علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن

علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن

علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن

 العرب اليوم -

علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن

بقلم : عماد الدين حسين

هل هناك جديد يمكن كشفه عن انتصار مصر العظيم على إسرائيل فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣؟!.

لا أزعم أننى أملك معلومات جديدة، لكن ما أراه جديدا هو الظروف والأجواء والبيئة التى نجد أنفسنا فيها الآن ونحن نحتفل بمرور ٥٢ عاما على هذا الانتصار الكبير؟

ليس جديدًا القول إنه منذ زرع إسرائيل فى المنطقة عام ١٩٤٨ فإن معركة أكتوبر ١٩٧٣ هى أول وآخر انتصار عربى نظامى رسمى على الجيش الإسرائيلى حتى الآن.

أقول وأكرر تعبير الانتصار بين الجيوش النظامية، حتى لا يراجعنى أحد ويستشهد بمعارك غير نظامية لها كل التقدير والاحترام، وهى معارك نجحت حينها وأخفقت أحيانا.

اليوم نرى إسرائيل تبلطج فى معظم أنحاء المنطقة، وتقول إنها ستعيد رسم خريطتها من جديد، بل وتتبجح بالحديث عن إسرائيل الكبرى، لكنها تعلم علم اليقين أن مشروعها يصطدم بمصر، التى تمثل آخر وأصعب التحديات أمام تطبيق هذا المشروع.

للأسف الشديد نجحت إسرائيل فى توجيه ضربات موجعة لمعظم قوى معسكر المقاومة من أول فلسطين إلى لبنان نهاية بإيران، بل وأسقطت النظام فى سوريا واحتلت المزيد من الأراضى هناك.

السؤال: لماذا صمدت مصر، وما هى العلاقة بين هذا الصمود وانتصار أكتوبر ١٩٧٣؟

الإجابة ببساطة أن إسرائيل اكتشفت قوة الجيش المصرى عام ١٩٧٣، ورغم اتفاق السلام عام ١٩٧٩، إلا أنها تعرف وتدرك دور وتأثير هذا الجيش فى موازين القوى فى المنطقة.

مرة أخرى نعود إلى السؤال الذى بدأنا به عن العلاقة بين حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، واحتفالنا بهذه المناسبة الآن؟

الإجابة مرة أخرى بصورة واضحة هى أنه لولا انتصار أكتوبر ١٩٧٣، ولولا قوة واستعداد الجيش المصرى الآن ما تمكنا من الحفاظ على سيادتنا واستقلالنا، ولربما وجدنا أنفسنا لقمة سائغة أمام القوة الإسرائيلية الغربية الغاشمة التى تعيث فى المنطقة بلطجة تفعل بنا ما تفعله فى معظم المنطقة.

هناك تجارب حولنا تقول إن هشاشة بعض الدول وتفككها حولها إلى مجتمعات شديدة الضعف مما سهل مهمة إسرائيل فى الإجهاز على هذه البلدان، خصوصا مؤسساتها العسكرية.

رأينا ماذا فعلت إسرائيل فى سوريا، حيث ظلت تعتدى عليها بصورة منهجية منذ سنوات طويلة، ثم أجهزت على ما تبقى من قدرتها العسكرية عقب سقوط نظام بشار الأسد فى ٨ ديسمبر الماضى وما تزال تفعل حتى الآن.

ورأينا ماذا فعلت الولايات المتحدة فى العراق وجيشه حينما تم غزوه بمشاركة بريطانيا فى عام ٢٠٠٣، بحيث تم تفكيك الجيش وتسليم العراق هدية ثمينة لإيران مع وجود الجيش الأمريكى فى بعض المواقع حتى الآن.

ورأينا ماذا فعلت إسرائيل فى لبنان، وكيف استباحت سيادته مرات كثيرة آخرها هذه الأيام، حينما قتلت معظم قادة المقاومة وظلت محتفظة بالعديد من النقاط الاستراتيجية فى الجنوب.

رأينا كيف تفككت دول وجيوش بفعل عوامل متعددة بعضها داخلى وبعضها خارجى مثل ليبيا والسودان واليمن.

ورأينا دولا عربية مستقرة، لكنها لا تملك جيوشا عسكرية قوية.

والنتيجة أن الجيش المصرى صار الوحيد تقريبا المحتفظ بقوته وكيف أنه تمكن من تطوير نفسه طوال الفترات الماضية بأحدث الأسلحة والمعدات، ولم يعتمد على دولة واحدة أو حلف محدد، بل تمكن من تنويع مصادر تسليحه، بحيث لا يصبح رهينة لدولة أو حلف.

حاولوا مرارا وتكرارا ومعهم أمريكا إقناعنا بأننا ينبغى أن نقلل من عدد جيشنا وأسلحته ومعداته بحجة أن السلام ساد وانتشر، ولم يعد هناك من عدو إلا التنظيمات الإرهابية الصغيرة التى لا تحتاج  إلى طائرات مقاتلة وصواريخ بل مجرد بنادق آلية.

والحمد لله أننا لم نسقط فى هذا الفخ المرعب.

تدرك إسرائيل أن كل أحلامها وتمنياتها لا يمكن أن تتحقق فى المنطقة فى ظل وجود مصر قوية بجيش قوى، ولذلك يمكن فهم الأكاذيب والشائعات والتحرشات الإسرائيلية المتنوعة بشأن مصر طوال العامين الماضيين.

هى تعرف أن مصر هى الجائزة الكبرى، وأنها - ورغم اتفاق السلام - ستظل تبحث عن ثغرات للتأثير على مصر وجيشها وشعبها وقوتها الشاملة.

كل التحية لشهداء ومصابى وجنود وقادة حرب أكتوبر ١٩٧٣، وكل من ساهم فى جعل الجيش المصرى قويا وحديثا وجاهزا للدفاع عن حدود وسيادة مصر.

arabstoday

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 07:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن علاقة انتصار أكتوبر بما يجري الآن



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 01:38 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
 العرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ

GMT 17:35 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثلة الأميركية ديان لاد عن 89 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab