أميركا ومخاوف الحرب الأهلية
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

أميركا ومخاوف الحرب الأهلية!

أميركا ومخاوف الحرب الأهلية!

 العرب اليوم -

أميركا ومخاوف الحرب الأهلية

بقلم - عثمان ميرغني

أكثر من 40 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن حرباً أهلية يمكن أن تندلع في بلدهم في غضون 10 سنوات.
هذه ليست مزحة، ولا مبالغة صحافية؛ بل نتيجة استطلاع للرأي تناقلته الأنباء أول من أمس. المفزع أن هذه النتيجة جاءت متسقة مع نتائج استطلاعات أخرى نشرت هذا الصيف، وأكدت أن نسبة كبيرة من الأميركيين، تصل إلى 50 في المائة، باتت ترى الحرب الأهلية واردة في غضون عقد من الزمن. أما الأسباب فهي متعددة؛ لكن أهمها تصاعد العنف وجرائم السلاح، والانقسامات والتشظي الاجتماعي، والعنصرية، واتساع دائرة الفقر، والاستقطاب السياسي الحاد، مع تصاعد الخطاب اليميني المتطرف، ونظريات المؤامرة التي تجد أرضاً خصبة من خلال منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت بوجه عام. وأصبح كثيرون يرون أن هذا كله قد يصب في تمدد العنف السياسي، مستشهدين بأحداث اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 التي وصفوها بمحاولة انقلابية، لا مجرد أحداث شغب عشوائية.
الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوغوف» للأبحاث والاستطلاعات، ومجلة «الإيكونوميست» المرموقة، أشار إلى أن 65 في المائة من الأميركيين يرون أن العنف السياسي ازداد منذ بداية عام 2021، أي بعد أحداث اقتحام الكونغرس، وأنه سيتصاعد أكثر في السنوات القليلة المقبلة. وعندما سئل المشاركون في الاستطلاع عن احتمال أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية خلال السنوات العشر المقبلة، اتفق 43 في المائة مع هذا الرأي؛ بل إن النسبة كانت أعلى (54 في المائة) بين الجمهوريين المتشددين.
واقعة اقتحام مبنى الكونغرس، وما سبقها وأعقبها من توترات كانت صدمة كبيرة هزت أميركا، وفتحت نقاشاً واسعاً حول التحديات التي تواجه ديمقراطيتها، مع تنامي ظواهر الشعبوية والغوغائية وصعود اليمين المتطرف، إلى درجة أن أصواتاً عديدة ارتفعت لتحذر من تنامي تيار الفاشية في البلاد.
الرئيس جو بايدن خاض أيضاً في هذا النقاش، عندما وصف الظاهرة الترمبية بأنها «شبه فاشية»، ما جعله يواجه انتقادات لاذعة من أنصار الرئيس السابق. لكن بايدن لم يكن الوحيد الذي حذر من خطورة تنامي التيار اليميني المتطرف المعادي للحكومة المركزية، ومن الأفكار العنصرية التي تنفخ في فكرة القومية المتفردة، وتطعن في المؤسسات الديمقراطية. فقد تكررت هذه التحذيرات كثيراً في قاعة الكونغرس خلال جلسات التحقيق في أحداث 6 يناير 2021، وخاض كثيرون في وسائل الإعلام في تحليل الظاهرة التي باتت تؤرق الأميركيين، ودفعت إدارة بايدن لإصدار «استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب المحلي»، وهو ما حذرت منه أيضاً أجهزة الاستخبارات الأميركية التي صنفت الإرهاب الداخلي كخطر أكبر على الولايات المتحدة من الإرهاب الخارجي.
وعلى الرغم من أن اسم ترمب تردد كثيراً خلال النقاشات حول الملابسات التي قادت إلى اقتحام الكونغرس، والمخاطر على الديمقراطية، فإن المستهدف الأساسي في الواقع هو التيار الذي التف حوله من جماعات اليمين العنصري المتطرف، والغوغائيين، والقوميين المتطرفين. فقد وجد هذا التيار ضالته في الرئيس السابق بشعاراته الداعية إلى «أميركا أولاً»، وبناء جدار ضد المهاجرين، وكلامه عن «مستنقع واشنطن»، وهجومه على الإعلام، والمؤسسات الديمقراطية التقليدية.
وعندما بدأ ترمب يهاجم نتائج انتخابات الرئاسة الماضية، وعدّها مفبركة، كان ذلك غاية ما يتمناه قادة اليمين المتطرف؛ لأنه فتح المجال واسعاً لخطاب التشكيك في الديمقراطية الأميركية ومؤسساتها. لذلك لم يتوانَ هؤلاء عن الالتفاف حول دعوة الرئيس السابق للتظاهر في واشنطن، والتوجه نحو مقر الكونغرس لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، واعتماد فوز بايدن. جاء بعضهم مسلحاً ضمن مجموعات منظمة قادت اقتحام مبنى «الكابيتول»، لذلك رأى كثيرون تلك الأحداث على أنها محاولة انقلابية ضد الدستور والآلية الانتخابية، أخطر ما فيها هو محاولة إقناع الناخبين العاديين بأن العنف يمكن أن يصبح بديلاً لصناديق الاقتراع، ولتغيير نتائجها.
المشكلة الحقيقية أن هذا التيار المتطرف بدأ يتغلغل في الحزب الجمهوري، والدليل على ذلك أن أنصار ترمب فازوا في معظم الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزب الذين سيخوضون انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهي انتخابات يمكن أن تقلب موازين القوى في واشنطن لصالح الجمهوريين، وتترك بايدن «بطة عرجاء» بأن تشل معظم برامجه وخططه لما تبقى من ولايته، وتهيئ في الوقت ذاته لإعلان ترمب عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة في 2024.
فعندما يتحدث السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن احتمال «أعمال شغب في الشوارع» إذا رفعت قضية ضد الرئيس السابق بسبب الوثائق السرية التي أخذها معه لدى مغادرته البيت الأبيض إلى مسكنه في منتجع «مارا لاغو»، فإن هذا يعكس حجم الاستقطاب الحاصل في أميركا اليوم، وتنامي خطر العنف السياسي.
وعندما يغرد أحد مرشحي الحزب الجمهوري لمجلس ولاية فلوريدا، منتصف الشهر الحالي، محرضاً على العنف ضد وكالات حكومية، وعلى إطلاق الرصاص على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وموظفي مصلحة الضرائب و«جميع العملاء الفيدراليين الآخرين»، تستطيع أن تدرك أن أميركا تواجه بالفعل أزمة كبيرة، وأن الذين يتخوفون من حرب أهلية لا يتحدثون من فراغ.
أميركا تبقى دولة مؤسسات، وديمقراطيتها وإن اهتزت لا تزال قوية، لذلك فإن الحديث عن مخاوف حرب أهلية، لا يعني أنها محتومة أو وشيكة. الخطر الحقيقي الأكبر هو في تسلل العنف إلى ساحة السياسة. فأميركا تعاني من شروخ متزايدة من قضية العنصرية إلى جرائم السلاح، ومن اتساع دائرة الفقر والفجوة بين الأغنياء والفقراء، إلى تصاعد اليمين المتطرف وخطاب التعصب والكراهية وسط مجموعات البيض في المناطق النائية، الذين يقولون إنهم يشعرون بأنهم مهددون من التغيير الديموغرافي المتسارع. وإذا أضفنا إلى كل ذلك وجود نحو 400 مليون قطعة سلاح في أيدي المواطنين الأميركيين، تصبح المخاوف من احتمالات تطور العنف السياسي جدية ومقلقة. وربما من هذا المنطلق فإن مزيداً من الأميركيين باتوا يرون -وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة «إن بي سي نيوز» الأسبوع الماضي- التهديدات للديمقراطية أهم قضية تواجه البلاد حالياً، وأهم في نظرهم من مشكلات الاقتصاد والتضخم والأزمة المعيشية الراهنة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا ومخاوف الحرب الأهلية أميركا ومخاوف الحرب الأهلية



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab