كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة

كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة؟

كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة؟

 العرب اليوم -

كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذى يجعل بعض الحجاج المسلمين وهم فوق جبل عرفات أقرب إلى الروح والسلوكيات المثالية، لكنهم لا يواصلون ذلك حينما يعودون لممارسة حياتهم العادية؟

وما الذى يمنع البلدان الإسلامية من الاستفادة من الطاقة الهادرة والجبارة لهؤلاء الحجاج المسلمين من أجل تقدم هذه الدول ورفعتها؟

أطرح هذه الأسئلة بعد أن أكرمنى الله ووقفت فوق جبل عرفات مؤديا فريضة الحج، وقد رأيت هذه الروح الطيبة تتجلى بين عموم الحجاج بشكل عظيم.

فى نهار يوم عرفة تجولت بين شوارع جبل عرفات المختلفة حتى وصلت إلى جبل الرحمة، الذى خطب عليه الرسول الكريم يوم حجة الوداع.

فى كل مشاهداتى، رأيت الصورة المثلى التى يفترض أن يكون عليها المسلم، بل الإنسان بصفة عامة. الهدوء والسكينة والدعاء والإيثار والكرم والشهامة وإغاثة الضعيف والفقير والمحتاج ونجدة الملهوف.

رأيت حجاجا كثيرين يقدمون زجاجات المياه والعصائر وأنواعا مختلفة من المثلجات والمياه الغازية ووجبات طعام ومظلات للوقاية من الشمس، مجانا، للحجاج وأظن أنها تفيض عن حاجة كثيرين.

والسؤال ما الذى يمنع هؤلاء أو بعضهم عن الاستمرار فى ممارسة نفس السلوك طوال الوقت، وليس فقط فى يوم عرفة وبقية أيام الحج؟

لو أن هؤلاء الحجاج أو معظمهم استمروا فى ممارسة نفس السلوك طوال حياتهم، فأغلب الظن أن الأمة الإسلامية سوف تكون فى مستوى متقدم جدا عما هى عليه الآن.

لا أعمم وأقول إن هذا التناقض موجود فى كل البلدان الإسلامية، لأن هناك العديد من البلدان دمجت القول بالفعل وحققت طفرات متنوعة علمية واجتماعية واقتصادية، بل وإنسانية ملحوظة. وبلدان أخرى صارت فى مصاف الدول الكبرى وأعضاء فى مجموعة العشرين الأكثر غنى. لكن أنا هنا أتحدث عن بقية الدول التى لم تستطع غالبية حكوماتها ومواطنيها دمج القول بالفعل.

النقطة الثانية تتعلق بكيفية الاستفادة من هذه القوة الهادرة والروح الوثابة الموجودة لدى الحجاج. وهذه النقطة لفت نظرى لها صديق عزيز مهموم بأحوال المسلمين وتخلفهم فى كثير من المجالات. هو يعتقد أنه لو تمكنت المجتمعات الإسلامية من استغلال هذه القوة الهادرة الروحية والعملية والإنسانية لحققت تقدما كبيرا فى النمو والازدهار.

كيف يمكن فك التناقض بين هذه الطاقة الهادرة والروح المتوثبة والكرم والإقدام والشجاعة والتحمل، وبين ما يسود العديد من المجتمعات الإسلامية من تخلف وتأخر وكسل وخمول وفقر؟!

المؤكد فى الإجابة عن السؤالين أن هناك جانبا يتحمله الفرد وجانبا آخر تتحمله الحكومات والمجتمعات.

الفرد أو الحاج مطلوب منه أن يكون سلوكه فى الحج مماثلا أو ــ على الأقل ــ مقاربا لسلوكه فى الأيام العادية، سواء فى تعامله مع أسرته أو عمله أو مجتمعه.

مطلوب منه أن يضرب المثل الأعلى فى كل شىء لا ينبغى لحاج مثلا أن يعطل مصالح الناس بحجج واهية أو يطلب منهم مقابل أداء عمل يتقاضى عنه أجرا بالفعل.

وتتحمل المجتمعات والحكومات مسئولية مهمة تبنى سياسات تستغل هذه القوة والطاقة الهادرة لمصلحة عموم الناس فى هذه البلدان. وهذا جانب مهم، لأنه سيؤدى إلى شيوع روح العمل والنظام والمسئولية ومحاربة كل المظاهر السلبية التى ينهى عنها ديننا الحنيف.

أتمنى أن تتطابق سلوكياتنا فى الحج، مع سلوكياتنا فى الأيام العادية.
ومرة أخرى عيد مبارك وسعيد للجميع فى مصر والدول العربية والإسلامية وسائر بلدان العالم.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة كيف نستغل طاقة الحجاج الهادرة



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab