النصر للصامدين

النصر للصامدين

النصر للصامدين

 العرب اليوم -

النصر للصامدين

بقلم - د. محمود خليل

خرج وزير الدفاع الإسرائيلي بتصريح يؤشر إلى مرحلة متقدمة من مراحل الانفلات العصبي، قال فيه أنه سيتعامل مع الغزاويين مثلما يتعامل مع المخلوقات غير الآدمية، وسيحرمهم من الماء والكهرباء والغاز والانترنت والتليفونات.

البعض فسر ذلك في سياق صدمة الوزير مما حدث يوم 7 أكتوبر ومابعده، لكن ظني أن المسألة ليست كذلك، فالصدمة لم تكن أكثر من سياق هيأ له إظهار ما يسكن في صدره نحو بشر لهم مثل غيرهم الحق في الحياة، بشر سلبت منهم أرضهم، ليعيش عليها آخرون، ولا يجدون، عند الدفاع عن حقهم السليب، سوى حمم الطائرات.

يظن صانع القرار في تل أبيب أن خنق أهل غزة داخل مدينتهم هو الحل، متناسين أن أهل المدينة يعيشون منذ سنين تحت حصار محكم، ولولا الدور الذي تقوم به مصر في فك الحصار عنهم لتضاعف حجم معاناتهم.

هذه المرة يريد الإسرائيلي حصاراً من نوع جديد، يدمر فيه كل أدوات الحياة والمعيشة داخل المدينة ليخنق أهلها فيها.. والسؤال ماذا ستكون النتيجة؟خنق غزة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصلابة في مواجهة المحتل، بل وإذا كانت إسرائيل تعاني الآن ممافعلته بها المقاومة على مدار الأيام الماضية، فمعاناتها القادمة سوف تكون أضعافاً مضاعفة، وسوف تدفع أثماناً باهظة لما تفعله، لأنه في اللحظة التي سوف يفلت فيها المخنوق من بين أصابعك سوف تكون أنت بين أصابعه.

إحساس طرف من الأطراف بأنه قادر على حصار غيره وفرض ما يريد عليه لا يعدو أن يكون وهماً آخر من أوهام الشعور بـ"فائض القوة". لقد عاشت إسرائيل هذا الوهم بعد يونيو 1967، حين حاصرت الأرض التي احتلتها بالسواتر الترابية والأبراج العالية، وظنت أن حصونها التي تحصنت بها مانعة المصريين من أن يستردوا أرضهم السليبة ويعيدونها إلى حضن الوطن.

كل من عاصر السنوات الست الفاصلة ما بين 1967 و1973 يتذكر الحالة التي عاشها المصريون، وكيف كانت حياتهم شبه متوقفة، وتفكيرهم كله منصرف إلى مسألة واحدة، هي الإعداد للمعركة، نسي الناس كل شىء إلا الأرض السليبة، لم تفلح الضغوط التي مورست عليهم من عدوهم، ولا محاولات تحطيم روجهم المعنوية، لم تهزهم الأكاذيب التي كان يروج لها الإسرائيليون حول قدرة المصريين على تحرير أرضهم.

الاسرائيليون هم الذين صدقوا الكذبة التي كذبوها على أنفسهم، لذلك كانت مفاجأتهم كبيرة حين وجدوا المصريين يقفون فوق رؤوسهم في سيناء، بعد أن أفلحوا في كسر الحصار وعبور القناة وتدمير الساتر الترابي الذي اختبأوا وراءه.

كل محاولات الحصار والخنق الذي تقوم به إسرائيل لن تجدي مع الصمود الغزاوي شيئاً، وسيجني المحتل المزيد من الخسائر، ولن يكون أمام صانع القرار في تل أبيب سوى السير في الطريق الذي ساروا فيه بعد نصر أكتوبر 1973، بمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النصر للصامدين النصر للصامدين



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab