أناشيد المحبة

أناشيد المحبة

أناشيد المحبة

 العرب اليوم -

أناشيد المحبة

بقلم - د. محمود خليل

كانت الفتاة الصديقة تنشد أناشيد المحبة لله وهي قائمة تصلي في المحراب، حين ألقت ملائكة الرحمن إليها برسالة: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقتنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين».

عندما تصح العبادة تصبح السبيل الأقصر لارتقاء النفس وصفائها، وتساميها على صغائر الحياة، وكذلك كانت نفس الفتاة التي اصطفاها الخالق وطهرها واصطفاها على نساء العالمين راقية صافية، أخرجتها العبادة من غلالة الألم والحزن الذي أحاط بها منذ مولدها وهيأ لروحها الطاهرة طريقاً للعروج إلى السماء.

وبينما كانت الرقيقة الراقية منخرطة في القنوت والسجود والركوع، إذا بقلق داخلي يسيطر عى نفسها الآمنة السالمة، ومع تواصله قررت أن تأخذ ركناً وتعتزل من حولها، وانزوت عن الناس داخل معبدها: «واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا».

وفي لحظة عزلة مع نفسها أظهر الله تعالى لها سر القلق الغامض الذي اعترى نفسها الطيبة، وإذا بها تسمع نداءاً عجيباً، لمحت بعده إنساناً يقف أمامها: «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً»، خافت مريم عليها السلام، واستعاذت بربها منه: «قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا»، فهدأ رسول السماء من روعها، وأخبرها عن حقيقته، لكنه صعقها بخبر آخر: «قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا».

ارتجت «مريم» وهي تفكر فيما يحدث، وهي البتول الطاهرة التي لم يمسها بشر، كيف حدث هذا؟ وكيف ستواجه قومها به وماذا سيقولون عنها؟.

صارت الصديقة مريم، قطعة شاخصة من الألم، إلى حد أنها تمنت الموت: «قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً»، هذه الآية تعلمك ألا تلوم إنساناً على فعل أو قول وأنت لست في مكانه.

لقد وقفت الصديقة أمام موقف شعرت فيه بمنتهى العجز، إن معجزة تسعى داخل أحشائها، وهي لا تملك طريقة لتشرح لمن حولها ما يحدث، إنها تنتظر المعونة من الله، ليتدخل بقدرته القادرة ويحل لغز المعجزة التي تنمو بداخلها بمعجزة أخرى تحدث خارجها فتشرح للناس ما حدث، قطعة من الألم كانت سيدتنا مريم عليها السلام داخل هذا الموقف.

فلك أن تتصور الألم النفسي الذي كانت تعانيه حين اختلط بألم الجسد وأوجاعه، لحظة أن باغتتها آلام المخاض أسفل جذع النخلة، ظلت الصديقة كذلك حتى جاءها صوت الطمأنينية، والله أعلم من أين؟.

هل جاء من ملاكها الحارس؟ أم من طفلها الذي نزل إلى الحياة: «فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا».

وكما جاءت المعجزة من السماء، فقد أتاها نداء الطمأنينة من السماء أيضاً، فهدأ من روعها، وتغذت على تمر النخلة المقدسة التي رقدت أسفل منها، وأنست إلى الصوت القدسي الذي يأتيها من السماء، أو يتدفق حانياً عبر حالة الأنس التي عاشتها حين أبصرت عيناها وليدها.

وما إن استطاعت السير، حتى قامت مسوقة بشجاعة نفسها المؤمنة بربها والواثقة في رعايته سبحانه وتعالى لها، فحملت الوليد وسارت نحو قومها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أناشيد المحبة أناشيد المحبة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 06:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة
 العرب اليوم - إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر
 العرب اليوم - دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 01:38 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
 العرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ

GMT 17:35 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثلة الأميركية ديان لاد عن 89 عامًا

GMT 13:47 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 18:36 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام شاهين تكشف حقيقة خلافها مع لبلبة بطريقتها الخاصة

GMT 09:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 3 مواطنين مصريين بصواعق رعدية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab