حين تطفح «القلوب»

حين تطفح «القلوب»

حين تطفح «القلوب»

 العرب اليوم -

حين تطفح «القلوب»

بقلم - محمود خليل

 

التعصب مسألة مرتبطة بكل معتنقي الأديان، لكنها مسألة لا تنسحب على كل المؤمنين، فقد يكون بعضهم متعصباً، بما يتولد عن التعصب من أخلاقيات رديئة في التعامل مع (الآخر الديني)، وقد تتمكن القيم الحقيقية للأديان السماوية من نفوس البعض الآخر، فينعكس ذلك على تعامل راق مع الغير.

والمتأمل لآيات الذكر الحكيم يستطيع أن يستخلص قمة الموضوعية التي تعامل بها القرآن الكريم وهو يتحدث عن مسألة تعصب بعض المؤمنين باليهودية ضد الغير، فقد ميز القرآن الكريم بينهم وبين البعض الآخر منهم، ممن يلتزم بأداء الأمانة، حتى لو كانت تلالاً من المال، على عكس من يستحلون غيرهم، ممن لو أمنته على دينار واحد لم يؤده إليك.. "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً".فالنظرة لـ"الآخر الديني" التي يعلمها القرآن الكريم للمسلم تتأسس على الموضوعية، وعدم الخلط، والحكم على الأداء السلوكي قبل أي شىء.

وهو أمر لا تجده لدى الصهاينة ومن يحتشدون خلفهم في الغرب، الذين ينظرون إلى غيرهم من البشر نظرة دونية، قد تسمع منهم في الأحوال العادية كلاماً معسولاً حول حقوق الإنسان، لكن حقيقتهم تظهر في الأوقات العصيبة، أو بعبارة أخرى عند قضاء الحقوق.

وذلك ما شهدناه بالضبط مع الساعات الأولى من فجر السابع من أكتوبر 2023، حين نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى."طوفان الأقصى" عملية "قضاء حقوق" ليس أكثر، سعت المقاومة من خلالها إلى تدفيع إسرائيل جزءاً من الدين الذي عليها للفلسطينيين، بعد سنين طويلة من الاحتلال، والتهجير والقتل، وانتهاك المقدسات، وسلب الحقوق.

وخلالها ظهر المكنون في النفس، ولم يعد الصهاينة ومن يقف وراءهم غرباً وشرقاً يجدون للفلسطينيين أي حق، حتى في الماء والغذاء والكهرباء، فليس لهم عند هؤلاء سوى السحق بحمم النيران، رغم أن الطيران الاسرائيلي يقتل مدنيين عزل، لا حول لهم ولا قوة، أمام آلة قتل عاتية، والدليل على ذلك أن المقاومة ما زالت ترد حتى الآن.. فماذا فعلت إسرائيل ومن وراءها؟.يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر".

لقد نزلت هذه الآية الكريمة في وصف حال من يصافون المنافقين، ولا يجدون مشكلة في التعامل معهم، سراً أو علانية. وهم يفعلون ذلك رغم ما تردده ألسنة المنافقين في حقهم من أوصاف -كتلك التي تتردد على ألسنة المسئولين في تل أبيب- تدل على العداوة والبغضاء والتحقير ونفي الإنسانية، أما ما تخفي صدورهم فأكبر، فهي تخبئ بداخلها رغبة عارمة في الإبادة الجماعية لبشر يقاومون سحق عدوهم لهم، ويبحثون عن حقهم في الحياة.

تلك هي نظرة العديد من الصهاينة وأنصارهم في الغرب والشرق إلى الفلسطينيين والعرب، ومن يظن أن لأمثال هؤلاء عهد واهم، ومن يتصور أن بإمكانه أن يأمنهم على شىء خائن لنفسه.. "ولتعلمن نبأه بعد حين".

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تطفح «القلوب» حين تطفح «القلوب»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 العرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
 العرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 00:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
 العرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب
 العرب اليوم - بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
 العرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
 العرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 01:38 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
 العرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ

GMT 17:35 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثلة الأميركية ديان لاد عن 89 عامًا

GMT 13:47 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 18:36 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام شاهين تكشف حقيقة خلافها مع لبلبة بطريقتها الخاصة

GMT 09:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 3 مواطنين مصريين بصواعق رعدية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab