«الضيف» صاحب القلب «الموجوع»

«الضيف» صاحب القلب «الموجوع»

«الضيف» صاحب القلب «الموجوع»

 العرب اليوم -

«الضيف» صاحب القلب «الموجوع»

بقلم: د. محمود خليل

كم كان لهذا الرجل نصيب من اسمه.. فقد حل ضيفاً خفيفاً على الحياة لـ34 سنة، ما بين الفترة من 1936 - 1970، ثم رحل.«الضيف أحمد» بدأت مع إنشاء فرقة ثلاثى أضواء المسرح، والأرجح أنه كان صاحب فكرة إطلاقها، فى ظل وجود الكثير من الثنائيات والثلاثيات الفردية المحلية والعالمية.  فى زمن قصير لمع نجم «الضيف أحمد» جماهيريا، ومال الناس إلى أدائه الراقى، بالوجه والحركة، والإفيهات الشهيرة، والأهم الأفكار المبتكرة فى الكوميديا.. فى تسجيل تليفزيونى وحيد متاح له، جمعه مع الأديب ثروت أباظة، فى ضيافة الإعلامية الراحلة سلوى حجازى، يمكنك أن تستمع إلى «الضيف» خريج الفلسفة، وهو يتحدث عن ابتكار الفكرة الكوميدية، وبحثه المستمر عن الإفيه الكوميدى الذى يدفع بالمشاهد إلى التفكير، ولا يعتمد على مجرد الزغزغة.

قيمة الإنسان لا تتحدد بعمره قدر ما يحددها أثره.

وقد ترك الضيف أحمد أثراً كبيراً امتد إلى ما بعد رحيله لدى الكثير من الفنانين الذين أعجبتهم مدرسته فى الأداء ومدّدوا رحابها فى أدائهم.

الفنان عادل إمام وهو واحد من أكبر نجوم الكوميديا فى مصر، قال ذات يوم فى برنامج تليفزيونى إنه تأثر بأسلوب الضيف أحمد فى الأداء الكوميدى.

لا ينسى من عاصر فترة الستينات ملمحاً أساسياً من ملامح التليفزيون خلال هذه الفترة، هو فوازير الثلاثى التى عُرضت على مدار عدة أعوام متتالية، وتمتعت بجماهيرية كاسحة لدى المصريين خلال شهر رمضان، وقدم فيها الثلاثى، وعلى رأسهم الضيف أداءً رائعاً، وعلقت الإفيهات التى كانت تتدفّق على ألسنة الثلاثة فى عقل الجماهير لسنوات متصلة.

ورغم ما تمتع به «الضيف» من قدرة كوميدية فائقة، جعلته قادراً على الإضحاك من خلال حركات وجهه، دون حاجة إلى الكلام، إلا أن تجربته تشهد على حنين جارف إلى التمثيل التراجيدى، ولست تحتاج لكى تتأكد من ذلك إلى العودة إلى ما تحدث به معاصروه حول هذه النقطة، فيكفى جداً أن تشهد رائعة الثلاثى «طبيخ الملائكة».

فى أكثر من مشهد داخل هذه المسرحية تجد الضيف تراجيدياً فى أدائه، بصورة تعكس كم الحزن الذى كان يسكن داخله.حزيناً عاش الضيف أحمد، رغم ما أشاعه فى حياة مشاهديه من بهجة.. وكذلك الحزانى دائماً هم أكثر الناس قدرة على السخرية والإضحاك.

لا تستطيع أن تُحدّد أسباب الحزن الكامن فى نفس «الضيف».

فقد كان شاباً متعلماً، حيث تخرج فى كلية الآداب قسم فلسفة، واخترق عالم الكوميديا بثقة ورشاقة، جعلته نجماً وهو يخطر فى مرحلة الشباب، وتزوج وأنجب، وتمتّع بالدفء الأسرى، ورغم ذلك عاش بقلب موجوع.مات «الضيف» بوجع كمن له فى القلب.

 لم يكن يشكو شيئاً، لكنه فجأة مات بسكتة قلبية، هذا ما حكته زوجته فى حديث صحفى وحيد متوافر لها، حيث ذكرت أنه استيقظ فى قلب الليل يشكو ضيقاً فى التنفس، ثم تدهورت حالته، فلجأت إلى جيرانها، وتم نقله إلى المستشفى، وفاضت روحه قبل أن يصل إليه.

يبدو أن «الضيف» كان موجوعاً بفكرة أن الناس لا تلتف حولك محبة أو إنسانية، بل بحثاً عن المصالح والمغانم، يصدّق ذلك ما ترويه زوجته بأن أقرب المقربين إليه وأكثر من كانوا يلتفون حوله لم يسألوا عن الأسرة التى غادرها عائلها، وكانت فى أشد الحاجة إلى من يعينها، واستثنت من ذلك الراحلتين سعاد حسنى وتحية كاريوكا.. رحم الله «الضيف أحمد».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الضيف» صاحب القلب «الموجوع» «الضيف» صاحب القلب «الموجوع»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 12:44 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يعلن عن خوضه تجربة البطولة السينمائية
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلن عن خوضه تجربة البطولة السينمائية

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab