الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة؟

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة؟

 العرب اليوم -

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة

بقلم - عماد الدين حسين

حضرت العديد من جلسات مؤتمر «حكاية وطن» والذى اختتم أعماله مساء الإثنين الماضى بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى ترشحه لفترة رئاسية جديدة.

كصحفى استفدت الكثير من البيانات والمعلومات التى قدمها الوزراء ومقابلة العديد من المصادر الصحفية. لكن كمراقب فإن أهم ما لفت نظرى كان المنهج الذى اتبعه الرئيس السيسى فى مصارحة الناس بحقيقة الأوضاع.

جرى العرف أن أى مرشح فى أى انتخابات يقدم لجمهور الناخبين والرأى العام الصورة الوردية، ويعد الناس بوعود كثيرة، وعندما يفوز، يتحدث عن الصعوبات والمشاكل والتحديات التى تمنعه من تنفيذ غالبية هذه الوعود البراقة.
لكن السيسى خالف كل ذلك وطرح خلال مداخلاته المتعددة فى جلسات المؤتمر المختلفة آراء وأفكارا وتوجهات لا يقدمها عادة المرشحون للناخبين، لأنها كما يعتقد كثيرون قد تكون صادمة لهم وتؤثر على شعبيتهم.
فى اليوم الأول للمؤتمر قال الرئيس: «إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، فلنفعل ذلك، إوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن، فلو كان ثمن الازدهار أننا لا نأكل أو نشرب فلا نأكل أو نشرب، نريد أن يكون لدينا مكان على الخريطة فى دولة 95٪ منها أرض صحراء. إوعى يكون حلمك يا مصرى لقمة.
وجرت العادة أنه فى الحملات الانتخابية لا يقال مثل هذا الكلام لأنه قد يضر بالفرص الانتخابية. خصوصا لدى الفئات غير المتعلمة أو المتأثرة بالأزمة الاقتصادية.
فى اليوم الأول أيضا وخلال جلسة الطاقة قال الرئيس إن هناك 17 مليون مشترك فى خدمة الكهرباء يحصلون على الطاقة بربع الثمن، وإن وزارة الكهرباء تأخذ برميل الغاز لإنتاج الكهرباء بـ3 دولارات وسعره عالميا 9 دولارات وقال الرئيس بوضوح إن الأسعار الخاصة بالغاز تضاعفت والدولة بحاجة لجلب الدولار من أجل تشغيل محطات الكهرباء ويجب أن نتحمل ذلك وألا نقوم بالاستدانة أكثر من ذلك، ومفهوم من كلام الرئيس أن تخفيف الأحمال هدفه توفير جزء من الغاز لتصديره للخارج حتى يمكن توفير جزء من العملة الصعبة التى نحتاجها وبالتالى فإن تخفيف الأحمال قد يستمر.
فى اليوم التالى تحدث الرئيس عن قضية العلاقة بين المالك والمستأجر فى الوحدات السكنية، وهى قضية شديدة الحساسية منذ أن قام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بتخفيض القيمة الإيجارية لهذه الوحدات فى بداية السيتينات من القرن الماضى، وجعل العلاقة ممتدة وأبدية.
السيسى قال إن هذا أمر تجاوزته الظروف والأوضاع الآن، وأن الذين أصدروه واستفادوا منه قد رحلوا منذ عقود.
وبالتالى يفترض انطلاقا من كلمات الرئيس أن هذا الموضوع قد يكون قيد المناقشة والمراجعة فى الفترة المقبلة.
وفى اليوم الثانى للمؤتمر أيضا تحدث الرئيس عن سد النهضة الإثيوبى واعتبره خانقا لمصر لفترة طويلة. وأرجع الرئيس إنشاء السد إلى حالة التراجع والتدهور والفوضى التى شهدتها مصر من ٢٥ يناير ٢٠١١ وأعطت لإثيوبيا الفرصة لبناء السد. قائلا إنه لولا هذه الحالة ما تمكنت إثيوبيا من الشروع فى بناء السد.
فيما يتعلق بقضية المياه أيضا قال الرئيس إنه متوقع أن يزيد عدد سكان مصر بحلول عام ٢٠٥٠، وهم يحتاجون إلى ما بين ٢٥ ــ ٥٠ مليار متر مكعب من المياه، فكيف سنحصل عليها؟
وكان الرئيس يتحدث فى سياق ضرورة ترشيد استخدام المياه بكل السبل، لكنه قال أيضا إننا بذلنا كل الجهود الممكنة فى قضية ترشيد استخدام المياه سواء بتبطين الترع أو تحلية مياه البحر أو معالجة مياه الصرف الزراعى والصحى.
وبالتالى فإن الرئيس وضع المصريين أمام حقيقة المشهد المائى علما أن المواطن المصرى يعانى شحا فى المياه جعلت نصيبه ينخفض إلى النصف تقريبا عالميا.
بالطبع تحدث الرئيس عن جوانب متفائلة كثيرة، وأنه بالصبر والعمل ستعبر مصر أزمتها الراهنة، لكنه كان حريصا طوال الوقت على أن يقول للناس إنه لا يوجد أنهار من العسل فى المستقبل القريب.
وظنى أن هذا الأمر قد يكون مضرا على المستوى الشعبوى، لكنه منطق سليم جدا فى التعامل بصدق وموضوعية وأمانة مع الناس لأنه ببساطة وإذا فاز الرئيس السيسى فى الانتخابات فوقتها سيقول للناس إننى لم أخدعكم بل كنت أمينا معكم، وبالتالى فإن الخطوة القادمة هى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة كل التشوهات الموجودة فى الاقتصاد المصرى، حتى لو كانت مؤلمة لغالبية الفئات خصوصا الطبقة الوسطى.
 

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab