الكِبر قمة الضلال

الكِبر قمة الضلال

الكِبر قمة الضلال

 العرب اليوم -

الكِبر قمة الضلال

بقلم - د. محمود خليل

يقول النبى محمد صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر».. ومثقال الذرة هو القدر التافه من أى شىء. والذرة كما تعلم أصل الأشياء، أو بالتعريف العلمى أصغر جزء من المادة.. تخيل هذا الوزن التافه من الكبر يحولُ بين الإنسان ورضا الله فى الدنيا والآخرة.

يتأكد المعنى السابق فى العديد من المواضع بالقرآن الكريم.. كما فى قوله تعالى: «وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِياً وَلَا نَصِيراً».. وقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ».. فالمستكبر مصيره الخذلان فى الدنيا، مهما صور له غروره أنه الأكثر سيطرة وتحكماً فى غيره من البشر، فمن يطيعه يفعل عن ضعف ووهن، وقد تنظر إليه فترى تزاحم الأنصار من حوله، ولكن مع أقرب «وقعة» له، تجد الكل ينفض من حوله، ولا تجد له ولياً ولا نصيراً.. أما مصيره فى الآخرة فالحساب الدقيق على استكباره فى الأرض بغير الحق، وجوره على خلق الله، ودفع ثمن إجرامه كاملاً.. فالاستكبار أصل الإجرام.

ويعتبر القرآن الكريم «الكبر» أصل المعصية. فقد كان سمة مميزة لإبليس الذى استكبر عن تنفيذ أمر ربه بالسجود لآدم: «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ».. ومن اللافت أن «الغرور» كان المدخل الذى اعتمد عليه الشيطان فى إقناع آدم وحواء بمعصية الله، والأكل من الشجرة التى نهاهما الله عنها، تجد إشارة لذلك فى قوله تعالى: «فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ».. فأصل الغواية هو الكلام المخادع المضلل الذى يلقيه الأبالسة فى نفوس غيرهم فيملأونها بالكبر والغرور، فيتهيأ من يدخل هذه المصيدة للوقوع فى المعصية.

وذلك هو الفخ الذى نصبه «إبليس» بالضبط لآدم وحواء.وقد تواصلت هذه اللعبة على مدار تاريخ بنى آدم على الأرض، والقرآن الكريم قدم لنا نماذج متنوعة لها. فأصل ضلال «فرعون» هو مجموعة الأبالسة الذين أحاطوا به، والذين لم يملك أحدهم الجرأة على صفع غروره، ووضعه فى حجمه، بل غذوا بذرة الكبر النابتة بداخله، ورعوها حتى كبرت، وسحقت الجميع، وذلك فى اللحظة التى أعلن فيها فرعون نفسه إلهاً من دون الله، فأطاعه من حوله.

مفتاح شخصية «فرعون» تجده فى الآية الكريمة التى وصفه فيها نبى الله موسى قائلاً: «إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ».. فالكبر يُنسى الإنسان ربه فيسكنه الغرور، ويصرف الإنسان عن الإيمان بالآخرة، فينسى الحساب.. وليس ثمة من نتيجة لنسيان الحساب أبشع من الفساد فى الأرض.على العاقل أن يتواضع ويفهم حجمه كمجرد ذرة فى هذا الكون لا تساوى شيئاً قياساً إلى الأرض أو الجبال: «وَلَا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً».

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكِبر قمة الضلال الكِبر قمة الضلال



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:17 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 العرب اليوم - روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab