«الناتو» قمة «النميمة» والشروخ العميقة
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

«الناتو»... قمة «النميمة» والشروخ العميقة

«الناتو»... قمة «النميمة» والشروخ العميقة

 العرب اليوم -

«الناتو» قمة «النميمة» والشروخ العميقة

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

إذا أردت أن تفهم كيف يفكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التحالفات الدولية، والقضايا الاستراتيجية المعقدة، ما عليك إلا مشاهدة مؤتمره الصحافي في لندن أول من أمس مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ على هامش اجتماع قادة الحلف بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيسه. منذ البداية فاجأ ترمب المنظمين لأن ظهوره مع ستولتنبرغ أمام الصحافيين كان يفترض أن يكون لالتقاط الصور وربما الحديث لدقائق قليلة قبل التوجه للاجتماع مع بقية القادة، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب لأن الرئيس الأميركي كان في مزاج للحديث، فجلس نحو خمسين دقيقة يتلقى الأسئلة ويرد عليها مركزاً على موضوعه المفضل: المال، تاركاً بقية القادة ينتظرون وصوله المتأخر للاجتماع.
تباهى ترمب بأن ضغوطه على بقية أعضاء الحلف دفعتهم لزيادة مساهماتهم المالية في الحلف وإنفاقهم على ميزانياتهم الدفاعية، وأيد كلام ستولتنبرغ الذي قال إنه منذ عام 2016 ضخت كندا وعدد من الأعضاء الأوروبيين 130 مليار دولار إضافية في ميزانيات الدفاع الخاصة بهم، وسيرتفع الرقم إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2024. وكعادته طلب الرئيس الأميركي أن يسجل له الآخرون، ومنهم الإعلام، هذا «الفضل» لأنه لولا ضغطه ومطالبته للأعضاء الآخرين بتحمل نصيبهم من الأعباء المالية، لما التزم الكثيرون بما يتوجب عليهم دفعه، وهو ما ظل يكرر أنه غير منصف للولايات المتحدة التي تتحمل العبء الأكبر.
لم تنتهِ الأمور عند هذا الحد، إذ نقل الرئيس الأميركي الجزء الثاني من «عرضه اللندني» إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقائهما على هامش الاجتماعات الرسمية. فهنا أيضاً تحدث عن ضرورة التزام أعضاء الحلف برفع مساهماتهم المالية وإنفاقهم العسكري، كما هاجم مواقف فرنسا وتصريحات رئيسها الذي قال إن الناتو حاليا في «حالة موت دماغي». بالطبع لم يبق ماكرون صامتاً بل رد على ترمب بأن الناتو لا يتمحور فقط حول النقود، ثم أضاف «المسألة ليست فقط في ضخ المزيد من المال، والمزيد من الجنود. فما هو الهدف؟ ماذا نريد أن نحقق؟ من هو العدو المشترك»؟
الحقيقة أن المؤتمر الصحافي المتوتر بين ترمب وماكرون أوضح الشروخ المتزايدة في الناتو لا سيما منذ وصول الرئيس الأميركي إلى السلطة. فالحلف يمر بحالة من فقدان البوصلة، والتضارب في الرؤى والتوجهات السياسية والاستراتيجية، بل وفقدان القيادة الواضحة في ظل ما يبدو أنه عدم فهم الرئيس الأميركي لتعقيدات السياسة الدولية والعلاقات المتشابكة بين الدول حتى عندما تكون دولاً حليفة. فطوال المؤتمر الصحافي تبادل الزعيمان الاتهامات المبطنة وتشكيك كل طرف في مواقف الآخر. فترمب اعتبر كلام ماكرون عن أن الناتو «ميت دماغياً» أمراً مسيئاً ومقيتاً قائلاً إن فرنسا تحتاج إلى الحلف أكثر مما تحتاجه الولايات المتحدة، وهو ما رد عليه الرئيس الفرنسي بالطعن في مفهوم أن العلاقات في الحلف تقوم على أساس المساهمات المالية، مشيراً إلى عدم وضوح الاستراتيجيات لتحديد من هو العدو الجديد في ظل المتغيرات في الساحة الدولية.
معارك ترمب ولقاءاته الصحافية التي استغرقت نحو ساعتين وأدت لتأخير وارتباك في جدول ترتيبات اليوم الأول لاجتماعات الناتو، لم تقدم مادة دسمة للإعلام فحسب، بل كانت محور «جلسة نميمة» بين عدد من القادة خلال حفل الاستقبال الذي أقامته الملكة اليزابيث على شرفهم في قصر باكنغهام. فقد ضبطت الكاميرات والميكروفونات رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس وزراء هولندا مارك روتي، وماكرون، والأميرة آن ابنة ملكة بريطانيا يتندرون على أحد القادة. وفي الفيديو، الذي شاهده نحو 6 ملايين شخص على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أمس، يسأل جونسون ماكرون عن سبب تأخره، فيرد ترودو «لأن المؤتمر الصحافي استمر 40 دقيقة»، قبل أن يقول ماكرون كلاماً غير مسموع، ليواصل ترودو أن فريق الرئيس، المقصود ترمب، كان فاغر الفاه مشدوهاً خلال المؤتمر الصحافي. ولأن الكاميرات التقطت أكثر ما التقطت كلام ترودو، فقد رد عليه الرئيس الأميركي خلال لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، بوصفه بـ «المنافق ذي وجهين». وبينما ظل وجه ميركل جامداً مثل الثلج، أعلن ترمب فجأة أنه ألغى مؤتمره الصحافي النهائي بعد القمة وأنه مغادر عائداً إلى واشنطن.
هذه الصور الوجيزة لخصت أجواء اجتماعات الناتو التي استمرت يومين وكان يفترض أن تقدم صورة من التلاحم والتأكيد على قوته في مواجهة التحديات الجديدة، لكنها بدلاً من ذلك كشفت حجم خلافاته في ظل غياب التوافق على الأهداف والاستراتيجيات. فبعض الأطراف الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا، بدأت تشكك في مدى التزام أميركا، وترى أنها لم تعد ذلك الحليف الموثوق الذي يمكن الاعتماد عليه. أضف إلى ذلك أن باريس وبرلين وعواصم أوروبية أخرى تشعر بالقلق من أن ترمب يشجع تفكك الاتحاد الأوروبي، الذي يراه كمنافس باعتباره أكبر كتلة اقتصادية، بدلاً من أن ينظر إليه كحليف، ومن هذا المنطلق يشجع خروج بريطانيا من عضويته ويشيد بنهج «البريكست». هذه المخاوف كانت وراء الدعوة التي قادتها فرنسا لكي تطور أوروبا قدراتها الدفاعية الذاتية، وتبعها تبنى الاتحاد الأوروبي عدداً من المشروعات الدفاعية الخاصة به، دعماً لفكرة تشكيل جيش أوروبي موحد.
من جانب آخر تشكك فرنسا ودول أوروبية أخرى في مدى إمكانية بقاء تركيا في عضوية الناتو بسبب التباينات التي كان آخرها تهديد الرئيس رجب طيب إردوغان بأنه سيعارض خطط حماية دول البلطيق، ما لم يؤيد الحلف اعتبار عملياته في شمال سوريا ضد الأكراد بأنها مكافحة لتنظيمات إرهابية.
التباينات أيضاً تمتد لكيفية التعامل مع التهديد الاستراتيجي من روسيا والصين، وما يتعين على الحلف اتخاذه من خطوات. فأميركا ترمب تريد التصعيد مع الصين مقابل الموقف الأوروبي الداعي إلى حوار إيجابي وهو ما عبر عنه ستولتنبرغ بقوله إن الحلف يدرك أهمية التصدي للتأثيرات الأمنية لتنامي القوة الصينية، لكنه لا يرغب في جعلها عدواً.
باختصار، قمة لندن لم تعكس أجواء احتفالية في الذكرى السبعين للحلف، بل شروخاً عميقة ظهرت على الملأ في عدد من المواقف خلال يومي القمة المتوترين، وزادت التساؤلات حول مستقبل الناتو مع التضارب في السياسات وغياب استراتيجية واضحة، والضبابية حول من يكون العدو وكيف يتم التعامل معه.. وانتهاء بالتنافر الواضح بين عدد من القادة ورئيس القوة الأكبر في الحلف.

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الناتو» قمة «النميمة» والشروخ العميقة «الناتو» قمة «النميمة» والشروخ العميقة



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
 العرب اليوم - بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 05:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات نجمات الوطن العربي تدعم التوعية بسرطان الثدي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab