«سنوات الخماسين» وأهمية توثيق تاريخنا

«سنوات الخماسين».. وأهمية توثيق تاريخنا

«سنوات الخماسين».. وأهمية توثيق تاريخنا

 العرب اليوم -

«سنوات الخماسين» وأهمية توثيق تاريخنا

بقلم:عماد الدين حسين

حضرت عصر الجمعة الماضى ندوة الصالون الثقافى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب الكاتب الصحفى الكبير الراحل ياسر رزق «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويوليو الخلاص».
الكتاب صدر قبل أيام قليلة من رحيل ياسر رزق الذى مرت سنة على وفاته قبل أيام.
مناقشة الكتاب جاءت فى إطار «مشروع كاتب ومشروع»، بالمعرض من أجل التوثيق التاريخى، وهو الأمر الذى نفتقده كثيرا فى تاريخنا الحديث.
الندوة تحدث فيها الأصدقاء عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، والدكتور عمرو الشوبكى الباحث والكاتب المتميز، ثم انضم إليهما المفكر الموسوعى الكبير د. مصطفى الفقى الذى يتدفق دائما بفيض هائل من المعلومات فى شتى المجالات واضعا إياها فى سياق تاريخى وفكرى وتحليلى متميز. وبطبيعة الحال حضر الندوة أفراد أسرة الراحل الكبير ياسر رزق وفى مقدمتهم زوجته الكاتبة الصحفية أمانى ضرغام وابنه الأكبر عمر.
المناقشة كانت ثرية إلى حد كبير، وما لفت نظرى أكثر هو فكرة وجود كتب توثّق تاريخنا، حتى تعرف الأجيال الجديدة والمقبلة حقيقة ما حدث.
نعلم جميعا أن الأمم المتقدمة هى التى تهتم بتاريخها وتوثقه وتحرص على وجود مختلف الآراء التى تتعلق بأى قضية. بل إن إسرائيل للأسف تتفوق علينا كعرب كثيرا فى هذا المضمار، لدرجة أن بعض العرب لا تتوفر لديهم إلا الرواية الصهيونية لبعض وقائع الصراع.
ولأننا نعانى كثيرا فى هذا المجال، فمن هنا جاءت أهمية كتاب ياسر رزق الذى وثّق بالمعلومات وقائع ما حدث من ٢٥ يناير 2011 وحتى نجاح ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣.
وحسب ما قال عمرو الشوبكى فإن كتاب ياسر رزق وثّق ١٢٠٠ يوم فارق فى تاريخ مصر، أى حوالى ثلاث سنوات وشهرين تقريبا، والمفترض أيضا أن هذا الكتاب هو الأول ضمن ثلاثية وصولا إلى الجمهورية الجديدة. وعرفنا خلال الندوة من أمانى ضرغام أن الكتاب الثانى شبه جاهز وسيكون متاحا بعد عام فى معرض الكتاب المقبل.
فى تقدير عبدالمحسن سلامة فإن أهمية الكتاب واختلافه عن كتب أخرى كثيرة أنه وثّق لتاريخ ساخن لم يهدأ أو يستقر، بمعنى أن أحداثه ما تزال جارية، وأن رزق أصدر كتابه وكل شهوده كانوا من الأحياء، وليسوا الأموات كما يفعل البعض أحيانا.
أما مصطفى الفقى فقد لمس نقطة مهمة وهى براعة ياسر رزق فى التوفيق ما بين انتمائه لمعسكر ثورة ٣٠ يونية والدولة المصرية، وبين كونه صحفيا صاحب رؤية وموقف، وهو أمر لم يفعله كثيرون. إضافة إلى أن رزق كان واضحا وحادا ولم يهادن جماعة الإخوان سواء قبل وصولها للسلطة أو حينما وصلت للحكم، وقد دفع ثمن ذلك إبعاده عن منصبه كرئيس لتحرير صحيفة الأخبار.
خلال الندوة كان هناك إجماع من المتحدثين على أهمية الكتاب من خلال تدوين وتوثيق وقائع هذه الأيام المهمة من تاريخ مصر.
لكن وبعد نهاية الندوة قابلت كاتبا ومؤرخا مهما برفقة الصديق عمرو الشوبكى، الذى قال إن الكتاب ليس فقط هو المرجع الوحيد لهذه الفترة. وخلال النقاش قال الشوبكى إن ياسر رزق قال بوضوح فى مقدمة كتابه إنه لا يحتكر الحقيقة، وذكر أنه يكتب الحقائق من الزاوية التى كان ينظر من خلالها والمكان الذى ينطلق منه.
رزق ذكر وقائع محددة تتعلق بهذه الفترة العصيبة، وظنى أن هذا هو أهم مرجع حتى الآن فى هذه القضية، وكل الأمل أن يكون لدينا العديد من الكتب المماثلة التى تضىء الطريق لهذا الحديث المفصلى من كل زواياه، حتى تكتمل الصورة من أجل الحقيقة أولا، ومن أجل الأجيال الجديدة ثانيا.
أزعم أننى كنت شاهدا على بعض الوقائع التى ذكرها الصديق ياسر رزق فى كتابه، وقد أشار هو شخصيا إلى بعضها فى ثنايا الكتاب، خصوصا الأيام الحاسمة التى سبقت اندلاع ثورة يونية، وأشهد أنه كان أمينا إلى حد كبير فى عرض الوقائع، إضافة إلى وقائع أخرى كثيرة عرفتها من أبطالها حتى قبل أن أقرأها فى الكتاب. نحتاج للمزيد من أمثال هذا الكتاب لتوثيق حقيقة ما حدث فى تلك الأيام شديدة الأهمية.
رحم الله ياسر رزق وأسكنه فسيح جناته.

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سنوات الخماسين» وأهمية توثيق تاريخنا «سنوات الخماسين» وأهمية توثيق تاريخنا



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab