قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط

قل العدوان الأمريكي.. وليس الإسرائيلي فقط

قل العدوان الأمريكي.. وليس الإسرائيلي فقط

 العرب اليوم -

قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط

بقلم - عماد الدين حسين

قد يكون الأكثر دقة أن نقول «العدوان الأمريكى على قطاع غزة بدلا من أن نتعامل مع الأمر على أنه عدوان إسرائيلى فقط».
وإذا كان الأمر كذلك فإنه يكون من العبث الشديد التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها وسيطا نزيها.
النتيجة السابقة يمكن لأى متابع استخلاصها بكل سهولة منذ بداية العدوان عصر يوم السبت السابع من أكتوبر الماضى وحتى هذه اللحظة.
هى خلاصة ليست ناتجة عن موقف سياسى ضد الولايات المتحدة بل هى مجرد رصد لوقائع على الأرض وأقوال واضحة لغالبية المسئولين الأمريكيين.
فى الأيام الأولى للعدوان أرسلت الولايات المتحدة حاملتى الطائرات ايزنهاور وفورد وسفنا نووية للسواحل الإسرائيلية لتقديم كل أنواع الدعم والحماية أولا، ولمنع أى أطراف أخرى من الانضمام للحرب ضد إسرائيل خصوصا إيران وحزب الله اللبنانى.
ويوم الإثنين الماضى نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرا مهما يقول إن الجيش الإسرائيلى ألقى ٢٢ ألف قنبلة على قطاع غزة زودته بها الولايات المتحدة. كما أرسل قنابل تزن الواحدة ٩٠٠ كيلوجرام مخصصة لاختراق التحصينات، وأرسل أكثر من ٥٠ ألف قذيفة مدفعية، كما وافق على إرسال قذائف مخصصة لدبابات ميركافا الإسرائيلية علما بأن إسرائيل تحصل على ٣٫٨ مليار دولار مساعدات عسكرية من أمريكا سنويا.
وقد لا يعرف كثيرون أن أحد أسباب الدمار الواسع لمبانى ومساكن ومنشآت قطاع غزة وآلاف الشهداء الذين سقطوا فى العدوان كان بسبب هذه الأسلحة الأمريكية.
وطبقا لتقرير مهم نشر فى موقع «سكاى نيوز عربية» الإماراتى ظهر يوم الإثنين الماضى، فإن إسرائيل توسعت خلال عدوانها فى استخدام صواريخ «GBU» الأمريكية لهدم المبانى والتحصينات الخرسانية بحثا عن أنفاق حركة حماس وفصائل المقاومة. يقول التقرير إن طائرات الإف ١٦ الأمريكية الصنع ظهرت مرارا وتكرارا فى سماء غزة خلال العدوان وهى تحمل هذه القذائف التى طورتها شركة لوكهيد الأمريكية، وهى التى تسببت فى صنع حفر عميقة فى الأرض والشوارع والمناطق السكنية. هناك أيضا قنابل GBU 28 وتسمى مدمر الملاجئ وهى نوع خاص من القنابل الخارقة للأرض وقد تم تجريبها قبل ذلك فى ٥ حروب وخصوصا فى أفغانستان والعراق وكوسوفو، وتكلفة الصاروخ ٤٥ ألف دولار. وعلى ذمة واشنطن بوست فإن إسرائيل أسقطت فى أسبوع واحد ٦ آلاف قنبلة على غزة، فى حين أسقطت أمريكا على أفغانستان ٧٤٢٣ قنبلة خلال عام كامل، علما بأن قطاع غزة صغير جدا من حيث المساحة والأعلى كثافة سكانية فى العالم. واستخدمت إسرائيل قذائف صاروخية بأكثر من عشرة آلاف صاروخ فى أسبوع واحد.
ونتذكر أنه بمجرد بدء العدوان جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن لزيارة إسرائيل، وهى المرة الأولى التى يزور فيها رئيس أمريكا إسرائيل أثناء الحرب، ليقول لهم نحن معكم وندافع عنكم، ومن يومها بدأ يتبنى كل الأكاذيب الإسرائيلية.
وبعده جاء وزير الدفاع لويد اوستن ليقول إن مخازن الجيش الأمريكى مفتوحة أمام إسرائيل لتأخذ منها ما تشاء، وجاء وزير الخارجية الأمريكى أنتوى بلينكن ست مرات منذ بدء العدوان، وكان الأكثر وضوحا حينما قال: «جئت إلى هنا باعتبارى يهوديا قبل أن أكون وزيرا للخارجية الأمريكية»، وآخر تصريح له قبل أيام قليلة أن الحرب سوف تتوقف حينما تعلن المقاومة الفلسطينية استسلامها.
الدعم الأمريكى الشامل لم يكن عسكريا فقط أو حتى سياسيا، وإعلاميا، بل كان دبلوماسيا أيضا.
واشنطن استخدمت سلاح الفيتو ثلاث مرات فى مجلس الأمن الدولى لمنع صدور قرار لوقف إطلاق النار، الأول كان روسيا، والثانى برازيليا والثالث إماراتيا فى الأسبوع الماضى.
صار واضحا أنه من دون الدعم الأمريكى السافر والصارخ ما كان يمكن لإسرائيل أن تبدأ أولا فى عدوانها، وما كان للعدوان أن يستمر من دون هذا الدعم المفتوح خصوصا أن الموازنة الإسرائيلية لا يمكنها أن تتحمل كل هذه الخسائر الناجمة عن تعبئة كل أفراد الاحتياط، وتوقف العديد من الأنشطة الاقتصادية خصوصا قطاع الغاز الطبيعى إضافة إلى تكلفة تهجير سكان غلاف غزة ومستوطنات الجليل الأعلى المتاخمة للحدود اللبنانية.
وقد يكون من المهم للدول العربية أن تستنتج خلاصة ما حدث منذ يوم 7 أكتوبر الماضى، وهو أن الولايات المتحدة لم تعد حتى تتخفى وراء أى ستار فى دعم إسرائيل.
وبالتالى ربما يكون من المفيد أن نسمى الأشياء بمسمياتها وهى أن العدوان الجارى حاليا اسمه العدوان الأمريكى قبل أن يكون العدوان الإسرائيلى، وربما الأدق أن نسميه العدوان الأمريكى الإسرائيلى على قطاع غزة.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab