النذالة على أصولها

النذالة على أصولها

النذالة على أصولها

 العرب اليوم -

النذالة على أصولها

بقلم - مشعل السديري

ليس هناك أسوأ من الذي لا يتقيد بالنظام، مثل ذلك الشاب الذي سوف أحكي لكم عنه، عندما كنت واقفاً بالطابور لدخول السينما في باريس، وفجأة وإذا بذلك الشاب بدلاً من أن يقف في آخر الصف، تجاوز الأغلبية وحشر نفسه بين اثنين بالمقدمة. أعجبني الذي خلفه، وإذا به من دون أي كلام ينتزع (كسكتة) الشاب التي يضعها على رأسه، ثم يمدها للذي خلفه، والذي تسلمها مررها كذلك للذي خلفه، وهكذا أصبحت الكسكتة تنتقل من واحد إلى آخر، وكأننا على اتفاق مسبق، وعندما وصلت إلى يدي فكرت أن أضعها على رأسي لولا أنني تذكرت أنني كذلك أعتمر (كسكتة)، فمررتها لمن كان ورائي، والشاب السخيف يلاحقها بين الأيادي، ومن منظره انتابتنا الضحكات عليه، وما صدق على الله أن يلتقطها من يد الذي كان في آخر الصف، ومن شدة خجله ترك السينما ومن فيها، وأخذ يسير مبتعداً.

تذكرت تلك الحادثة من حادثة أخرى مشابهة حكاها لي أحدهم، ولا أدري عن صدقه من كذبه.

وبطلة الحادثة الأخرى امرأة في مدينة جدة، وكانت تسوق سيارتها في صف طويل من السيارات، كل ينتظر دوره للوصول إلى شباك الطلبات، غير أن المرأة الأخرى التي خلفها وتسوق سيارتها أيضاً، كانت فيما يبدو لي من ذوات الدم الحار اللواتي لا يطيقن صبراً، وبين الفينة والأخرى كانت تضرب منبه السيارة (البوري)، بطريقة استفزازية.

وتضايقت بطلة الحادثة من إزعاج المرأة التي خلفها وقلة ذوقها، غير أنها تحكمت في أعصابها قائلة بينها وبين نفسها: ترفّعي يا بنت الناس بشخصيتك واضبطي أعصابك، غير أنها كانت عازمة على أن تلقنها درساً أليماً.

فلما وصلت إلى شباك الدفع طلبت كل الذي تريده هي، ثم طلبت طلبيات أخرى قائلة للموظف إنها للسيارة التي خلفي، ثم ذهبت للشباك الآخر لتناول طلباتها، وعندما توقفت نظرت في المرآة التي تعكس الرؤيا الخلفية، وإذا بالمرأة الأخرى عندما أخبرها الموظف، تؤشر لها شاكرة على دفع الحساب عنها، بل إنها فوق ذلك أخذت ترسل لها بيدها قبلات متتابعات على الهواء.

غير أن البطلة التي لا تخلو من النذالة، بما أن معها فاتورتين تسلمت الطلبيتين وانطلقت بسيارتها، تاركة تلك المرأة الحمقاء تضرب أخماساً بأسداس، واضطرت المسكينة إلى أن ترجع بسيارتها إلى خلف آخر سيارة في الطابور كله من أول وجديد.

سؤالي هو: أيهما الذي يأخذ درساً باللعانة أكثر من الآخر: البطلة أم إبليس؟!

arabstoday

GMT 12:32 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النذالة على أصولها النذالة على أصولها



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab