منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية

منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية

منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية

 العرب اليوم -

منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية

بقلم - إميل أمين

على بعد أيام قليلة من أعمال الدورة الخامسة عشرة لدول مجموعة العشرين، التي ستنعقد هذا العام في المملكة العربيةالسعودية ، انطلقت في الرياض، أمس الثلاثاء، وحتى السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين عينها، الذي يناقش قضايا رصينة، فاعلة ومؤثرة في مسيرة إنسانيتنا التي أصابها العطب من جراء أخطاء كثيرة، يبلغ بعضها حد الخطايا، تجاه الذات والآخر والطبيعة.
في مقدمة القضايا التي تتناولها أعمال المنتدى مسألة دور الدين في بناء السلام، والمملكة قبلة العالم الإسلامي، مركز روحي لنحو ملياري مسلم حول الكرة الأرضية، ولهذا يتعاظم تأثيرها يوماً تلو الآخر في عملية بناء السلام القائم على مفاهيم إيمانية وسطية خلاقة، تقبل الآخر، وتبني الجسور، وتسعى إلى إزالة الجدران، الأمر الذي يتمثل جلياً في ثنايا وحنايا «رؤية المملكة 2030» التي يقوم عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
والشاهد أن اهتمام المنتدى هذا العام بهذه القضية تحديداً ينطلق من الدور الفاعل للأديان حول العالم في أوقاتنا الحاضرة، ومقدرتها على صنع السلام بين أتباعها، أو إشعال العالم بالأحقاد العقائدية والكراهيات الدوغمائية، مع أن جوهر أي دين هو السعي للعيش في ظل حالة من المودات البشرية والسلام الأممي الخلاق، الأمر الذي يتعرض لمخاطر جمة مؤخراً، بعد أن فقدت الإنسانية مقدرتها على الفرز والتمييز الحقيقيين، بين الغث والسمين من الأفكار والرؤى، ما فتح الأبواب واسعة من جديد للشوفينيات والقوميات وبقية التيارات الفكرية الفاشية.
القضية الثانية التي يتوقف أمامها المشاركون في المنتدى هي جائحة «كورونا»، ولعل أحدهم يتساءل وما علاقة «كورونا» بمنتدى القيم الدينية؟
حكماً تبقى العلاقة جذرية، فما يعم العالم من أزمة هيكلية جامعة مانعة، تسبب فيها هذا الفيروس الشائه، مرجعه الرئيس ومرده الأساس أخلاقي، قيمي، إيماني، أول الأمر وآخره.
والثابت أننا وإن كنا حتى الساعة لا نعرف مصدر الفيروس، فإن هناك قصوراً جوهرياً في مواجهته، قصوراً من جراء الأنانية والشخصانية والتكالب على الأرباح الرأسمالية المجردة عن أي مشاعر إنسانية.
حين انطلق الفيروس أغلقت الدول حدودها في وجه بعضها البعض، وحين ضرب الخليقة ضربته الأولى لم يتعلم الجميع أننا صف واحد من نوع بشري خلقه الله تعالى لإعمار الأرض، ولهذا كان لا بد من الصمود معاً، والبحث يداً بيد عن الأمصال التي تكفل القضاء عليه مرة وإلى الأبد، لا أن يكون أداة للتناحر أو طريقاً للتكالب على جني الأرباح من قوت الفقراء والمعدمين، خصوصاً في دول العالم الثالث، ومن هنا تتبدى الأهمية القيمية للمنتدى الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، وتضع مقرراته ومقدراته أمام قادة العالم ليستبصروا ما شاء لهم من الاستبصار.
تتناول أعمال المنتدى حواراً عميقاً حول قضايا البيئة، وهي بدورها مسألة ملحة أشد الإلحاح في الأوقات الراهنة، إذ تبدو العلاقة بين البشر والطبيعة غير منضبطة، وغير متساوقة، لا سيما في ظل الاعتداءات الإنسانية على بيئة الكوكب الأزرق، الذي بات متألماً، وفي ألمه ومعاناته يحمل عقاباً شديداً لمن تسببوا في وقوع الضر به، وعلى غير المصدق مراجعة بيانات منسوب المياه في البحار والمحيطات، حيث القارعة على الأبواب، فيما النرجسية والأنانية، بل البراغماتية الدولية غير المستنيرة، لا تقيم وزناً لهلاك البشر والحجر عما قريب، ولهذا تأتي أصوات المجتمعين عبر الرياض لتنبيه الناس ورفع الالتباس.
يفسح منتدى القيم الدينية مساحة واسعة لأمرين حيويين ضمن مناقشاته خلال الأيام الخمسة، عمر المنتدى، الشباب والمرأة.
أما الشباب، فليس من جديد القول إنهم بوصلة المستقبل، فإن صلح حالهم وثبتت توجهاتهم نحو الخير والبناء والنماء، صلح حال العالم، وإن تركوا على قارعة الطريق المؤدلج على نحو خاص، ضاعت بهم السبل، والتهمهم التطرف والتقطهم المتوحشون لا الإنسانيون.
ولعل أفضل ما يفعله المساهمون في هذا المنتدى الفكري العميق المعنى والمبنى هو الاهتمام بفتح الدروب لحياة كريمة لشباب العالم، لا سيما بعد الخسائر الاقتصادية التي حالت بالشرق والغرب بعد الجائحة.
أما المرأة، فهي النصف الآخر من المجتمع، ودورها منذ بداية الخليقة حتى الساعة واضح كالشمس في ضحاها، ومن هنا تزداد أهمية دورها، لا سيما في أوقات النوازل الكونية، ومنها ما تشهده الإنسانية على مشارف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
يستحق هذا المنتدى القيمي بامتياز تحية وثناءً خاصين، لكل من وقف وراءه وأخرجه على هذا الشكل الناصع، وفي المقدمة اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، وتحالف الأمم المتحدة للحضارات.
منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية لعالمنا الذي تكاد الضبابية تلفه والمخاوف تسوده، إنه صوت صارخ في برية عالم متوحش مفرغ من الإيمانيات الحقيقية.

arabstoday

GMT 18:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 18:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 18:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 18:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 20:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية منتدى القيم الدينية رؤية تنويرية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab