ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة

ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة

 العرب اليوم -

ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة

بقلم:صالح القلاب

لوضع الأمور في أنصبتها الصحيحة، فإنه لا بدَّ من التأكيد على أنّ فردريك إنغلز قد قال لرفيقه كارل ماركس في كلمة الوداع، التي ألقاها لحظة دفنه في مقبرة «هاي جيت» في لندن عام 1883: «سيظل اسمك على مر الزمن... وكذلك أعمالك»، قالها قبل قرن ونصف من هذا التاريخ، وبعد فشل الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية كلها وبالطبع وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي الذي لم يكن عظيماً ولا هم يحزنون، وحيث ثبت أن ماركس هو المستفيد من ذلك الفشل الذريع للأحزاب الشيوعية نفسها التي كانت قد حكمت نصف القارة الأوروبية وثلث قارة آسيا لعقود كثيرة، وبالطبع بالطرق والوسائل القمعية التي يقال إن كارل ماركس قد أمضى جُلَّ حياته في محاربتها!

والغريب هو أن ماركس بعبقريته قد شرح وحلل أزمة النظام الرأسمالي المتداولة حينها، وقد استندت إلى فكره الأحزابُ الشيوعية لاحقاً ومارست النضال ضد أزمة ذلك النظام، لكنها في النهاية فشلت فشلاً ذريعاً بعد أن حكمت أقطاراً واسعة وكثيرة لكنها لجأت في حكمها إلى الطرق والأساليب القمعية، بخلاف ما أرادها كارل ماركس الذي قاوم وحارب دائماً تلك القمعية والاستغلالية، بعد أن كانت حكراً على الآيديولوجيات الاستعمارية والعنصرية والثيوقراطية والرأسمالية والصناعية التي كانت قد حكمت العالم.
وها هو ماركس قد عاد ثانية بإحياء تاريخه وفكره ومن لندن ذاتها، لكن بحُلة جديدة وإنسانية محضة، وبالطبع مستقبلية، وكما لو أنه ليس فقط الرابح الأكبر من أزمة النظام الرأسمالي الراهنة المتداولة بعنفوان لم يتوقعه أحد في فترة قريبة، بل أيضاً الرابح من فشل الأحزاب الشيوعية التي ضلّت الطريق ولجأت إلى الأساليب والآليات التي انتقدتها وناضلت ضدها.
والغريب، لا بل المستغرب، أن كتب كارل ماركس كانت ظاهرة مثيرة جديدة، حيث إن هذه الكتب قد بيعت بآلاف من النسخ وفي طليعتها «البيان الشيوعي» الشهير الذي حمل نداءه الخالد: «يا عمال العالم اتحدوا»، وكتابه الشهير أيضاً «رأس المال»، وحقيقةً إن هذه الكتب قد تلقفتها أعين الأحزاب الشيوعية التي كانت، وإن بصورة مؤقتة، في طليعة القوى الفاعلة الحقيقية!
وحقيقةً إن كارل ماركس المفكر والإنسان وليس الآيديولوجي المزعوم هو الذي يعود اليوم... فماركس لم يكن آيديولوجياً إلّا عَرَضاً، ولم يكن طالب سلطة أبداً، وهذا كله يكشفه الكتاب الجديد المدهش: «كارل ماركس... قصة حياة».
وكارل ماركس كان قد درَس الحقوق والاقتصاد السياسي ثم التاريخ والفلسفة في جامعتَي «بون» و«برلين»، حيث حصل على شهادة دكتوراه في الفلسفة حول موضوع الفوارق الموجودة في فلسفة الطبيعة عند كلٍّ من ديموقريطس وأبيقور، وهو موضوع صعب مكَّن ماركس من الإلمام بمجمل فلسفة الإغريق وبخاصة الفلسفة المادية والمنهج الديالكتيكي وتطورهما.
ما كان يجب التغاضي عن هذه المسألة بمفاهيم اليوم، فالعالم قد تغيّر كثيراً. ونحن عندما نستعرض سيرة كارل ماركس الطويلة فإننا لو وضعناها في مقاسات هذه الأيام لما أخذت كل هذه الاعتبارات السابقة، فكارل ماركس على سبيل المثال لا شكَّ في أنه قد كان مبدعاً بالفعل، وكانت كتبه ظاهرة مثيرة بالفعل، حيث إن الإقبال الشديد على كتبه كان ظاهرة مثيرة جديدة، وإلا ما معنى أن تعود كتبه لتباع بآلاف لا تُحصى من النسخ، وفي طليعتها «البيان الشيوعي» الشهير؟ والمعروف أن هذا كله قد لفت أعين الصحافة الأوروبية والعالمية، حيث إن الكثيرين ظنوا أن تأثير هذا الفيلسوف الذي كان قد توفي في عام 1883 قد زال نهائياً من الوجود، وذلك بزوال الآيديولوجية الشمولية التي كانت قد تقمّصت اسمه.
كتاب كارل ماركس الجديد «قصة حياة» لمؤلفه الصحافي البريطاني فرنسيس واين المنشورة فصوله الأربعة: «التحفة المجهولة»، و«الحمل الطويل»، و«الولادة»، و«ما بعد الرحيل»... وبترجمة مميزة إلى العربية كان قد قام بها الكاتب العراقي الشهير سعدي عبد اللطيف، هذا الكتاب المهم يركز على ماركس المفكر والإنسان وليس الآيديولوجي المزعوم.
نشأ ماركس في فترة التنوير اقتصادياً وآيديولوجياً بعد تراجع المجتمع الإقطاعي الذي كان مستحكماً في أوروبا وبتحالف مع الكنيسة، ثم جاء انتصار الثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواة والإخاء، لكنَّ هذا النظام لم يصمد أمام تقدم الرأسمالية والاستعمار لبقية الشعوب؛ بل إبادة بعضها عن بكْرة أبيها والاتجار بالعبيد وانتشار البؤس والفقر بين أغلب الطبقات المسحوقة لصالح طبقات غنية متحكمة بوسائل الإنتاج والسلطة.
لم يكن ماركس طالباً للسلطة بل منظِّراً ومدافعاً عن حق الناس في العيش بكرامة وحرية وبعيداً عن الاستغلال والإفقار، وأيضاً تحرير الشعوب المضطهدة والمستعمَرة من مستغليها، ووقف الرأسمالية المتوحشة التي لا تراعي قيماً ولا مبادئ، لكن مَن حملت أفكار الرجل من أحزاب شيوعية حكمت نصف القارة الأوروبية وثلث قارة آسيا وغيرها لم تتمثّل روح المبادئ والقيم التي نادى بها ماركس وناضل من أجلها، وراحت تُعيد إنتاج وسائل وآليات القمع وكبت الحريات والاستغلال والقتال على السلطة، ففشلت فشلاً ذريعاً ومدوياً وحكم عليها التاريخ في النهاية بالخروج منه والانتهاء إلى غير رجعة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة ماركس أمضى حياته في محاربة الرأسمالية المتوحشة



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 05:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات نجمات الوطن العربي تدعم التوعية بسرطان الثدي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab