ينتظره السجن بسبب تريند

ينتظره السجن بسبب (تريند)

ينتظره السجن بسبب (تريند)

 العرب اليوم -

ينتظره السجن بسبب تريند

بقلم - طارق الشناوي

هل كان يبحث عن (تريند)؟ أم أنه الاحتياج المادي قد دفعه إلى ادعاء المرض؟ أم أن الاثنين معاً؟ ألقت الشرطة المصرية القبض على الشاب العشريني الذي كتب على صفحته أنه استسلم للسرطان، ولم يعد قادراً على المقاومة، وأنهى (البوست) قائلاً إنه فقط يتمنى أن يدفن بالنهار لأنه يخشى الظلام.
كلمات مؤثرة، ووقعت أكثر من جريدة في فخ السبق الصحافي، ونشرت كلمات الشاب باعتبارها آخر ما نطق به، قبل أن تكتشف السلطات أنه يخادع الجميع.
شاهدنا قبل بضعة أشهر أباً وأماً يرهبان طفلهما بادعاء الموت، ويبدأ الطفل في الصراخ والبكاء فيكشفان له اللعبة، حقق هذا (الكليب) اللا إنسانى أعلى درجات المشاهدة، فهل المرضى هم صانعو الكليب أم مشاهدوه؟
النجوم أيضاً لديهم هذا الهوس، وقبل أن يعترض البعض على التعميم، أقول لكم إنهم جميعاً إلا قليلاً، مرضى إدمان (التريند) قبل حتى أن يُصبح اسمه (تريند).
كلنا نعلم سلاح الجيوش الإلكترونية، التي تتم الاستعانة بهم مقابل أجر للحصول على (نمبر وان)، شاهدنا قبل نحو عامين أحد المطربين يدعي على لسان موسوعة (غينيس) أنه الأكثر إلهاماً في العالم، وعندما زادت الكذبة على حدها انقلبت لضدها، ووصل الأمر إلى إدارة الموسوعة فكذبته على صفحتها، ورغم هذا الدرس القاسي، فإن المطرب لم يتوقف ولا يزال يبدد طاقته في اختلاق كذبة وراء أخرى، مثل أنه على شفا الطلاق من زوجته، ثم نكتشف أنه سيصدر (ألبوماً) جديداً ويريد إثارة شغف الناس حوله.
فعلها في منتصف الأربعينات أنور وجدي أيضاً على سبيل الدعاية لفيلم (ليلى بنت الفقراء) وكانت المرة الأولى له في الإخراج وأداء دور البطولة أمام النجمة الأشهر ليلى مراد، بعد أن أوحى للصحافة أنه في طريق إعلان زواجه من ليلى مراد، طلب منها تكذيب الخبر، ثم وجه الدعوة للصحافيين لمشاهدة تصوير المشهد الأخير من الفيلم، حيث كان هناك بالفعل مأذون وفرح وفاجأ أنور وجدي الحضور بالتأكيد أن الموقف الدرامي الذي شاهدوه أثناء التصوير حقيقي، والمأذون عقد بالفعل زواجه من ليلى مراد، وأنهم جميعاً شهود هذا الزواج.
من أشهر من يلعبون بالأرقام (التريند) عادل إمام الذي كان يحرص على إعلان تفوقه الرقمي يومياً على كل زملائه المنافسين، وهو ما يكرره الآن محمد رمضان بإعلانه أنه الأول والأغلى بين كل النجوم.
إلا أن حكاية هذا الشاب لا أتصور أنها بالضبط مجرد (تريند)، ربما الاحتياج المادي، وهو قطعاً لا يبرر الجريمة، تعودنا أن نخشى مجرد ذكر اسم هذا المرض اللعين، حتى إنهم في الثقافة الشعبية يشيرون إليه قائلين (الشر بره وبعيد)، ما الذي دفع الشاب لادعاء إصابته بالسرطان، غالباً الحاجة إلى المال وإلى الإحساس بتعاطف الناس، في البداية قبل سنوات، لم يثر الأمر مشكلة فهو يكتب على صفحته أنه سيقهر السرطان، ولكنه بدلاً من التبشير بنهاية سعيدة لتلك المعركة، فجأة قرر أن يقدم نهاية مأساوية، وقال إنه فقد القدرة على المقاومة وينتظر الموت خلال الأيام المقبلة.
أين الحقيقة في كل ذلك؟ تحقيق (تريند) والإحساس باهتمام الناس، تراه أنت مجرماً، مضبوط تماماً تلك جرائم يعاقب عليها القانون، إلا أنه ليس فقط المذنب الوحيد، فهل حاكمنا أيضاً كل من سبقوه من اللاهثين وراء (التريند)؟!

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينتظره السجن بسبب تريند ينتظره السجن بسبب تريند



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:30 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

إسرائيل تعتقل 40 فلسطينيا في الضفة الغربية

GMT 18:04 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب ولاية توكات شمال تركيا

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

سماع دوى انفجارات في أصفهان وسط إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab