حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية
خلل تقني يتسبب في تعطيل حركة السفر داخل أحد أكبر مطارات بريطانيا والسلطات تؤكد أن المشكلة محلية المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إيرباص تعلن انخفاض تسليمات شهر نوفمبر بسبب مشكلة صناعية وأزمة في معايير الجودة الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا استشهاد 79 سودانيا بينهم 43 طفلا نتيجة قصف بمسيرة في منطقة كالوقي جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخر الأخبار

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية!

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية!

 العرب اليوم -

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية

بقلم:حنا صالح

أنهى اتفاق الطائف الحرب الأهلية، ورسم سياق تعديلات دستورية جدية. لكن السلطة الناشئة في ظلِّ هيمنة النظام الأسدي شرّعت قانون عفو عن جرائم الحرب؛ ما أرسى الأسس الكارثية للمسار الذي عاشه لبنان منذ صدوره مطلع تسعينات القرن الماضي. ساد نظام حصانات ومحاكم استثنائية وتمترست المنظومة السياسية خلف نظام الإفلات من العقاب!

انتقل زعماء الحرب الأهلية من المتاريس إلى مقاعد الحكم. تحاصصوا الوزارات والمؤسسات مع ميليشيات المال. لم تحصل محاسبة ولم يقر أي طرفٍ بما ارتكبه من خطايا رغم تجاوز أعداد الضحايا 150 ألفاً. تم طمس فظائع الحرب التي أحدثت تغييراً ديموغرافياً قسرياً، وهجّرت نحو مليون مواطن، وخارج المواقف الصوتية استمر مجهولاً إلى يومنا مصير نحو 17 ألف مخطوف. توازياً، أبقى رموز تلك المرحلة خطوط التماس محفورة في وجدان اللبنانيين من خلال ابتداع كل فئة مناسبة تتاجر بها بدماء من تسببت في هدر دمهم والادعاء بصوابية المشروع الذي قتلوا من أجله.

جرى تفصيل السياسة على مقاس مصالح منظومة التسلط. وُضِعت قوانين انتخابية متصادمة مع الدستور زوّرت إرادة الناخبين فتهمشت السياسة ودور البرلمان. وخدمت السياسات المالية مصالح نظام المحاصصة. نهج الاستدانة لم يفضِ إلى تكبير الاقتصاد، وبعض إيجابيات إعادة الإعمار: مطار وشبكة جسور وطرق.

طيلة 3 عقود ونيّف حصل تساكن بين السلاح اللاشرعي والكارتل السياسي المصرفي فأوصل هذا التحالف البلد إلى الجحيم. عُلِّق الدستور وانعدمت السياسة واستتبع القضاء وساد كسل فكري. تعاموا بالجملة عن استتباع البلد محور الممانعة، ومع مناخ الخروج على الدستور استبيح كل شيء: اغتيل الحريري وأُخذ البلد إلى حرب يوليو (تموز) 2006 المدمرة، وفُرض الشغور في الرئاسة حتى استكمل «حزب الله» انقلابه فترأس ميشال عون ما خنق لبنان وعزله عن محيطه العربي وأصدقائه فتسارع مسار الانهيار.

بين غمضة عينٍ وانتباهتها، استفاق نحو مليوني مُودِع على الكارثة. لأشهر لم يصدقوا أن جني الأعمار قد سُرق، وتبدلت أحوال الناس وانتقلوا من اليسر إلى العسر. لم يصدق المواطن أن المصرف لم يعد مكاناً آمناً لأمواله، وأرعبه أن المفترض بهم حماة حقوقه شركاء بهذه المنهبة. وعلناً، قرر اجتماع رفيع ترأسه الرئيس السابق ميشال عون حماية الناهبين بفرض رفع يد القضاء عن دعاوى أصحاب الحقوق. وتوازياً، أسقط البرلمان خطة لازارد المحاولة اليتيمة لتحديد المسؤوليات وسبل استعادة المنهوب!

طيلة 6 سنوات عمَّت الفاقة واتسع العوز، وارتبطت القدرة على البقاء بتعاميم غير قانونية اقتطعت كمتوسط 75 في المائة من الودائع مع تسعير الدولار بـ3900 ليرة ثم 8000 ليرة ومنذ سنوات بـ15000 بينما السعر الحقيقي 89500 ليرة. وأُسدل الستار على «التدقيق الجنائي» بوضعية مصرف لبنان، لتنفجر ارتكابات الكارتل المصرفي أمام القضاء الدولي؛ ما أفشل مؤقتاً المخطط المافياوي تشريع عفوٍ عن الجرائم المالية!

عجّلت كارثة حرب الإسناد بولادة عهد لبناني جديد، فأعاد خطاب القسم الأمل وشجع البيان الوزاري على التفاؤل. وبالتأكيد لا أولوية تفوق حصر السلاح بيد الدولة وبسط السيادة بواسطة القوى الذاتية. والأكيد أن الآليات التي وضعها الجيش لجمع السلاح لن تعيقها عنجهية «حزب الله» الذي يعيش حالة إنكار وانعدام توازن. لكن هذا الجانب المهم غير كافٍ لاستعادة الدولة المهابة الجانب العادلة والقوية.

تعهد نواف سلام إعادة الإعمار، وتضمن البيان الوزاري تعهدات أخرى: استكمال «التدقيق الجنائي» لكشف المستور أمام القضاء، والعدالة لضحايا تفجير المرفأ ولأصحاب الحقوق. وأعلن سلام أن القوانين الانتخابية منذ عام 1990 متصادمة مع الدستور. وتعهد بسياسة تعكس الهجرة من الخارج إلى الداخل، وهو يعلم بأن سنوات الانهيار بعد عام 2019 هجَّرت نحو 500 ألف جُلّهم كفاءات شابة. وبعد 9 أشهر على ولادة الحكومة لم توضع هذه التعهدات في التنفيذ. وقوى المرحلة السابقة تقاتل للإبقاء على قانون انتخاب يحرم المغتربين من حقهم الدستوري في الاقتراع لـ128 نائباً في إصرارٍ فج على تكريس التزوير. وبينما يتعمق «الهيركات» على الودائع لتدفيع المودعين ثمن اللصوصية، فإن ما يطرح بشأن «الانتظام المالي» يمنع المحاسبة ويكرّس عملياً العفو عن الجرائم المالية، تتمته السطو على احتياط الذهب.

مشهد سريالي تصدر بعض نظام المحاصصة في موضوع جمع السلاح، وهم شركاء الكارتل المصرفي وحماته، وأولويتهم منع المحاسبة، وإن أدى ذلك إلى فقدان الاستقرار الاجتماعي ومنع قيام دولة العدالة والأمان... بسط السيادة أولوية، لكن الوجه الآخر لهذه الميدالية سيادة مالية ومحاسبة؛ لذا مستحيل التعافي مع بقاء البلد رهينة من أوصله إلى الجحيم. إنه التوقيت المناسب لبلورة قطب شعبي، يعبّر عن النسيج الحقيقي للبنان، فينهي الخلل في ميزان القوى الوطني، يمتص الخصوصيات المناطقية والطائفية ويبلور البديل السياسي، فلا يخسر لبنان فرصة بلوغ المكانة التي تليق بشعبه.

 

arabstoday

GMT 12:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 10:19 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

على شفا وقت هارٍ

GMT 10:16 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 10:01 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في بيان القمة الخليجية

GMT 09:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 08:03 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 08:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 07:38 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:06 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال

GMT 08:43 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:40 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 16:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 09:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:49 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:29 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:47 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab