الحاجة أُمُّ الاختراع

الحاجة أُمُّ الاختراع

الحاجة أُمُّ الاختراع

 العرب اليوم -

الحاجة أُمُّ الاختراع

بقلم -مشعل السديري

سوف ألقي نظرة سريعة ومختصرة على وسائل الحياة القديمة والبسيطة والفقيرة التي كان يتعايش معها سكان الجزيرة العربية قبل أن تهب عليهم مرحلة (البترول) التي قلبت حياتهم (رأساً على عقب) – أو بالعكس.
ومعروف أن حياتهم كانت مرتبطة بالدرجة الأولى: بعمّتهم (النخلة وبنتها التمرة)، وحيث إن الحاجة هي أُمُّ الاختراع مثلما يقولون، فما سوف أورده هو من بركات (أبو عبد الله):
فحين يصرم الفلاحون التمر من النخيل فيُجمع في وسط البيوت لتنقيته وتنظيفه ثم كبسه في (الجصة)، والجصة مبنية من الجص، وهو مادة تشبه الجبس، وبعد تجميعه يُحرق بالنار ثم يُدق حتى يُنعّم ثم يُخلط بالماء ثم تُبنى منه الجصة وغيرها، ثم تُعبّأ بالتمور، ويُعمل في أسفلها مخرج عصير التمر المعروف بـ(الدبس)، وبالجملة كنا مكتفين بعمل ما نحتاج إليه إلا القليل النادر، فالطعام من ناتج الأرض وطحن القمح على الطاحونة المصنوعة من الحجر، والإضاءة من الودك (السمن) الخارج من الحيوانات، والقروب والنعال من جلود الحيوانات، والحبال من ليف النخيل، وتسقيف البيوت من الأخشاب (الأثل) الذي يفرشونه في المزرعة، كذلك الأبواب تُصنع من خشب الأثل.
وبعد ذلك يأتون مَن يسمّون (العمارة)، وهم مجموعة من الشباب يطوفون على المزارعين يطلبون منهم شيئاً من هذا التمر بعد صرام النخل، فيجمعونه ثم يبيعونه إذا كثر ثم يتقاسمون القيمة بينهم، وكانوا يرددون بعض الأناشيد الشعبية في مدح من يعطيهم من هذه التمور، ومن ذلك قولهم:
جعل نخلكم تسقيه المساريب - ويحفظه ربه من العطاطيب

وتدعونه للضيوف والمعازيب - وتدّخرونه للسنين المعاطيب
فإذا لم يعطوهم شيئاً فإنهم يهجونهم ومن ذلك:
جعل نخلكم للضما والفاس - وقطاعه ما يرفع الظهر والرأس
وفي أيامهم ما إن تغيب الشمس حتى يلفّها الظلام الدامس، ولا يكون لها غير بصيص ضئيل من الضوء إلاّ عبر هذه الوسائل البدائية المتواضعة:
1 - الفانوس (أبو كشيشة) وهو مصنوع من الحديد وله أنبوبة تدخل فيها قطعة من القماش اسمها (الفتيلة) ويُملأ بالودك فتُشعل بالنار هذه الفتيلة فتبقى تتوقد وكثيراً ما يطفئه الهواء إذا كان قوياً ثم نعيد إشعاله.
2 - السراج: وهو أحدث من الفانوس، حيث يوجد له غطاء من الزجاج على هذه الشمعة لمنع الهواء من إطفائه.
3 - الأتريك: وهو أسطع نوراً من الجميع، حيث تشتعل الشمعة بواسطة الجاز والهواء.
والأتاريك لا تُستعمل إلّا إذا كانت هناك مناسبة كبيرة، يغنّون ويطبّلون ويرقصون فيها رقصة (السامري).

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاجة أُمُّ الاختراع الحاجة أُمُّ الاختراع



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج
 العرب اليوم - اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 02:28 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

بغير أن تُسيل دمًا

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 07:50 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

GMT 02:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 03:16 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

سعر البيتكوين يتجاوز مستوى 95 ألف دولار

GMT 02:13 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

محمد صلاح يتألق مع ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab