هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

 العرب اليوم -

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

بقلم : حسن المستكاوي

 

** تشجع فريقك طوال حياتك، تسير معه، وتنفعل معه، وتهتف له، وتهتف ضده، لكنك لن تستغنى عنه، لن تتركه. ستظل محبًا له. فمن ظواهر كرة القدم الاجتماعية أن المشجع ينتمى إلى فريق ويبقى مصاحبًا له طوال الحياة. هو قد يغير كل شىء، قد يبدل عمله ومسكنه وسيارته ومظهره، ونوعية ملابسه، لكنه لن يبدل فريقه أبدًا.. وانظر كيف يظل المشجع منتميًا لفريق حتى لو لم يحقق بطولة واحدة، مع أنه يمضى عمره خلف الفريق من أجل الفوز. الفوز فى مباراة، والفوز ببطولة. ومع ذلك على الرغم من غياب الانتصارات والألقاب، فإن المشجع لهذا الفريق يستمتع بكل لحظه يعيشها خلف فريقه فى المدرجات، يستمتع بالانفعال، وبالهتاف، وبالبحث عن الانتصار الذى لا يأتى.. إنه اختصارًا يستمتع بالألم.. هل يوجد فى الحياة شيئًا مثل هذا؟ مثل تلك الظاهرة فى علاقة مشجع بفريقه؟!
** كيف يمكن أن يفسر علماء الاجتماع تلك الظاهرة فى عالم كرة القدم؟ كيف يفسرون حالة مشجع لا ييأس من تشجيع فريقه، وهو فى الأصل بدأ يرتبط به منذ الصغر أو فى مرحلة من العمر، وهو ينتظر مكافأة على هذا الانتماء والتشجيع بالفوز بكل مباراة، وببطولة ما، وهو يتألم حين يخسر، وحين تبدو البطولة شبحًا بعيدًا. ويظل بلا يأس وراء الفريق. وهذه هى مباريات كرة ومباريات فريقك. تجلس تتابعها وأنفاسك مكبوتة ومكتومة، تجلس تتابعها وأنت تشك فى النتيجة، وحين يخيب ظنك فأنك تشكو من فريقك، لكنك لا تدير له ظهرك، ولا تتركه أبدًا، ولا تلفظه للأبد. وتظل تلهث خلفه، ويوم ينتصر فإنك تشعر بعودتك إليه وبعودته إليك، وتشعر بالسعادة؟
** فى هذا الأمر شئ غريب.. عندما يخسر الفريق مباراة، فإنك تنتظر المباراة التالية مباشرة أملًا فى تذوق حلاوة الانتصار. وهذا فى حد ذاته متعة. إنه الأمل الجميل فى انتظار الانتصار الجميل. لكن ما المتعة فى تلك العلاقة بين المشجع وبين فريقه؟
** المتعة فى الانفعال وفى الهتاف، وفى السفر خلف الفريق فى رحلات مرهقة وطويلة بالقطارات وبالسيارات وبالأتوبيسات، لكنها بصحبة مجموعات تعيش الحالة نفسها. إنهم القبيلة التى تنتمى إليها. ومن أجل الفريق يتحمل الجميع المشقة. وهم يسافرون ويتندرون ويتوعدون ويوعدون، ويجادلون، ويستمتعون.
** ماذا عن علاقة المشجع بالفريق المنتصر كثيرًا، والبطل غالبًا، هل يشعر بالملل من تلك الانتصارات.. هل يهدأ أم أنه يبحث بنهم عن المزيد، كأن الفوز يفتح شهيته لانتصار آخر؟ لماذا لا يشبع هذا المشجع من الانتصارات ومن البطولات؟ إذا كان اللاعب والفريق لا يتوقف عن اللعب سوى فى حالة الاعتزال، فإن المشجع الفائز أو المهزوم والمأزوم لا يتوقف أبدًا عن تشجيع فريقه مللًا من حلاوة الانتصار أو يأسًا من مرارة غياب الانتصار. فلا شىء يساوى حرارة الأمل والتحدى وعدم اليأس، وانتظار يوم الانتصار، والمنافسة، والزهو.
** لن يستمع المشجع إلى نصائح ساذجة، من نوع: «لا تكن صوتًا أو بوقًا لناديك». ولن يصدق المشجع أن المباراة كانت جيدة، وهو يراها سيئة، ولن يتوقف ملايين المشجعين عن مشاهدة مباريات كرة القدم، بسبب مباراة سيئة أو لاعب سيئ أو حكم سيئ.. فهم لا يرون أبدًا أن كرة القدم لعبة سيئة، وهى ليست كذلك بالفعل. فكل ما سبق يؤكد أنها لعبة رياضية واجتماعية وسياسية أيضًا.. فهذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء!

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
 العرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 14:40 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"غوغل" تتطلع للفضاء لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 05:52 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بعد هجوم روسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab