الاتحاد الأوروبى رسالة سياسية فى مظروف رياضى

الاتحاد الأوروبى.. رسالة سياسية فى مظروف رياضى!

الاتحاد الأوروبى.. رسالة سياسية فى مظروف رياضى!

 العرب اليوم -

الاتحاد الأوروبى رسالة سياسية فى مظروف رياضى

بقلم - حسن المستكاوي

فى أحد معسكرات النزوح شرق السودان، تجلس أم لخمسة أطفال بجانب خيمة مهترئة، تمسك بيد صغيرها الذى أصيب بالإسهال الحاد والقىء منذ الصباح. تقول وهى تحاول تهدئة أنفاسه: «كل ما فعلناه أننا شربنا من البئر القريبة... لم يكن أمامنا خيار آخر». هذا مشهد رأيته فى أحد التقارير الإخبارية، ليست قصة فردية، بل مشهد يتكرر يوميًا بين آلاف الأسر التى حاصرتها الحرب والجوع، وأعاد إليها وباء الكوليرا الذى ظن العالم أنه طواه النسيان.

الكوليرا، ذلك المرض الذى أرهق البشرية فى القرن التاسع عشر، كان على وشك الاختفاء بفضل اللقاحات وتحسن الصحة العامة. لكن فى السودان، عاد ليضرب بقسوة. منذ يوليو ٢٠٢٤ وحتى اليوم، أصيب ما يقارب ١٠٠ ألف شخص، وفقد أكثر من ألفى إنسان حياتهم، معظمهم من الأطفال وكبار السن.

الأرقام وحدها صادمة، لكن خلف كل رقم حكاية فقد، وألم، وخوف من أن يكون القادم أسوأ.

اندلاع الحرب الأهلية فى أبريل ٢٠٢٣ دمّر المستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحى، وشرّد الملايين إلى معسكرات مزدحمة بلا مياه نظيفة. ثم جاءت الفيضانات لتختلط مياه الأمطار بالصرف الصحى، فانتشرت البكتيريا القاتلة فى كل اتجاه.

فى معسكر آخر، يقول أحد النازحين: «نقطع كيلومترات لنصل إلى نقطة توزيع المياه، وعندما نصل، نجد أن المياه ملوثة... لكننا نشرب، لأن العطش يقتل أسرع من المرض».

المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونيسيف، سارعت إلى توفير ٧.٦ مليون جرعة لقاح، وتأمين المياه النظيفة لـ٢.٥ مليون شخص، وحملات توعية وصلت إلى الملايين. وفى أغسطس ٢٠٢٥، أطلقت وزارة الصحة السودانية حملة تستهدف أكثر من ١٥٠ ألف شخص فى الخرطوم، لكن الأزمة أكبر من الإمكانيات المتاحة.

الوقت ينفد، والمرض ينتشر بسرعة، ومع كل يوم تأخير، تزداد المخاطر ليس فقط على السودان، بل على دول الجوار.

عودة الكوليرا إلى السودان تكشف أن التقدم الطبى وحده لا يكفى لمحو الأوبئة من التاريخ، فغياب الأمن، وتدهور البنية التحتية، والكوارث البيئية، يمكن أن يعيد أمراضًا كانت على وشك الاختفاء. ما يحدث فى السودان هو إنذار للعالم بأن الأوبئة لا تعرف حدودًا، وأن الاستثمار فى أنظمة الصحة العامة وحماية المجتمعات من الانهيار هو خط الدفاع الأول.

لا أعلم إن كان «الأشقاء» السودانيين على الطرفين يعلمون بهذه الحقائق؟ هل يحاولون إيجاد حلول؟ هل يهتمون أصلا بمن يفترض أنهم أهلهم و«أشقاؤهم»؟ أم أن الصراع على السلطة أعمى الأبصار والبصيرة؟

بالنسبة لأم ذلك الطفل، لا يهمها الأرقام أو الإحصائيات. كل ما تريده أن ترى ابنها يضحك من جديد، وأن لا تضطر كل صباح إلى التساؤل: من منّا سيكون التالى؟

arabstoday

GMT 11:54 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

ما غاب عن خطاب نعيم قاسم…

GMT 10:35 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

متلازمة الصراعين

GMT 10:30 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

الاستزمان

GMT 10:27 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

ألاسكا: مخاوف الإقليم على حالها

GMT 10:23 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

«الكومبارس»... ليست تهمة

GMT 10:21 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

فى مديح «العُسر»... و«التصوُّف»

GMT 10:19 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

كلية طب الفاتيكان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبى رسالة سياسية فى مظروف رياضى الاتحاد الأوروبى رسالة سياسية فى مظروف رياضى



سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مضمون المقترح الأحدث لوقف إطلاق النار في غزة

GMT 06:48 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

طوفان الكراهية

GMT 15:27 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الاحتلال يفرج عن 6 معتقلين من قطاع غزة

GMT 04:14 2025 الإثنين ,18 آب / أغسطس

ارتفاع ضحايا فيضانات باكستان لـ657 قتيلًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab