الاحتفالية الصينية والأمثولة اللبنانية

الاحتفالية الصينية... والأمثولة اللبنانية

الاحتفالية الصينية... والأمثولة اللبنانية

 العرب اليوم -

الاحتفالية الصينية والأمثولة اللبنانية

فـــؤاد مطـــر

على مدى سنتين من الانشغال العربي بالمستجدات من تداعيات حرب إسرائيل نتنياهو، المستهدِفة إعادة فرصة تسوية موضوعية للصراع العربي - الإسرائيلي إلى نقطة الصفر، بعدما كان السعي العربي عموماً والمتسم برؤى تُحقق الاستقرار في المنطقة، أثمر استقطاباً أوروبياً لافتاً من خلال مواقف متدرجة لبعض الدول، ومن خلال رأي عام أوروبي حرّكته اقترافات إسرائيل نتنياهو من حيث التدمير والتجويع والتهجير.

على مدى هاتين السنتين كانت الأنظار العربية من جانب أهل القرار، وكذلك من جانب الرأي العام عموماً، تترقب مواقف أصدقاء دوليين بشأن تنفيذ مضامين بعض الآمال المعلّقة على خطوات يتخذونها لإحداث صحوة دولية. وبعدما طال أمد الترقب جاءت احتفالية الصين يوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول) 2025 لتُشكِّل ملامح إجابة عمّا يمكن أن يحققه الصديق الصيني - الروسي من ثقل كفتيْ الميزان، تتساويان في الحد العادل، وبأمل أن يُحقق العرض العسكري الصاروخي الأرضي والعرض الجوي المتطور كما لم يتوقع الجمع الأطلسي هذا التطور موقفاً من هذا التساوي، بمعنى أن لغة التخاطب ستأخذ في الاعتبار المشهد المستجد وغير المألوف، وبمعنى أن الكون النووي اثنان متساويان وليس أحادياً، أي إخضاع طرف لآخر، كما ألّا يستأثر الغرب برسم السياسات والمصائر وعدم اعتماد الحلول الموضوعية والعادلة للقضايا المستعصية نتيجة غياب ثاني الكون النووي والمقتدر عن المشهد، وهو غياب حدث نوع من بداية الغروب له، في ضوء احتفالية الصين واختيارها حليفيْن بالذات لها لاعتبار القدرات النووية والمكانة الاستراتيجية في خريطة العالم وكذلك المكان. وفي عبارة وردت في خطاب الرئيس الصيني محاطاً بضيفيه، شريكيْه النووييْن، ما يوجب التأمل دولياً وعربياً، وهي: «تواجه البشرية اليوم خيار السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة». وثمة واقعة تتصل بالاحتفالية الصينية بمناسبة ثمانينية استسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، تستوجب التأمل فيها، كون صاحب الواقعة هو لبنان الذي يُكابد منذ أشهر من أجل أن تستقر حاله حسماً للعدوان الإسرائيلي عليه، واعتماد الحل المتوازن لموضوع السلاح، بحيث يتم حصره في جيش الدولة بعد الاطمئنان بتعهُّد أميركي (كونه الوسيط الأوحد) بأن إسرائيل المعتدية انكفأت وطوت مشروعها التوسعي، وبحيث تكون دولة تلتزم الهدوء والسلام والتنمية وتطوي امتهان الانتهاك، وهذا كان دائم الحدوث بفعل وقوف الغرب الأميركي سلاحاً وتسامحاً لاقترافات حكومتها، ثم يأتي التشقق في الموقف الأوروبي، ومساندة بعض دول الأطلسي للاعتراف بدولة فلسطينية، تجاوباً مع سعي متواصل على مدى سنتين من جانب المملكة العربية السعودية، على أمل أن يقوِّي المشهد الصيني - الروسي - الكوري من أرجحية التسليم الأممي ﺑ«دولة فلسطينية» ذات سند دولي لها، مستجدة ملامحه.

وتفاصيل الواقعة المشار إليها أن البرلمان اللبناني الحديث التشكيل، وفي السنة الثالثة من الاستقلال، عقد بعد ظهر يوم الثلاثاء 27 فبراير (شباط) 1945، جلسة أجمع النواب فيها على قراريْن لافتيْن؛ الأول «يوافق المجلس الحكومة على طلبها إعلان لبنان الحرب على دولتيْ المحور، ألمانيا واليابان، اعتباراً من منتصف ليل 27 فبراير 1945». وأما موجبات هذا الإعلان ففي القرار الثاني التوضيحي الآتي: «ولمَّا كان لبنان قد انتصر لقضية الدول الديمقراطية في نضالها ضد قوى الظلم والطغيان. وكان قد أسهم في المجهود الحربي إسهاماً فعلياً، ولأقصى حد ممكن، وكان فعلاً في حالة حرب مع دولتيْ المحور واليابان منذ بداية الحرب الحاضرة، وكان قد أعلن رسمياً هذه الحرب. ولمَّا كان من حقه أن يُعدّ في عداد الدول المشتركة في النضال الحاضر، وأن يشترك فعلاً في التنظيم العالمي المقبل بسائر الدول، فالمجلس يُقرر تكليف الحكومة بالقيام بالاتصالات اللازمة لتحقيق هذه الغاية».

ما جناه لبنان من موقفه المعنوي لأنه ليس في وضع عسكري للمشاركة كان أن وزارة الخارجية الأميركية بعثت بتاريخ 29 مارس (آذار) 1945 بمذكرة إلى «الخارجية اللبنانية» تضمنت عبارة «إن حكومة الولايات المتحدة بصفتها أمينة على ميثاق الأمم المتحدة تدعو لبنان إلى مؤتمر سان فرنسيسكو، وبذلك بات عضواً في الأمم المتحدة».

وهكذا يكون لبنان في «إعلانه الحرب على ألمانيا واليابان» ربح العضوية في منظمة الأمم المتحدة. وهو مكسب يتمناه المواطن العربي للأشقاء الفلسطينيين بعد أن يتوحد الصف وتنكفئ إسرائيل بنسبة من التبصر في أن احتفالية الصين بثمانينية استسلام اليابان، ومن دون أن تكون في حالة حرب مع اليابان الجديدة، توجب عليها طي الخريطة البنيامينية واعتماد الهداية التي تُحقق البقاء الآمن. والأرجح أن سانديها بعد الاحتفالية الصينية - الروسية ليسوا كما حالهم قبْل ذلك. لعل وعسى تُثمر الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة التسوية التي تأخرت كثيراً للاعتراف ﺑ«الدولة الفلسطينية»، وبذلك تبدأ مسيرة السلام للجميع... وليس على الدنيا الفلسطينية السلام بمعناه الإفنائي.

arabstoday

GMT 09:10 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

سيارات على طريق القدس

GMT 09:08 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

اختفاء موسى الصدر... المجد للصحافة

GMT 09:06 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

القرار والأخطار والمستشار

GMT 09:01 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

بيولوجيا السياسة... شي وبوتين

GMT 08:55 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

معادلة برّي: تطبيع ما هو غير طبيعي

GMT 08:54 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

«خوخة» أم «جوز الهند»؟

GMT 08:52 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

قمة شنغهاي وإقامة نظام عالمي جديد

GMT 08:44 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

طب الفاتيكان كمان وكمان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتفالية الصينية والأمثولة اللبنانية الاحتفالية الصينية والأمثولة اللبنانية



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:16 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

دواء مبتكر يبعث الأمل لمرضى السرطان الأكثر شراسة
 العرب اليوم - دواء مبتكر يبعث الأمل لمرضى السرطان الأكثر شراسة

GMT 03:39 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في لندن
 العرب اليوم - أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في لندن

GMT 03:49 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

تعرّف على ما يخبئه لك الفلك

GMT 18:20 2025 الأحد ,07 أيلول / سبتمبر

ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 64368 شهيدا

GMT 03:39 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في لندن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab