير رؤيتهم الشعبوية وغير والواقعية وجدوا أنفسهم الآن مجردين من السلاح الأقوى الذي استخدموه في كل مواجهة وحرب غير متكافئة جرّت على الشعوب العربية الدمار والخراب.

في التسجيل المسرب يقول الرئيس عبد الناصر للرئيس الليبي معمر القذافي بالنص وأنقله كما هو: «إحنا سيبونا... حنحارب إمتى ونجيب سلاح منين؟ إللي عايزين قتال وتحرير يتفضلوا... كيف تحرر تل أبيب؟ اليهود متفوقين علينا أحب أقولك كده. متفوقين برا علينا. ومتفوقين جوا علينا. أنا مش بقول الكلام ده لأني انهزامي. أنا بقول إن إحنا إذا كنا عايزين نحقق هدف لازم نكون واقعيين وهنحققه إزاي. إذا كان تحقيقه بعيد.. إحنا بنبعد عن العملية كلها سيبونا. إحنا بتوع الحل السلمي الاستسلامي الانهزامي. وأنا قادر إن أنا يعني أتحمل هذا وضميري مرتاح. اتفضلوا الناس إللي عايزين يحاربوا». هذا بعض ما قاله والتسجيلات تحمل اعترافات أكثر.

صحيح أن عبد الناصر قال هذا الحديث بعد هزيمة 67، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئاً، بل يؤكد أنه غيّر قناعاته بعد أن عرف من التجربة الصعبة التي خاضها أن الآيديولوجية التي آمن بها وسعى لترويجها ونشرها في بلدان عربية عديدة أثبتت فشلها، وعلى ضوء ذلك خرج بهذه القناعات الجديدة. وإذا كان أكبر رموز هذه المدرسة يقول إنها لم تعد صالحة، فماذا يمكن أن يقول الأتباع والأنصار؟! هم يقولون الآن إنها دعوة للهزيمة والاستسلام (اتهام لعبد الناصر نفسه). وهذا بالطبع غير صحيح، ولكن القيادات والشعوب تتعلم من الأخطاء والهزائم وتتخلص من الآيديولوجيات الفاشلة التي جربتها، حتى لو جاء ذلك متأخراً نصف قرن.

 

arabstoday

GMT 13:15 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

عيد حزين في الأردن وفلسطين

GMT 11:39 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

سيوران حالة شعرية لا فلسفية

GMT 11:33 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

الصحافة القومية.. فى مجلس الشيوخ

GMT 11:32 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

ريبيرو: أسلوبى هو الاستحواذ على الكرة

GMT 11:31 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

مفاهيم اختلفت معانيها

GMT 11:06 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

التّمسّك بالسّلاح… تمسّك بالاحتلال

GMT 11:01 2025 الخميس ,05 حزيران / يونيو

عباس في بيروت.. عاد الرئيس وبقي السلاح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الناصر يدفن عبد الناصر عبد الناصر يدفن عبد الناصر



ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:30 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

طيران الاحتلال يستهدف مواقع في ريف درعا السورية

GMT 13:37 2025 الأحد ,01 حزيران / يونيو

واتساب يتوقف على آلاف الهواتف اليوم

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

وزارة الصحة في غزة توجه نداء للتبرع بالدم فورا

GMT 00:35 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

وفاة مختطف داخل سجن حوثي في صنعاء

GMT 01:00 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

زلزال يضرب جزيرة كريت اليونانية بقوة 3.2 درجة

GMT 00:33 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في حي الشجاعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab