بقلم : محمد أمين
مثير للاشمئزاز أن يتحول البيت الأبيض إلى فخ للرؤساء، ومثير للقرف أن يذهب أى رئيس فيرجع مكسورًا أمام شعبه وأمته.. حدث ذلك مع زيلينسكى، وغيره من القادة.. وحدث أخيرًا مع الرئيس الجنوب إفريقى، وأصبح لقاء ترامب للقادة كأنه فخ، ومواجهة لإحراجه.. صحيح أن رامافوزا كان رده قويًا وساخرًا من ترامب، حين قال له: ليس عندى طائرة لأهديها لك.. فقال ترامب: لو أعطيتنى سآخذها!، وقال يمكنك أن تأتى بطائرة حربية لسلاح الجو الأمريكى!.
كان ترامب لا يخجل مما يلحق بسُمعته وسُمعة أمريكا.. وتصورت لو أن سعد زغلول وجمال عبدالناصر كانا على قيد الحياة والتقى أحدهما بترامب أتخيل أن أحدهما سيقول له: اتعدل يا ترامب واتكلم كويس.. أنت تتحدث مع مصر!.
وهو تقريبًا ما قاله ضمنًا رامافوزا؛ لأنه رئيس منتخب وقوى ويمثل دولة قوية قاضت إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.. وأظن أن طريقة ترامب معه كانت محاولة فاشلة ومكشوفة لكسره، ولكنه رد عليه بكل قوة وبابتسامة فيها سخرية!.
دعك من محاولات أخرى لاسترضاء ترامب والهرولة لإقامة سلام مع إسرائيل.. كما حدث مثلًا مع سوريا والتنازل عن الجولان وقيام أحد كبار رجال الأعمال بإنشاء برج ترامب فى دمشق.. وكتابة اسم ترامب عليه.. هذا هو الفرق بين الرؤساء المنتخبين والرؤساء الذين يهبطون بالباراشوت.. فرئيس سوريا ليس مثل رئيس جنوب إفريقيا.. هم يعرفون ذلك وترامب نفسه يعرف ذلك.. ويعرف الفرق بين ضيوفه!.
فقد وصف الإعلام الأمريكى لقاء ترامب - رامافوزا بأنه «كمين مُدبّر»، نَصَبَه ترامب لضيفه.. وقالت شبكة «سى. إن. إن» إنه قبل لحظات من لقاء الرئيسين، كان مساعدو البيت الأبيض يضعون شاشتين كبيرتين فى الجناح الغربى.. ولم يكن رامافوزا مستعدًا لما كان على وشك رؤيته.. فقد أمر ترامب بإطفاء الأنوار، وشن ما يشبه الكمين لضيفه، وعرض فيديو زعم دون دليل يؤكد مزاعمه بتعرض البيض فى جنوب إفريقيا للاضطهاد والإبادة الجماعية!.
أكاذيب يروجها ترامب ويرددها كأنها حقيقة وهى ليست كذلك بالمرة..
ومرة أخرى، مثير للاشمئزاز والقرف ما يفعله ترامب مع ضيوف البيت الأبيض.. وهذا لا يليق سياسيًا ودبلوماسيًا بين رؤساء الدول، خاصة أن الرئيس المضيف هو من يصنع الفخ لضيوفه، وهى سابقة ليس لها نظير فى التاريخ!.