لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

 العرب اليوم -

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب

بقلم : عماد الدين حسين

قبل نحو ثلاثة أسابيع تلقيت اتصالًا هاتفيًا من صديق عزيز، قال لى: ألا تريد أن تجرى حوارًا صحفيًا مع المسئولين عن الحزب السياسى الجديد المزمع إطلاقه قريبًا؟

أجبته: بالطبع أرحب بذلك فوظيفتى التى أعتز بها أننى صحفى، لكن ما أرجوه أن أطرح كل الأسئلة التى تشغل بال الناس عن الحزب الجديد الذى لم أكن أعرف اسمه أو أسماء غالبية قياداته، ورد المسئول على الفور: جهز ما تشاء من الأسئلة.

فى اليوم التالى ذهبت إلى المكان المتفق عليه بأحد فنادق التجمع الخامس، ووجدت أكثر من مائة شخصية من فئات وقطاعات كثيرة من المجتمع المصرى. وتم الاتفاق على أن أسمع النقاش المفتوح أولًا الذى سيتم على عدة أيام، وبعدها نتحدث.

حضرت بالفعل أربعة لقاءات، الأول كان عامًا، والثانى مع مجموعة من الاقتصاديين، والثالث كان مع المثقفين والفنانين والرابع مع الشباب، وبعدها كانت كل أسئلتى تقريبًا قد تم الرد عليها، وهى أسئلة وأجوبة أرجو أن أعود إليها لاحقًا.

خلال هذه الجلسات النقاشية، والتى شهدت مستوى غير مسبوق من الصراحة لفتت نظرى شابة مصرية وقفت ووجهت سؤالًا محددًا إلى المنصة التى كانت تضم الدكاترة عاصم الجزار والسيد القصير وضياء رشوان، وهو: ما الذى سوف أستفيده لو انضممت إلى أى حزب سياسى؟

الفتاة لم تنتظر إجابة المنصة، بل بادرت، وقالت إن الإجابة هى لا شىء.

شخصيًا لمن اندهش من سؤال الفتاة الذى اعتبره جارحًا وكاشفًا لمستوى الحياة الحزبية بل ومستوى الثقافة السياسية لغالبية المصريين.

هل نلوم هذه الفتاة على سؤالها الغريب والعجيب أم نلوم المناخ والأسباب والأجواء التى جعلتها تطرح السؤال بهذا الشكل؟

ظنى أنه لا يمكن إطلاقًا لوم هذه الفتاة وأمثالها، لأن الحياة السياسية ومنذ عام 1952 وحتى هذه اللحظة لم تكن طبيعية لأسباب كثيرة، بعضها موضوعى، وبعضها ليس كذلك.

قبل ثورة يوليو 1952 كانت هناك حياة حزبية كاملة وتنافس كبير، لكن من المهم الاستدراك بأنه كان هناك أيضًا احتلال إنجليزى بدأ عام 1882 وانتهى بقيام ثورة يوليو، والأهم أن حزب الشعب والأغلبية، وهو الوفد وطوال الفترة الليبرالية من 1923 وحتى 1953 لم يحكم إلا سبع سنوات، مقارنة بالأحزاب المدعومة من القصر أو الاحتلال.

ثورة يوليو ألغت الأحزاب فى بدايات عام 1953، واستعاضت عنها بكيانات ومؤسسات شمولية، مثل هيئة التحرير والاتحاد القومى، لكنها لم تحقق الهدف من الاتحاد الاشتراكى عام 1962، ليكون التنظيم السياسى الوحيد، ويضم قوى سياسية واجتماعية مختلفة داخله.

فى 5 يونيو 1967 وقعت الهزيمة الكارثية، وتوفى جمال عبدالناصر فى سبتمبر 1970، وانتصرت مصر فى أكتوبر عام 1973، ثم بدأت سياسة اللانفتاح الاقتصادى بعدها بعام ثم تجربة سياسية جديدة هى المنابر الثلاثة اليمين، ويمثله حزب الأحرار، واليسار ويمثله حزب التجمع، والوسط ويمثله حزب مصر، لكن الرئيس الراحل أنور السادات قرر حل حزب مصر، وهرول أعضاؤه إلى الحزب الوطنى الجديد الذى تشكل عام 1977. وبعده تشكلت العديد من الأحزاب، مثل حزب العمل الاشتراكى الذى «استلف» عشرين عضوًا من الحزب الوطنى، ثم عاد حزب الوفد بحكم قضائى.

الحزب الوطنى ظل مهيمنًا على الحياة الحزبية حتى قامت ثورة 25 يناير 2011، وتم حله، وشهدنا حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى لمدة عام واحد فقط، وتم حله أيضًا بعد ثورة 30 يونيو 2013. ثم شهدنا تجارب حزبية متعددة طوال السنوات العشر الماضية، وتقديرى أن معظمها لم ينجح فى جذب غالبية الناس، والدليل أن عدد المواطنين الذين انضموا إلى حوالى 84 حزبًا رسميًا وعشرين تحت التأسيس لا يزيد على 1٫5 مليون مواطن فى بلد تعداده 107 ملايين نسمة.

المنطقى أن المواطن الذى يقتنع ببرنامج حزب ينضم إليه، ويدفع اشتراكًا سنويًا، ويحضر ندواته ومؤتمرته، ثم يصوت له فى الانتخابات، وإذا وصل الحزب للحكم ينفذ برنامجه.

لكن ولأن التنافس لم يكن كاملًا أو صحيًا لأسباب كثيرة، فإن العدد الأكبر من المصريين تسرب إليه بأنه لا أمل فى الأحزاب إلا إذا أراد أن يحصل على منفعة أو خدمة أو وظيفة فينضم إلى أى حزب قريب من الحكومة.

هذا المناخ المستمر منذ عام 1952 هو الذى جعل الفتاة وغيرها تسأل هذا السؤال الاستنكارى الذى يربط الانضمام إلى الحزب بالحصول على منافع، وليس التبرع بالوقت والجهد، وأحيانًا المال من أجل تنفيذ برنامج الحزب.

arabstoday

GMT 20:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 20:04 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 23:24 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
 العرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
 العرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab