تجديد الخطاب الديني

تجديد الخطاب الديني

تجديد الخطاب الديني

 العرب اليوم -

تجديد الخطاب الديني

بقلم - د. محمود خليل

دعنى أذكرك من جديد ببعض المسائل التى سبق وطرحتها حول «تجديد الخطاب الدينى» وأولها مسألة «المصطلح».

الاتفاق على معنى أى مصطلح، يسهل بعد ذلك تحديد المسارات ووضع الخطط التى تؤدى إلى تفعيله فى الواقع، وهناك خلاف كبير فيما يتعلق بتحديد مدلول مصطلح «تجديد الخطاب الدينى».

مصطلح «تجديد الخطاب الدينى» يعنى: تطوير فهم المؤمن لقضايا دينه تبعاً لمتغيرات ومستجدات عصره (العصرنة) مع تفعيل القيم النبيلة الثابتة التى توافقت عليها كل الأديان بالشكل الذى يؤدى إلى ترسيخ علاقات إنسانية أرقى (التطوير) بالإضافة إلى تحرير العقل الدينى مما علق به من شوائب وأفكار وخرافات لا تمت إلى المنطق الدينى السليم بصلة (التحرير) ووضع حد لاستغلال الدين كأداة لتحصيل المغانم الدنيوية والمنافع السياسية بالضحك على عباد الله (التنوير).

التجديد أو تطوير الفكر الدينى مربع، ضلعه الأول هو العصرنة.

فالدين حالة تفاعل بين نص وإنسان، النص يرشد والإنسان يتلقى ويفهم تبعاً لتكوينه الشخصى وظروف عصره.

على سبيل المثال، الجيل الأول من المسلمين كان يسمع الآية التى تقول «وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس» ففهموا منها كما جاء فى التفاسير أن وجه «البأس» فى الحديد يرتبط بدخوله فى صناعة السيوف والسلاح، وكان من الطبيعى ألا يعرفوا المنافع الأخرى لهذا المعدن، الأجيال التالية من المسلمين التى عاشت عصر العلم عرفت بصورة أشمل وأدق منافع الحديد والصناعات والسلع التى يدخل فيها، وأوجه الفائدة المتنوعة منه، تبعاً لما توصل إليه العلم فى عصرهم.

فالمعنى شرك بين المحتوى الذى يحمله النص وشبكة معارف الفرد وظروف العصر الذى يحياه، ولا أجدنى بحاجة إلى تذكيرك بالقرار الذى اتخذه عمر بن الخطاب بتعليق «سهم المؤلفة قلوبهم»، رغم نص القرآن عليه، لما اختلف الظرف ودخل المسلمون عصر القوة، وقس على ذلك تعليقه لحد قطع يد السارق فى عام المجاعة.

وحتى العصر الحاضر كان هناك جدل حول مسألة الرق واقتناء العبيد والجوارى فى البيوتات الكبيرة انتهى إلى الأخذ بمعطيات العصر الجديد، وإلغاء هذا الأمر (إنها العصرنة).

تعالَ إلى ضلع التطوير الذى ينطوى على إذكاء مجموعة القيم النبيلة التى أكد عليها الإسلام الحنيف والتى يتفق الجميع على حاجة مجتمعنا المعاصر إلى حفزها وتفعيلها، بهدف تحسين أحواله ونوعية العلاقات فيه.

تحرير العقل المسلم مما علق به من شوائب وخرافات هو الضلع الثالث من أضلاع تطوير الفكر الدينى، فلا يعقل أن يستسلم هذا العقل على سبيل المثال لما ورد فى بعض الكتب من حكايات مثل: أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الأسد بأنه رسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده، وأن خالد بن الوليـد حاصر حصناً منيعاً، فقالوا لا نسلم حتى تشرب السم، فشرب فلم يضره!.

أما التنوير فهو السبيل الوحيد لدفع المجتمع المصرى إلى الأمام، وجوهره الحيلولة دون استخدام الدين فى تحقيق المكاسب السياسية والمغانم الدنيوية، فالدين أنبل من أن يستخدم فى هذه المجالات، ومثل من يتاجر بالدين فى عالم السياسة، كمثل التاجر العاجز الفقير إلى رأس مال حقيقى يعمل به، فيتجه إلى المتاجرة بأهل بيته.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب الديني تجديد الخطاب الديني



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab