«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

 العرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

بقلم - مشعل السديري

لما انتهى خالد بن الوليد –رضي الله عنه- من وقعة أليس، خرج أهل الحيرة يستقبلونه، وفيهم عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة، وهاني بن قبيصة، فقال خالد لعبد المسيح: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: ويحك، على أي شيء أنت؟ قال: على الأرض، قال: ويلك، في أي شيء أنت؟ قال: في ثيابي، قال: ويحك، تعقَّلْ؟ قال: نعم وأقيّد، قال: إنما أسألك، قال: وأنا أجيبك، قال: أسِلمٌ أنت أم حرب؟ قال: بل سلم، قال: فما هذه الحصون التي أرى؟ قال: بنيناها للسّفيه نحسبه حتى يجيء الحليم فينهاه، قال خالد: إني أدعوكم إلى الإسلام، فإن أبيتم فالجزية، وإن أبيتم قاتلتكم، قالوا: لا حاجة لنا في حربك، فَصَالَحَهُم على تسعين ومائة ألف درهم، فكانت أول جزية حُملت إلى المدينة من العراق.

وفي رواية أخرى: أن عبد المسيح لما حضر عند خالد وجد معه شيئاً يقلًبه في كفه، فقال: ما هذا؟ قال: سُم، قال: وما تصنع به؟ قال: إن كان عندك ما يوافق قومي حمدت الله وقبّلته، وإن كانت الأخرى لم أكن أول من ساق إليهم ذلاً، أشربه وأستريح من الحياة، قال: هاته، فأخذه خالد، وقال: بسم الله، وبالله رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه شيء، ثم أكله فجلّلته غشية، ثم ضرب بذقنه صدره طويلاً ثم عرق وأفاق، فقال: جئتكم من عند شيطان أكل سُم ساعة فلم يضرّه، فصانعوا القوم وادرؤوهم عنكم.

وقد أنكر بعض الكتاب المعاصرين هذا الخبر، وعدّوه من نسج خيال بعض الرواة حول شخصية خالد الشهيرة كما هو المعتاد في حياة بعض المشاهير، وقد تبين لنا ثبوت هذه الرواية من ناحية الإسناد، وارتضاها الطبري وابن سعد وابن كثير وابن حجر وابن تيمية ولم يُضعّفوا إسنادها، ولكنهم من العلماء بالسنة دراية ورواية، ومن غير اللائق أن نصف ما ارتضاه هؤلاء الأئمة بأنه من الأساطير التي هي من نسج الخيال، وقال أحدهم:

إذا ثبتت هذه القصة، فكيف نفسِّر إقدام خالد على شرب السم مع معرفته بأنه قاتل؟ فهل كان سيقْدم على قتل نفسه ولو على سبيل الاحتمال البعيد؟

ولا شكَّ في أن خالداً –وهو يقوم على ذلك- لم تخالج قلبه ذرة من إرادة حظ النفس وكسْب السمعة والجاه، لأنه لو نوى شيئاً من ذلك لعلم أن الله تعالى سيتخلى عنه، وهو لا حول له ولا قوة على انتزاع أثر السم الضار.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:29 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

لماذا سعت السعودية لرفع العقوبات؟

GMT 06:22 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

أخذ العلم بالتوازن الجديد في المنطقة

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

إجراءات أمنية جديدة في مطار بيروت

GMT 06:09 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

السعودية وأميركا... فرص العصر الذهبي

GMT 12:04 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

GMT 06:17 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

حقاً للتاريخ

GMT 06:19 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

نكبات مستمرة والإبادة تتوسع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab