أنغام لن تغنى فى حفل أبيها

أنغام لن تغنى فى حفل أبيها

أنغام لن تغنى فى حفل أبيها

 العرب اليوم -

أنغام لن تغنى فى حفل أبيها

بقلم -طارق الشناوي

مؤكد ليست قضية شخصية، وما أكتبه لا يقع أبدا تحت بند اقتحام الخصوصية، إنها ليست حكاية خاصة (أب وابنته) بل هى حكاياتنا. دار الأوبرا المصرية ستقيم 25 مارس القادم، حفلا لتكريم اثنين من كبار مبدعينا فى مجال الأغنية؛ الشاعر جمال بخيت والموسيقار محمد على سليمان، وجرت العادة أن توجه دار الأوبرا الدعوة لعدد من المطربين الذين ارتبطوا بالفنان المكرم لتقديم أغانيه على المسرح الكبير، وهكذا ستلمح أسماء (الأخوين) الحجار، على أكثر من ردد كلمات جمال، وأحمد هو أقرب ملحن إلى مشاعر جمال.

من البديهى أن تشارك أنغام لترديد ألحان والدها، فهى مشروع محمد على سليمان الأهم، بل هى عنوانه الفنى، طوال رحلته التى تجاوزت نصف قرن، حيث بدأ بمدينة الإسكندرية يعزف آلة الكمان ويلحن ويغنى ويقود فرقة موسيقية، قدم أخاه الصغير عماد الذى تبناه عبد الحليم ومنحه اسمه، ثم بعد ذلك ابنته الكبرى أنغام.

نموذج نادر يجمع بين الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية والتدريب المستمر، قبل أن تتعلم صعود سلم البيت تعلمت الصعود على السلم الموسيقى، بدأت أنغام تحت رعاية الأب وقدمت العديد من الأغنيات المختلفة حتى عن زمانها، والتى أصبحت أقرب للبنية التحتية الإستراتيجية مثل (فى الركن البعيد الهادى) و(ببساطة كده) و(هوى المصايف) و(يا طيب) و(يا عينى ع الصدف) وغيرها، رصيد قادر على الحياة إلا أنها نادرا ما تستعيده على المسرح، حتى لو طالبها الجمهور بذلك.

محمد على سليمان مارس منذ نهاية الثمانينيات مع بداية انطلاقها قدرا من الوصاية الشخصية والفنية، ولم يدرك أن من حقها اختيار أغانيها مثلما يحق لها اختيار شريك حياتها وملابسها، لم يتقبل كل ذلك ببساطة، بل تجاوز فى درجة العنف، الكثير من تصريحاته الموثقة كانت تطعن فى ابنته كإنسان قبل أن تطعنها فنيا.

كثيرا ما استغل أنها صارت شخصية عامة فقرر أن يجرح الصورة الذهنية، وصدر للرأى العام أنها ابنة عاقة، حتى على شقيقها الصغير المريض، ولم ينس- فوق البيعة- أن يسخر من ملابسها.

أنغام حاولت فى البداية إقناعه بأن يشارك فى التلحين لها مثل الآخرين، بينما هو يريد الانفراد بالصوت فى شريط أو أسطوانة تحمل فقط اسمه، وهو ما رفضته الابنة تماما لأنها الأدرى بجمهورها، كثيرا ما تقرأ فى السنوات الأخيرة أن الأب قدم أو سيقدم لحنا لابنته ويخرج الألبوم للجمهور بدون هذا اللحن، فى حفلها قبل نحو عام بدار الأوبرا، غنت لكل الملحنين ما عدا محمد على سليمان، فكتب على صفحته أن (أقرب إنسان إليه يتمنى موته)، اضطر بعد ذلك لإزالة (البوست)، وقال إن هناك من سرق حسابه، تعليقات محمد على سليمان، صارت فى الأيام الأخيرة أكثر عقلانية وإيجابية، كنب مؤخرا (الغناء هو أنغام)، ولكن يبقى السؤال هل تسامحت أنغام؟.

هى على المستوى المادى لا تبخل بأى عطاء، ولكن يظل هناك شىء ما أتمنى أن تتجاوزه، وهو الماضى الأليم الذى صنعه الأب على مشاعرها، ولم تتعاف بعد نفسيا منه.

الضربات المتلاحقة التى تلقتها تجاوزت حتى حدود القسوة، الكثير منها لا يمكن إعادة نشره أو حتى التلميح إليه. أنغام تعيش فى مأزق، تتعذب لو لم تغن ألحان الأب، وتتعذب أكثر لو غنت!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنغام لن تغنى فى حفل أبيها أنغام لن تغنى فى حفل أبيها



هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 04:41 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

الذهب يصعد ترقبًا لبيانات التضخم الأميركية

GMT 16:35 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ميانمار تتعرض لزلزال شدته 3.7 درجة

GMT 18:33 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ترامب يعتزم إبلاغ 150 دولة بفرض رسوم جمركية 15%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab