الوجه المريض فى كرة القدم

الوجه المريض فى كرة القدم..!

الوجه المريض فى كرة القدم..!

 العرب اليوم -

الوجه المريض فى كرة القدم

بقلم: حسن المستكاوي

** أطل التعصب المريض على ملاعب كرة القدم مرة أخرى، وأسفر هذا الشبح عن سقوط ما يقرب من 175 قتيلا وعشرات المصابين والجرحى فى إندونيسيا عندما اجتاح آلاف المشجعين ملعبا لكرة القدم وهم مشجعو فريق «أريما إف سى» بعد هزيمة فريقهم 3 ــ 2 أمام «بيرسيبايا سورابايا». وكانت هذه أول هزيمة منذ أكثر من عشرين عاما يخسر فريق «أريما إف سى» أمام منافسه وغريمه..
** هل هذا معقول أن يخسر فريق مباراة ليتحول الملعب إلى جهنم، ويغطى العشب الأخضر بدماء الضحايا؟ إنه التعصب المريض الذى أنتج تلك الكارثة. وصحيح أن الانتصارات فى كرة القدم حضارات شعوب وكبرياء أوطان وكبرياء الفرد، وصحيح أن كرة القدم وهى الانطلاق والحياة، لكن اللعبة ما زالت تعانى من وجهها المظلم الكئيب، وما يجرى من كوراث يكون سببه التعصب الذى يعد الوجه المريض لظاهرة الانتماء.
** وقعت المأساة مساء السبت فى مدينة مالانج بشرق إندونيسيا، وأمر الرئيس جوكو ويدودو الاتحاد الإندونيسى لكرة القدم بإيقاف منافسات دورى الدرجة الأولى إجراء تحقيق شامل فى أسباب الكارثة. ويكشف الوجه الآخر لكرة القدم فى بعض الأحيان عن كوارث مفجعة، وهى مسجلة فى تاريخ اللعبة، وسقط فى حوادثها أحيانا مئات القتلى كما حدث فى بيرو عام 1964..
** لقد ولد العنف مع كرة القدم، ويرى علماء الاجتماع أن اللعبة ما هى إلا تعبير أو صورة من صور الصراع الجماعى المتكرر وعن هذا الصراع الجماعى يقول جورج زيفلير الصحفى الفرنسى والكاتب فى الفيجارو: «منذ الأزل والمظهر الذى يحكم العلاقات الإنسانية هو الكفاح فعندما تهاجم جماعة ما جماعة أخرى فإن رد المجموعة الأخرى هو حتما المواجهة ومنها يأتى التصادم والعنف». وفى كتابه «هذه الأقدام التاريخ المثير للكرة الإنجليزية» يقول الصحفى دافيد وينر إن اللعبة شهدت فى بدايتها بإنجلترا أسوأ أشكال العنف، وكانت ساحة للأشرار من العاطلين واللاعبين والأغبياء، الذين يمارسونها بأحذية قاسية وخشبية، وعلى ملاعب سيئة يختلط فيها الطمى بالعرق، واللعب بالضرب، وبرر انتشارها السريع فى بلاده بحاجة الشباب إلى ما يخرج طاقاتهم الشريرة والعنيفة»..
** لكن التعصب المريض هو السبب المباشر لكارثة إندونيسيا. ومفهوم أن التعصب يمكن أن يولد من الإحساس بالظلم، فيتحول الأمر إلى كراهية لعدم المساواة، ويعلو بخار الكراهية حتى ينفجر. وأسباب التعصب مختلفة، ويساهم فى إشعال تلك النار، لاعبون، ومدربون، وحكام مباريات، وإدارات أندية، وبعض الوجوه الإعلامية، وكل عنصر من هؤلاء لا يدرك حدود مسئوليته، ولا يجد من يحاسبه، لا القانون، ولا أى جهة، وعندما ترتفع درجة حرارة الاحتقان، وتقع كارثة، تبدأ أصابع الاتهام تتحرك للتفتيش عن الأسباب وعن المسئول، ولكن بعد فوات الأوان، فقد سقط ضحايا، امتزجت دماء المشجعين بالعشب، واتشحت المدرجات بالسواد..
** الانتماء قيمة بناءة فى الرياضة وفى كرة القدم، لكن أن يتحول الانتماء إلى تعصب وكراهية، فليس ذلك من قيم اللعبة أو من قيم الرياضة. وإنما هو خطر داهم، يقود اللعبة إلى وجهها المظلم، كما حدث فى إندونيسيا، وكما يمكن أن يحدث فى أى مكان بالعالم، ومواجهة مرض التعصب يكون بإجراءات، كلما اشتد المرض، وزادت الفوضى، وارتفعت حرارة الكراهية، بسبب غياب الحساب، وغياب العقاب، وغياب العدل والمساواة بين ألوان قمصان الأندية..!

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه المريض فى كرة القدم الوجه المريض فى كرة القدم



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 العرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 العرب اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 10:20 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 08:39 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع أسعار النفط مع هبوط الدولار

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 18:13 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab