صانع الأعاجيب

صانع الأعاجيب

صانع الأعاجيب

 العرب اليوم -

صانع الأعاجيب

بقلم - د. محمود خليل

تمضى الأيام وتتوالى السنون ويبقى نصر أكتوبر نقطة الضوء الأكثر بريقاً ولمعاناً فى تاريخنا المعاصر. 6 أكتوبر 1973 هو اليوم الأكثر دلالة فى حياة المصريين، ولم تزل معانيه تتدفّق وتتجدّد رغم مرور (50 عاماً) عليه، وسوف يظل كذلك لسنوات أخرى كثيرة ومديدة.

الدرس الأخطر الذى تأكد لإسرائيل والمنطقة والعالم عبر حرب أكتوبر أن اللعب مع شعب مصر خطر.

فأياً كانت أوجاع ومتاعب هذا الشعب فإنه قادر على الانتفاض فى لحظة من أجل أرضه وكرامته.

ولست بحاجة إلى التذكير بأن المصريين تمكنوا من القفز على كل الصعاب والمعوقات التى كانت تجعل من العبور وتدمير خط بارليف والتقدم فى أرض سيناء أمراً مستحيلاً.

هذا الشعب صنع المعجزة عام 1973، وعوض نقص الإمكانيات المادية المتوافرة فى يده لخوض الحرب ببسالته وصموده وشجاعته المستمدة من الإيمان بقضية بلاده وضرورة تحرير كل شبر من أرضها.

هذا الشعب قادر على الصبر والاستيعاب وتمرير الأمور، لكن لديه مساحات حرجة فى خريطة تفكيره لا يعرف عندها صبراً ولا استيعاباً ولا يسمح فيها بتمرير الأمور.. إنها الأرض.

يبقى «أكتوبر» لأنه يمثل الهزيمة الأولى التى نالها المحتل الإسرائيلى على أيدى العرب. وهى الهزيمة التى وجد العدو نفسه مضطراً إلى الاعتراف بها.

ومن عجب أن تجد بيننا من ينكر على هذا الشعب نصره، وعلى الرئيس السادات رحمه الله إنجازه، فى وقت يعترف فيه العدو بهزيمته المنكرة أمام جنود هذا الشعب.

هذا الاعتراف الذى توارثته الأجيال فى إسرائيل، واليوم يحاول صانع القرار فى تل أبيب التقليل منه من خلال بعض الأحاديث الساذجة عن أخطاء القادة الإسرائيليين فى التقدير عام 1973، أحاديث ساذجة ومحاولات للتمويه وللتغطية على نصر حقيقى حقّقه المقاتل المصرى، ولم يزل يوجع قلب وعقل إسرائيل حتى الآن.

كان السادات رحمه الله دائب الحديث عن «روح أكتوبر»، الروح القادرة على العبور من عتبة اليأس والبؤس إلى عتبة الأمل والرجاء.

روح أكتوبر ظهرت بشكل مؤقت خلال أيام الحرب، لكنها اختفت بعد ذلك، عندما حصد ثمار النصر وثمار تحرير الأرض مجموعة من الانتهازيين الذين ما يدخلون قرية إلا أفسدوها، تجار السياسة والمال الذين لم يهرولوا نحو هذا الشعب الذى صنع المعجزة، بل سعوا على بطونهم إلى أعدائه.

لقد كان هؤلاء يفكرون عكس ما يفكر المصريون وقتها. فهذا الشعب آمن بالسلام من أجل بناء دولة قوية مزدهرة، بعد أن خسرنا الكثير فى الحروب، ولم يكن إيمانه بحال يعنى التسليم لإسرائيل أو السعى إليها.

الدرس الذى تعلمته إسرائيل من الحرب أن هذا الشعب هو مصدر الخطر الأول عليها، لأنها تدرك أكثر مما يدرك الكثيرون أن المصريين -وقت الجد- قادرون على استدعاء روح أكتوبر الكامنة فى صدورهم.. وتفعيلها فى الواقع.. ليعدلوا المايل، ويقيموا المعوج، ويصنعوا الأعاجيب.

arabstoday

GMT 08:47 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

لا فوضى في النضال

GMT 08:43 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

كيف للجنوب اليمني أن ينفصل؟

GMT 08:14 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

وقت الحِكمة اليمانية

GMT 08:08 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

القضايا العربيّة ونهاية العلاج الأوحد المزعوم

GMT 08:06 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

«أرض العرب» في «عصر نتنياهو»!

GMT 08:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

العام 2025... رغم أهواله لكنَّه أبو الذكاء الاصطناعي

GMT 07:56 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

حكومة ستارمر والسلطة الرابعة

GMT 07:54 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الهزيمة حين تنتحل النصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانع الأعاجيب صانع الأعاجيب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:03 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مخيمات وسط غزة

GMT 07:17 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة

GMT 09:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

موعد مباراة المغرب ومالي اليوم في كأس أمم إفريقيا 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab