الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا!

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا!

 العرب اليوم -

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا

بقلم - عثمان ميرغني

من روسيا إلى الصين، توسع أميركا تحركاتها وخططها العسكرية والسياسية والاستراتيجية لمواجهة ومحاصرة ما تراه خطراً يتهدد مصالحها ونفوذها. هذا الكلام عن الخطر الخارجي يطغى على خطر آخر متعاظم يهدد أميركا من الداخل.
الرئيس جو بايدن تحدث عن هذا الخطر في خطابه هذا الأسبوع عن مذبحة بافالو بولاية نيويورك التي راح ضحيتها عشرة أشخاص من الأميركيين الأفارقة على يد مسلح مراهق متأثر بالأفكار المسمومة للتيار اليميني العنصري المتطرف. الإعلام الأميركي أيضاً في تناوله لهذه المذبحة حفل بالمقالات والتعليقات التي تحذر من تنامي خطر هذا التيار على السلم المجتمعي وعلى الديمقراطية الأميركية، لا سيما بعد تغلغل أفكاره بما فيها ما يعرف بـ«نظرية الاستبدال» في أوساط بعض السياسيين، ومنهم شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، والترويج الذي تجده من بعض الإعلاميين المحسوبين على تيار اليمين المتشدد.
بايدن الذي وصف هجوم بافالو بأنه إرهاب محلي دعا الأميركيين إلى مواجهة أفكار الكراهية ورفض «كذبة نظرية الاستبدال العنصري» التي يروج لها اليمين العنصري المتطرف، والتي غذت أفكار كثيرين، منهم مهاجم بافالو، بايتون جيندرون، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً.
«نظرية الاستبدال» باختصار تقوم على أن هناك نخبة من الليبراليين تحاول تدمير الثقافة والأعراق البيضاء في الغرب، من خلال الاستبدال المنهجي للسكان البيض عبر استراتيجيات تشمل الهجرة الجماعية من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية من ذوي الخصوبة العالية من غير البيض، للدول الغربية التي تعاني من خصوبة منخفضة وتراجع ديموغرافي وسط شرائح المواليد وصغار السن في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة كبار السن. ووفقاً لهذه النظرية العنصرية، فإن استقبال أي مهاجرين يعني عملياً «إبادة جماعية للبيض» من خلال استبدال المهاجرين الملونين بالسكان البيض.
هذه الأفكار العنصرية غذت معظم العمليات العنصرية الإرهابية التي شهدتها أميركا وبعض الدول الغربية في السنوات الأخيرة. صحيح أن هناك البعض الذي يحاول التقليل من خطورة هذه الهجمات على أساس أنها كلها قامت بها «ذئاب منفردة» ولا تقف وراءها شبكة منظمة لها آيديولوجيتها وقياداتها وتمويل مركزي وأدوات إعلامية. لكن هذه الحجة لا تصمد أمام حقيقة أن غالبية الهجمات التي استهدفت شرائح عرقية ودينية معينة وسط الأميركيين أو في دول غربية أخرى يربطها خيط واحد مشترك وهو آيديولوجية تفوق العرق الأبيض، وأن المهاجمين الذين شنوا تلك الهجمات كانوا ناشطين على مواقع على الإنترنت تغذي تلك الأفكار.
ففي الهجوم على متجر وول مارت في إل باسو بولاية تكساس في أغسطس (آب) 2019 الذي أدى لمقتل 21 شخصاً، نشر المهاجم، وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 21 عاماً، بياناً على شبكة «شان 8» يقول فيه إن الهجوم في المدينة الحدودية كان «رداً على غزو الهسبانك لتكساس».
وفي يونيو (حزيران) 2015، أدى هجوم على كنيسة للأميركيين الأفارقة في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، أيضاً من قبل شخص من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض، إلى مقتل تسعة أشخاص.
وفي أبريل (نيسان) 2019، وقع إطلاق نار على كنيس يهودي في سان دييغو بولاية كاليفورنيا قام به شاب عمره 19 عاماً كان ينشر أيضاً رسائل كراهية عنصرية على موقع «شان 8»، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وقال المهاجم إنه كان مدفوعاً بالهجوم الإرهابي على مسجدين في «كرايستشيرش» بنيوزيلندا، الذي نفذه متطرف يميني آخر اسمه برنتون تارانت، وراح ضحيته 51 مسلماً في مذبحة دموية روعت العالم.
ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، فإن جرائم الكراهية في أميركا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً، مع تزايد الاعتداءات، خصوصاً ضد الأميركيين من أصول أفريقية، والآسيويين على يد أنصار آيديولوجية سمو العرق الأبيض، والمؤمنين بنظرية الاستبدال السكاني.
لكن برغم التحذيرات من منظمات الحقوق المدنية، والنخب السياسية والثقافية والدينية، تظل الحلول الجذرية بعيدة المنال. فأحد الحلول المقترحة هو تحريم بيع الأسلحة الهجومية، مثل الرشاشات الآلية التي باتت تستخدم كثيراً في هذه الهجمات العنصرية والتي أدت إلى تزايد أعداد الضحايا بشكل هائل خلال السنوات الماضية. فمنذ 1968 وحتى 2017 قتل مليون ونصف المليون أميركي في هجمات بإطلاق النيران، ومع ذلك فإن لوبي السلاح في أميركا يقف بصرامة أمام أي محاولات لإصلاح تشريعات مبيعات الأسلحة الهجومية في أميركا. كما أن هناك حاجة لإعادة مراجعة قوانين حرية التعبير على الإنترنت التي لا يواجه بعضها خطاب الكراهية العرقية المنتشر بكثافة في الكثير من غرف الدردشة السرية.
صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت، يوم الاثنين الماضي، افتتاحية باسم مجلس تحرير صفحات الرأي، تحذر فيها من الفكر الذي يسمم عقول الناس من أمثال المراهق الذي ارتكب جريمة بافالو. وقالت إن «الحياة الأميركية تتخللها عمليات إطلاق نار جماعي توصف بشكل روتيني بأنها فردية. لكن هذه الهجمات ليست أعمالاً عشوائية. إنها جزء من التاريخ الأميركي الطويل للعنف السياسي الذي يرتكبه العنصريون البيض ضد السود وغيرهم من الأقليات». وأشارت إلى أن عدداً من السياسيين في الحزب الجمهوري بمن فيهم بعض كبار قادته يتبنون علانية نسخاً من «نظرية الاستبدال»، وهو ما يؤكد عمق الظاهرة وخطورتها، لا سيما بعدما أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت أخيراً أن ثلث الأميركيين عموماً وما يقرب من نصف مؤيدي الحزب الجمهوري يعتقدون أن المهاجرين يتم جلبهم إلى الولايات المتحدة في إطار هذه المؤامرة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وأجهزة الاستخبارات في عدد من الدول الغربية تعتبر الإرهاب اليميني المتطرف خطراً جدياً، وأن الأفكار العنصرية المتطرفة التي يبثها هذا التيار لا تثير الانقسامات فحسب، بل كانت المحفز للعديد من الهجمات والمذابح العنصرية التي وقعت خلال العقد الأخير، واستهدفت الأقليات والمهاجرين لأسباب عرقية أو دينية.
أميركا كانت مسرحاً لأكثر هذه العمليات، وأرضاً خصبة لأفكار اليمين العنصري المتطرف وأصحاب «نظرية الاستبدال»، وظاهرة الانقسام المجتمعي فيها تتعمق، والخطر ماثل أمام العيان ويكبر سواء من خلال تزايد الهجمات أو في حجم التحدي للدولة ومؤسساتها الديمقراطية مثلما ظهر في الهجوم على مقر الكونغرس بداية العام الماضي.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab