الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل

الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل

الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل

 العرب اليوم -

الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل

بقلم : فهد سليمان الشقيران

تعوّد الإنسان على الأطوار القصوى الصاعدة؛ وما كان يوماً وجلاً من التحديّات والآفاق التي يفتحها له العلم؛ بل يتواءم معها ويبوّب حيويّة وجوده ضمنها، إنه الاعتياد على «التأقلم».

عبر التاريخ كانت النظريات والثورات العلمية والأفكار الحادة جزءاً من قفزة الإنسان نحو مجالاتٍ دنيويّةٍ وعلمية رحبة. غير أن واقعة الذكاء الاصطناعي باتت تأخذ منحىً مختلفاً في التفاعل بين الإنسان وهذا الكشف الكبير الصاعق. ما من مناص من التعامل مع هذا العنوان العلمي المذهل، ولكن ما الملاحظات التي يمكن البناء عليها بغية اصطياد سبب القلق؟!

أحسب أن أساس القلق أن الإنسان لأول مرةٍ في تاريخه يخاف على وظيفيّته الوجودية، إذ يمكن لهذا المارد الذي كان مجرد فكرةٍ في السينما والأفلام أن ينحّي وظيفة الإنسان وربما يسحقه سحقاً.

قبل أيام وقفت على ملاحظتين مهمتين للأستاذين توفيق السيف في مقالته: «لماذا ينبغي أن نطمئن لتطور الذكاء الاصطناعي؟» ولخالد الغنامي في مقالته: «إمبراطورية الذكاء الاصطناعي».

خلاصة رأي السيف: «أن السبب الوحيد للقلق هو معرفة الجميع أن السرعة الفائقة للأنظمة الجديدة لا تسمح لهم بالسيطرة على أفعالها، سواء أكانت مقصودة أم كانت بالخطأ. في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صدمت سيارة ذاتية القيادة شخصاً فمات، مع أنها مصمَّمة كيلا تفعل ذلك. هذا خطأ بالتأكيد. لكن مَن يستطيع استدراك الخطأ قبل أن يُفضي إلى كارثة؟». ثم يضيف كاتباً: «يشير الباحثون إلى عاملَين يجعلان الاحتمالات السلبية أكثر إثارةً للقلق، أولهما هو التغذية - البرمجة المنحازة، التي لا يمكن تلافيها على أي حال، والآخر هو عجز الآلة الذكية عن التعامل مع الفروق الفردية، التي نعدها أساسية في التعامل مع البشر المتنوعين».

بينما الغنامي يحلل هذا الكشف العلمي من زاوية الوجود، إذ يقول: «في إمبراطورية الذكاء الاصطناعي، الزمن يتحول إلى جدول بيانات. ولا مكان للحنين، أو الأسطورة، لا توجد إلا احتمالات قابلة للتحديث. هل يمكن إنقاذ الإنسان من الذوبان؟ السؤال الحقيقي ليس عن قدرة الآلة على هزيمتنا، بل عن مدى احتمال تخلينا نحن طواعية عن أنفسنا أمام براعتها. أحد الأصدقاء قال، بعد متابعته لحلقات الموسم الأخير من مسلسل (المرآة السوداء)، إنه لا يريد أن يعيش في مستقبل كهذا. غير أن التهديد ليس خارجياً، بل داخلي. نحن الذين نسلّم تجاربنا وأحكامنا ولغتنا وقراءتنا، بل حتى أحلامنا لمنظومات لا تشعر ولا تحلم».

الخلاصة؛ أننا أمام حالة إنكار بشري عارم للتحدي الذي يمثّله الذكاء الاصطناعي، وبرأيي أنه تطوّر ضروري يأتي ضمن الصيرورة الدنيوية، والتطوّر العلمي. منذ أوائل القرن العشرين تحدّث هيدغر عن التقنية وعلاقتها بالإنسان؛ فالمارد الذي صنعته بيديك سوف تكون يوماً ما طيّعاً له. تعلّم الإنسان تدريجياً أنه سيكون خاضعاً لمغامرات علمه وعقله وكشفه، بل وأسيراً لكل هذا العالم المعرفي المهيب، وما زلنا مع عوالم الذكاء الاصطناعي في أوّل الطريق... ويبقى السؤال: من سيسيّر من؟! ومن الأكثر ذكاءً؛ الإنسان أم عوالم هذا الذكاء؟!

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل الذكاء الاصطناعي وأسئلة الدرب الطويل



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab