السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

 العرب اليوم -

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

بقلم - طارق الشناوي

نريد أن نحفظ بلدنا فى ذاكرة الأجيال، لا توجد وسيلة أفضل من السينما، كتب الفراعنة تاريخهم على الحجارة، الآن التاريخ تجده على الشريط السينمائى!!.

السينما توثيق للمكان واللهجة والتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد، بغض النظر إذا كان الفيلم سياسياً أو كوميدياً أو اجتماعياً، روائياً أو تسجيلياً، عظيماً أو حتى قبيحا، السينما تمنحنا وثيقة، تظل شاهدة على الحياة، الترام الذى اختفى من شوارع القاهرة، كان هو وتوأمه القديم (التروللى باص) من ملامح الزمن، عندما كانت السنجة تتصل بالسلك الذى يعلو (الترام) أو (التروللى)، لتمتد الشرارة الكهربائية، بطاقة حركية، كان (الترام) و(الترولى) يشكلان ملامح شوارعنا الرئيسية، يتحرك وتخذله السنجة، فى المشوار الواحد عشرات المرات، لن تعثر على الترام أو التروللى أو السنجة إلا فى تلك الأفلام، أو فى مجسم ديكور داخل مدينة الإنتاج الإعلامى!.

قد ترى الأحياء الغنية، وقد ترى العشوائيات، تتابع الشرفاء والعلماء، الحرامية والقوادين والعاهرات والبار، والجامع والكنيسة.

بعض المصريين يعلنون الغضب، عندما تقدم المرأة راقصة أو تصور مصريين يتزاحمون على عربة فول، بحجة أنهم عندما يسافرون، يشعرون أن زملاءهم من أجانب أو خليجيين ترسخ فى أذهانهم أن هؤلاء هم كل المصريين، رغم أن التعاطى مع عربة الفول فى الشارع واحد من أجمل خصوصياتنا.

فى كل دول العالم توجد عشوائيات، وهناك من يبيتون فى الشوارع، لايزال ماثلا أمامى ما حدث مع فيلم (ريش)، الذى منح مصر، قبل عامين، لأول مرة فى تاريخها جائزة أفضل فيلم فى (أسبوع النقاد) بمهرجان (كان)، ورغم ذلك فإن منتج الفيلم عندما سألوه هل يكرر التجربة أجاب قائلا: (غلطة وندمان عليها).

بدأنا المشوار مواكبين لميلاد السينما فى العالم، أتذكر فيلم صوره الأخوان «لوميير» لكوبرى قصر النيل عند بنائه عام 1896، وقدمنا فيلما عن نفس الكوبرى بعد مرور قرن من الزمن عام 1996، صور المخرج والناقد الصحفى أحمد عاطف دُرة حال الكوبرى، الآن، فاكتشفنا إلى أى مدى وثقت السينما المكان، القيمة أن لويس وأوجست «لوميير» حفظا لنا صورة حية للكوبرى.

فى الأفلام القديمة رأينا شوارع مصر نظيفة، هادئة، مثل فيلم (حياة أو موت) لكمال الشيخ، صور منتصف الخمسينيات، جزء كبير من أحداث الفيلم يجرى فى الشارع، والمذيع داخل أحداث الفيلم يحذر قائلاً (الدواء فيه سم قاتل)، السينما أيضاً توثق للغة التخاطب، اللهجة تتغير، لا أحد يستخدم الآن جملة (صدقينى أنا بحبك يا دولت) وترد دولت (صدقنى بحبك يا محمد)، مع ملاحظة أن «صدقينى» كانت تنطق هكذا «صضئينى»، فى اللغة الروشة الآن، لا مجال لمثل هذه الكلمات، الناس كانوا يتبادلون التحية بكلمة (سعيدة)، يرد عليه الآخر (سعيدة مبارك)، لم يكن فى السينما تعبير نتبادله الآن فى الحوار (لا إله إلا الله) فيرد عليه الآخر (محمد رسول الله)، أحيانا عندما تقول (ألو) تجد على الطرف الآخر من يرد (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته). تاريخ السينما لن تجده فى الأفلام العظيمة فقط، ولكن كل الأفلام، تؤرخ للحياة، بدون أن تقصد، فهى شاءت أم أبت أضحت مرجعاً لهذا التاريخ.

هل السينما تسىء لمصر؟ السينما لم تسء طوال تاريخها لمصر، نحن من أسأنا للوطن، عندما اعتقدنا أن إخفاء التراب تحت السجادة هو الحل، بينما الصحيح أن نبدأ فى التخلص من كل الأتربة.

الأرشيف ذاكرة حية لبلدنا، رغبة صرح بها منذ أربعين عاما وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى، لترميم أفلامنا، ولاتزال ترددها حتى الآن د. نيفين الكيلانى، كل يوم يمر علينا يتآكل تاريخنا أمامنا، ونحن نكتفى بمصمصة الشفاه!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن السينما وتوثيق ذاكرة الوطن



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:04 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
 العرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث

GMT 13:38 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن

GMT 08:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تتأثر الأبراج الفلكية على طريقة تعبيرها عن المشاعر

GMT 22:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبدأ تقليص استدعاءات جنود الاحتياط

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab