كيف نتعامل مع سوريا الجديدة

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

 العرب اليوم -

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة

بقلم : عماد الدين حسين

 

ما أفضل طريقة تتصرف بها مصر والدول العربية مع الأوضاع الجديدة فى سوريا.. هل تبتعد تمامًا على أساس أن النظام الجديد فى سوريا هو خليط من جماعات متطرفة أم تتقرب وتتعامل بواقعية للتأثير فى الأحداث هناك، وعدم ترك الساحة خالية للقوى الإقليمية والدولية لتشكيل سوريا الجديدة على مقاس مصالحها؟
الذى دعانى إلى الكتابة عن هذا الموضوع، اليوم، رسالة وصلتنى من السفير طارق عادل، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، وشغل العديد من المواقع المهمة، ومنها سفيرنا فى لندن.
وسوف أنشر الرسالة كما هى:
صباح الخير أستاذ عماد..
لى رأى فى الوضع فى سوريا والموقف العربى فى هذا المشهد الحزين.
الوضع الحالى المضطرب والضبابى فى سوريا الآن وبعد سقوط نظام بشار الأسد، هو فى نظرى أنسب وقت للدخول على الخط هناك للتأثير على التطورات فى الفترة المقبلة ومستقبلًا، بما فى ذلك وضع خريطة طريق للعملية السياسية هناك. لذلك، ورغم التحفظات واختلافات التوجه مع السلطة القائمة على الأرض فى سوريا الآن (هيئة تحرير الشام، والفصائل المسلحه والمتشددة الأخرى) فإن التواصل والانخراط معها يعد أمرًا غاية فى الأهمية كمحاولة للتأثير عليها وتوجيه الدفة بصورة تضمن المصالح، المصرية والعربية، فالبراجماتية السياسية تحكم. فنرى جميع الأطراف المعنية تتحرك بقوة، وفى جميع الاتجاهات الولايات المتحدة والغرب من ناحيتهم، يتغاضون عن تحفظاتهم، ويجرون اتصالات مع السلطة الجديدة، كذلك تركيا تتحرك لتأكيد نفوذها وثقلها فى المشهد السورى، وينسحب نفس الشىء على إسرائيل. حتى روسيا وإيران يعيدان التموضع فى محاولة لفتح قنوات اتصال مع السلطة الجديدة فى سوريا! ويبقى الغائب الدائم للأسف هو الجانب العربى، وكأن الأمر لا يعنيه، انتظارًا لما ستسفر عنه صراعات الأطراف غير العربية فى هذا البلد العربى من نتائج على مستقبله!
المؤكد أن الغياب العربى عن المشهد السورى سيترتب عليه إفراز وضع لن يكون فى صالحهم بل فى صالح الأطراف التى قررت الانخراط وبقوة لتشكيل مستقبل سوريا تحقيقًا لمصالحها، والتى ستأتى على حساب الجانب العربى.
انتهت رسالة السفير طارق عادل، وهى رسالة شديدة الأهمية وتعبر عن وجهة نظر موجودة وعملية، لأن غياب العرب عن سوريا، سيعنى أن هناك أطرافًا أخرى سوف تدخل وتملأ الفراغ.
نتذكر جميعًا التجربة العربية الأليمة عام 2003، حينما غزت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق، وأسقطت حكم صدام حسين، وجاءت بمجموعات متنافرة من السياسيين العراقيين من المنافى الغربية والإيرانية على ظهر دباباتها. الحكومات العربية ابتعدت عن العراق، حتى لا يتم اتهامها بأنها تؤيد المحتل وتطبع معه، وبعدها تركت العراق وتجاهلته تمامًا، وقام الحاكم الأمريكى بول بريمر بحل الجيش العراقى ومعظم مؤسسات الدولة، مما هيأ تربة خصبة لتأسيس عشرات التنظيمات الإرهابية والمقاومة فى العراق، لكن النتيجة الفعلية أن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران، واستغرق العراق حوالى عشرين عامًا قبل أن يبدأ فى العودة التدريجية للتعافى، لكن الميليشيات ما تزال موجودة وولاء العديد منها لإيران أكثر منه للعراق.
تجربة العراق تقول إن على العرب ألا يتركوا سوريا، حتى لا يكون الفائز النهائى بها إسرائيل وأمريكا وتركيا.
لكن هناك وجهة نظر أخرى ترى أنه لا يمكن التعامل مع السلطة الحاكمة فى سوريا باعتبار أن أصولهم داعشية قاعدية إخوانية متطرفة، وبالتالى يصعب عليهم أن يغيروا أفكارهم، والحل تجاهلهم وعدم التعامل معهم، لكن السؤال لأصحاب وجهة النظر هذه، هو: وماذا بعد التجاهل والابتعاد، وكيف سيمكن التأثير فى الأوضاع السورية مستقبلًا؟!
السؤال مطروح علينا جميعًا، وينبغى على كل النخب المصرية والعربية ومراكز الأبحاث أن تنهمك فى نقاش جاد وموضوعى وهادئ بعيدًا عن الانفعال والعصبية حتى نصل إلى رؤية عملية تراعى المصالح العربية العليا، وتحافظ على سوريا وشعبها وأرضها ووحدتها وعروبتها.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة كيف نتعامل مع سوريا الجديدة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 14:40 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"غوغل" تتطلع للفضاء لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 05:52 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بعد هجوم روسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab