بقلم:حبيبة محمدي
النفس البشرية مثل الأرض، تروى بالخير، فتثمر خيرا!.
بيننا أبطال حقيقيون، ومنا شجعان وصامدون، وليس أعظم من الفلسطينى الشقيق الذى يتشح بالصبر أمام كل ما يعيشه من تجويع، وقمع، وإبادة كاملة، وتهجير قسرى من أرضه، ورغم كل الظروف التى يعيشها يوميا، ويشهد عليها العالم بأسره، ذلك العالم الذى يتفرج، وذلك الذى يحكم بمكيالين، ناسفا كل المعايير الدولية والإنسانية.
أعود، مرة أخرى، إلى قراءة ما كتبه الأديب والمناضل الفلسطينى، شهيد الكلمة «غسان كنفانى»، رحمه الله، فى كتابه الإبداعى «أرض البرتقال الحزين»، الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية، صدرت طبعتها الأولى فى سنة ١٩٦٢، وأرض البرتقال هى مدينة «يافا» تحديدا، ويرمز شجر البرتقال إلى كل ما هو مثمر وجميل ومبهج، والمجموعة رمزية فى رؤاها، وكتبت بسردية جميلة، كما هو حال كتابات الأديب والمفكر «غسان كنفانى»، فهو يكتب بروح فلسفية عميقة، وبرؤية فكرية، تنشد الحق والخير والجمال!.
ويطرح الكاتب، عبر رؤيته، فى إيجاز، كيف تتحول الأرض من أرض تنبت الثمر والأمل، وتحمل الخير الكثير، إلى أرض حزينة، مكلوم شعبها ومهجر من ترابه، بعد الاحتلال الصهيونى!.
هذا الاحتلال الغاشم، الذى مازال يئن تحت وطأته الشعب الفلسطينى الشقيق، ومازالت الإبادة تحصد أرواح الشعب الفلسطينى، من أطفال وكبار، وأصحاب القلم والحقيقة!.
فيها «فلسطين» الأرض، وفيها الشخصية الفلسطينية، فى قهرها وعذابها وأفقها ونضالها، وأحلامها.. أيضا!.
قدر الفلسطينى أن يحمل ذاكرة المأساة منذ سنة ١٩٤٨ إلى الآن!!: نكبة، تهجير، تشريد، تجويع، إبادة جماعية، ولجوء...!.
ومازالت الأمهات المكلومة، تنظر إلى البرتقال المفقود، فى حزن!! وزغاريدهن تعلو فى كل مكان، فى كل بقعة نور لشهيد، من «يافا» إلى «غزة»!.
يمثل البرتقال فى فلسطين، «يافا»، تحديدا، أجمل المدن الفلسطينية التاريخية، قبل قبح الاحتلال،، يمثل رمزا للأرض المفقودة، وللوطن، والهوية الفلسطينية، ورغم التهجير والمنافى البعيدة، مازال حلم العودة المنشود إلى الأرض مستمرا عند الشعب الفلسطينى، مهما ذبل البرتقال أو جف!.
ماذا عسانى أتذكر، أو أكتب؟!، ونحن قلوبنا تعتصر حزنا وألما، أمام كل ما نرى من معاناة إخوتنا فى فلسطين، من جوع وتهجير، وموت! بينما من يتشدقون بحقوق الإنسان والمجتمع الدولى، فى صمت!
طوبى للشعب الفلسطينى المستمر فى صموده وتمسكه بأرضه، رغم كل شىء!.
ورحم الله شهداء الأرض والكلمة!.