دعوة للغش الأبيض

دعوة للغش الأبيض!

دعوة للغش الأبيض!

 العرب اليوم -

دعوة للغش الأبيض

بقلم - حسن المستكاوي

** إذا كان لا يوجد كذب أبيض، وهو بدعة الكاذبين، فإن هذا المقال دعوة مخلصة للغش الأبيض أى الغش المفيد والصحى.. نعم هذا حديث معاد عن الفوضى الرياضية فى ملاعبنا مصحوبًا بدرس من الاتحاد الإيطالى لكرة القدم، وهو واحد من ألف درس لم يعلمنا شيئًا!
** إذا كانت شخصية حكم ضعيفة أمام تجاوزات لاعبين ومدربين وإداريين، فإن هذا الحكم يستحق النقد، لأنه القاضى الذى يحكم الملعب، وغير مسموح أبدًا بتوجيه أى إساءة له من جانب عناصر اللعبة. لكن أخطاء الحكم الفنية أتعامل معها «شخصيًا» على أنها عملية تقدير وغير مقصودة، ومع ذلك يجب أن يحاسب ويعاقب على الأخطاء من قبل لجنة الحكام أو الاتحاد، وليس من جانب الإعلام والنقاد والصحفيين والمدربين والإداريين، واللاعبين، وقد أصبحت تلك هى العادة فى ملاعبنا.. ونرى ونسمع ونقرأ بيانات حرب من أندية ضد حكم وحكام، وتصريحات من مدربين ومتحدثين رسميين بصوت مجالس الإدارات، بل من جانب أعضاء مجالس إدارة، تدين الحكام وتهاجمهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وباتهامات فيها إيحاء أن حكم ما يتغاضى عن قرار ما لصالح نادٍ ما، وهو فى الأصل ليس طرفًا فى مباراة.. ما؟!
** الدرس أنقله من خبر قرأته فى جريدة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن، ومصادرها موثوقة. ويقول الخبر بالنص: «قررالاتحاد الإيطالى لكرة القدم، تغريم البرتغالى باولو فونسيكا، مدرب ميلان السابق، عشرة آلاف يورو «لإضراره بسمعة» أحد الحكام بتصريحاته بعد إحدى المباريات.
وأوضح الاتحاد، فى بيانه: «خلال هذه المقابلات بعد المباراة ضد أتالانتا، أطلق مدرب ميلان السابق أحكامًا أضرَّت بسمعة الحكم، ومؤسسة التحكيم كلها».
** ماذا قال المدرب؟
** بعد خسارة ميلان أمام أتالانتا 1/2، صرَّح باولو فونسيكا بأن نتيجة المباراة حددها الحكم فيديريكو لا بينا.
وقال فى الهدف الأول، كانت هناك مخالفة واضحة، لا شك فى ذلك. لقد قرر الحكم نتيجة هذه المباراة، وهذه ليست المرة الأولى.
المدرب البرتغالى الذى أُقيل بعد 6 أشهر فقط من وصوله وحلَّ مكانه مواطنه سيرجيو كونسيساو، أقيل فى نهاية العام الماضى وربما سافر ورحل وعاد إلى بلاده لكن الاتحاد الإيطالى عاقبه، ولم يسمح له أن يسيئ إلى حكم ويغفر له الإساءة، وقد أقيل من منصبه ورحل.
** هذا فى إيطاليا عند شاطى البحر الأبيض المتوسط المقابل لنا وليس فى فى فضاء الكون فى المريخ أو زحل.. والعقاب درس من الاتحاد الإيطالى. وهناك عشرات الدروس المماثلة من اتحادات أوروبية أخرى، وهنا يكون الأمر مدهشًا، فما الصعوبة فى التعامل مع مثل تلك الاتهامات فى ملاعبنا بنفس الجدية.. لماذا نسمح بهذا التهريج والإساءات دون حساب؟
هل نتعامل مع أمطار التصريحات التى تتهم الحكام بنفس الطريقة، بغرامة ما أو عقاب ما. أم أن سيل الاتهامات يمضى ويفيض ويصنع الاحتقان بين الجماهير، وبين الأندية، ويحمل ألوانًا وأشكالًا من الإساءات ضد الحكام دون عقاب ودون سؤال ودون اهتمام؟
** لا أطلب ولم أطلب ولن أطلب أن نلعب كرة القدم كما يلعبها الأوروبيون فهذا هو الصعب.. لكن ما أطلبه من سنوات وسنوات أن نغش فن الإدارة، وفن الحساب والعقاب.. وأن نغش الأخلاق.. والسؤال الغريب هو هل الغش الآن أصبح صعبًا.. حتى ولو كان غشًا أبيض نظيفًا ناصع البياض!

 

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة للغش الأبيض دعوة للغش الأبيض



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab