الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح

الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح؟!

الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح؟!

 العرب اليوم -

الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح

بقلم : حسن المستكاوي

** يدرس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم إلغاء الوقت الإضافى، فى مرحلة خروج المغلوب من دورى أبطال أوروبا. ولم يتخذ قرارًا رسميًا بعد، فما سبب التفكير فى اتخاذ هذا القرار؟ هل الهدف تقليل زمن اللعب، باعتبار أن ذلك يمثل حماية للاعبين من الإجهاد؟ هل هو البحث عن لعبة ضربة الجزاء المثيرة للأعصاب؟ هل كرة القدم باتت فى حاجة إلى مزيد من التشويق والإثارة بالانتقال مباشرة إلى ركلات الجزاء فى حالة تعادل فريقين؟ هل يرغب الاتحاد الاوروبى فى لعبة الروليت الروسية المثيرة.

** نشاهد كرة القدم من أجل المتعة والبهجة، واللعبة فى مضمونها ليست فى حاجة إلى اختراع إثارة أو تشويق. ففى 8 يوليو 1982 كان ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» فى إشبيلية مسرحًا للمباراة الدرامية بين المانيا الغربية وفرنسا فى الدور قبل النهائى لمونديال 1982، اعتبرت من أجمل مباريات كأس العالم. انتهى الوقت الأصلى بالتعادل 1/1، وتقدمت فرنسا 3/1 وكانت على مسافة 20 دقيقة للتأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة، إلا أن الآلة الألمانية لم تتوقف وسجل الألمان هدفين لينتهى الوقت الإضافى بالتعادل 3/3. ثم تفوز ألمانيا بركلات الترجيح 5/4.. فكم كانت المباراة بزمنيها الأصلى والإضافى ممتعة؟

 ** وعلى مستوى البطولات الإفريقية كانت هناك العديد من المباريات النهائية التى حسمت بركلات الترجيح بعد التعادل السلبى، بعد انتهاء الوقت الأصلى والإضافى. فهل إلغاء الوقت الإضافى يمثل توفيرًا للجهد البدنى الذى يبذله اللاعبون أم أن ركلات الجزاء هى جوهر العدالة الذى يظنه الاتحاد الأوروبى؟

** الإجابة بوضوح إن الوقت الإضافى يمنح اللعبة مساحة لأن تكون أكثر عدلًا من الانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح. وإذا كان الهدف هو توفير الجهد على اللاعبين، فإن فيفا والاتحاد الأوروبى والاتحادات القارية باتت تخترع بطولات جديدة تزيد من إرهاق اللاعبين حتى إن متوسط الموسم بالنسبة لكثير من لاعبى كرة القدم يشهد اشتباكهم فى 70 مباراة خلال الموسم الواحد. 

** يرى خبراء كثيرون أن الفكرة تهدف إلى تقليل زمن مباريات لتسهيل الجدولة على شركات التليفزيون؟ ربما يكون هذا صحيحًا، لكن فى المقابل نشاهد كثيرًا حكم الفيديو المساعد، وهو يستغرق 10 دقائق لتحديد لمسة يد أو ضربة جزاء أو لعبة عنيفة؟ ومفهوم أن التليفزيون يحكم كرة القدم فى العالم، لكن إذا كانت شبكات التليفزيون سوف تستمر فى فرض خيارات جديدة على اللعبة فإن الأمر يهدد كرة القدم ويهدد جوهرها. إن الاجتهاد والعمل والتنظيم والحظ، يمنح حتى الفرق الأضعف كثيرًا فرصة إقصاء الفرق الأقوى. إن الدراما من أسرار كرة القدم، والمفاجآت يجب أن تستمر حتى ولو كان ذلك يعنى أن الفريق الأضعف سوف يملأ منطقة الجزاء بـ11 لاعبًا يلقون بأجسادهم فى طريق الكرة!

** إن إلغاء الوقت الإضافى سوف يسفر عن حسم المزيد من المباريات بركلات الترجيح. فهل هذا ما يريده عشاق اللعبة حقًا؟

** فى الدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا عام 2022 بين ريال مدريد و مانشستر سيتى، سجل كريم بنزيمة هدف الفوز. فى الوقت الإضافى، وفى نهائى كأس العالم 2022 هل كان الانتقال إلى ركلات الترجيح مباشرة بعد التعادل فى الوقت الأصلى أكثر عدلًا؟

** لقد تقدمت الأرجنتين من ركلة جزاء نفذها ليونيل ميسى فى الدقيقة 23، وأضاف أنخيل دى ماريا الهدف الثانى فى الدقيقة 36 ثم سجل كيليان مبابى هدفين لفرنسا وتعادل الفريقان 2/2 فى الوقت الأصلى ثم تعادلا فى الوقت الإضافى 3/3. ثم فازت الأرجنتين بركلات الترجيح 4-2 ليفوزوا بكأس العالم للمرة الثالثة والأولى منذ نسخة 1986.

** كانت هذه هى المرة الثالثة التى يتم فيها تحديد بطل كأس العالم بركلات الترجيح (الأولى بطولة 1994 والثانية عام 2006). وشاهد هذا النهائى الدارمى والممتع، رقمًا قياسيًا بلغ 1.5 مليار شخص على شاشة التليفزيون، أصبح النهائى واحدًا من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة.. وظل الوقت الإضافى فرصة الأكثر عدلًا من ركلات الترجيح بالتأكيد؟

arabstoday

GMT 04:30 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

كفى بُكاءً من الزيارة

GMT 04:29 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

لماذا سعت السعودية لرفع العقوبات؟

GMT 04:28 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

قد «أنطوان لحد» كمان وكمان!

GMT 01:44 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

بين دوايت ودونالد

GMT 01:43 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

الدين وأخلاق العمل والخير العام

GMT 01:41 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

القوة الخشنة تشيّع القوة الناعمة

GMT 01:40 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

ليو وأتيلا العصر الحديث

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:13 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

قلق إسرائيلي من زيارة ترامب إلى الخليج
 العرب اليوم - قلق إسرائيلي من زيارة ترامب إلى الخليج

GMT 04:29 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

لماذا سعت السعودية لرفع العقوبات؟

GMT 06:22 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

أخذ العلم بالتوازن الجديد في المنطقة

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

إجراءات أمنية جديدة في مطار بيروت

GMT 06:09 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

السعودية وأميركا... فرص العصر الذهبي

GMT 12:04 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab