حتى أنت يا أشرف

(حتى أنت يا أشرف)!

(حتى أنت يا أشرف)!

 العرب اليوم -

حتى أنت يا أشرف

بقلم - طارق الشناوي

عندما تندفع نقابة الممثلين وتصدر هذا البيان الذى تستنكر فيه مشهدا لحوار درامى بين إحدى الشخصيات فى مسلسل (ليه لأ) الجزء الثالث، فقل على الفن السلام، المشهد تتضمن فحواه تلك الجملة (إن كلية الآداب قسم علوم المسرح لا تجيد تعليم التمثيل لأن مكانه الحقيقى معهد المسرح)، نقيب الممثلين الفنان، الدكتور أشرف زكى، قبل أن يتولى مسؤولية النقابة هو أستاذ للدراما والتمثيل، ولهذا يزداد إحساسى بالخطر القادم على الفن فى بلدى وأردد مع نفسى: (حتى أنت يا أشرف).

الجملة داخل إطار درامى مقيد بموقف وتنطق بها إحدى الشخصيات، مثلا فى فيلم (العار) ردد نور الشريف: (إذا كان حلال أدينا بنشربه وإذا كان حرام أدينا بنحرقه)، الجملة فى معناها المباشر تمنح غطاء دينيا لتعاطى الحشيش، ومن ثم كل المكيفات، فهل نصادر الجملة ونطالب صناع الفيلم بحذفها وتقديم اعتذار، المفروض أن نقابة المهن التمثيلية تبدأ بنفسها فى تقبل النقد.

نعيش تحت سطوة عشرات من النقابات ينزعج أغلب أعضائها عند تقديم محام أو مهندس أو طبيب أو ممرض منحرف، على الفور تنشط غدة المنع والشجب، المفروض أن نقابة المهن التمثيلية فى مثل هذه الحالة ستقف على الشاطئ الآخر، وتدافع عن حق صُنع العمل الفنى فى تقديم انحراف داخل المهنة، فهل تجرؤ على فعل ذلك مجددا، بعد أن منعت الانتقاد داخل مهنتها.

الحوار فى أى عمل فنى لا يحمل يقينا قطعيا ولا يقفز من سور الخيال إلى دنيا الواقع، لكنه مجرد احتمال، كل شخصية تتحدث من خلال أفكارها وتاريخها ولا تعبر حتى عن قناعات الكاتب أو المخرج، لكن وفقا لتكوينها الدرامى، اعتقد من متابعة ردود الأفعال فى العديد من النقابات المهنية فى بلادنا، تجاه مواقف مشابهة، أنهم يميلون لتهدئة الخواطر وإخماد الحرائق وهى لاتزال فى المهد، ولا يدركون أنهم يمهدون الطريق أمام اشتعال حرائق أخرى أشد ضراوة، كل النقابات عندما يتأذى أعضاؤها من جملة حوار سيطالبون المعاملة بالمثل الحذف والاعتذار.

الخطر قادم رغم إدراكى لحسن نوايا النقيب ومجلس الإدارة، تطبيق قانون الواقع على الدراما سوف يضعنا جميعا تحت مرمى أبغض مرض يصيب الدراما، وهو الحساسية المفرطة فى التعامل مع الخيال، أتذكر عند عرض فيلم (عمارة يعقوبيان) 2006 لمروان حامد، وجدنا أصواتا داخل مجلس إدارة نقابة الصحفيين وأيضا خارجها تطالب بحذف شخصية رئيس التحرير (حاتم رشيد)، لعب الدور خالد الصاوى بعد أن اعتذر، أكثر من ممثل، مثل حسين فهمى وفاروق الفيشاوى، وهشام عبدالحميد، وعندما رشحوا محمود حميدة طلب مليون جنيه وكان رقما فى ذلك الحين، الغريب أن خالد الصاوى يقول إنه الآن لو عرض عليه هذا الدور فلن يؤديه، وتلك حكاية أخرى.

نقابة الصحفيين فى النهاية لم تستسلم لتلك الأصوات الرافضة لتقديم شخصية (حاتم رشيد)، لأنها منوط بها الدفاع عن حرية الرأى، والأولى أن تبدأ بنفسها، أغلب القصص الأدبية التى تحولت إلى أعمال درامية كتبها عدد من كبار الصحفيين مثل مصطفى أمين وموسى صبرى وفتحى غانم وغيرهم، تطعن فى الشرف المهنى لعدد من الصحفيين.

أعلم جيدا أن كثيرا من أعضاء نقابة الممثلين سوف يهللون فرحا ببيان النقابة الذى يؤكد لهم أن للمهنة أسدا جسورا يحميهم حتى من أنفسهم!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى أنت يا أشرف حتى أنت يا أشرف



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab