الشيخ كريمة والمومياوات

الشيخ كريمة والمومياوات

الشيخ كريمة والمومياوات

 العرب اليوم -

الشيخ كريمة والمومياوات

بقلم - دكتور زاهي حواس

استضاف الإعلامي يوسف الحسيني، الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في برنامج «التاسعة» المذاع عبر القناة الأولى بالتلفزيون المصري، حيث تحدث عن المومياوات، فقال إن فتح القبور محرم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نهى عن نبش القبور تماماً. وأضاف أن فتح قبور الفراعنة في الأصل ممنوع. كما علق د. كريمة بأن استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها في فتارين مقابل حصد الدولارات من زيارة السياح لها هو أمر لا يجوز شرعاً، إذ إن استخراج الجثامين يجوز فقط للبحث العلمي.
وهنا أود أن أرد على هذه التصريحات التي أعتقد أن ليس لها أي أساس، حيث إن علماء الآثار، وأنا منهم، عندما نقوم باستخراج تابوت من داخل أحد الآبار بالمواقع الأثرية فإننا نقوم بترميم التابوت وتثبيت النقوش المرسومة عليه وكذلك عمل دراسات بالأشعة المقطعية على المومياء دون المساس بها، وهذا يجعلنا نصون هؤلاء الرجال أو النساء العظام ونعرف تاريخهم ونحافظ عليهم ونكتب المقالات العلمية والكتب المرجعية التي تتحدث عن عظمتهم، وكيف أن هؤلاء الناس عاشوا في عصر سبق أي دين سماوي، وأننا لو تركنا التوابيت والمومياوات داخل الآبار فسوف تتحلل وتتعرض للتلف. لذلك فإن تلك الفتوى التي أعلن عنها د. أحمد كريمة يمكن أن تنطبق فقط على لصوص الآثار ونبّاشي القبور.
وقد أتفق مع د. أحمد كريمة بالنسبة لطريقة عرض المومياوات التي سادت من قبل، إذ كانت تعرض بطريقة بها إثارة للزوار بلا مراعاة للمومياء. وقد قام الرئيس الراحل أنور السادات بزيارة للمتحف المصري واعترض على طريقة عرضها وناقش الأمر إما أن تعرض المومياوات مع تغطية وجوهها أو تعود إلى المقابر مرة أخرى.
وأقول إن مومياوات ملوك مصر سوف تغادر المتحف المصري بالتحرير لتعرض في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط بطريقة محترمة من دون إثارة، حيث لن ينظر الزائر إلى وجه المومياء لكنه سوف يعرف كل الخطوات العلمية التي قام بها الفراعنة خلال عملية التحنيط لإظهار نبوغهم وكيف استطاعوا الحفاظ على الجسم البشري آلاف السنين، وكذلك سوف يصاحب المومياء التماثيل والقطع الأثرية التي تخص الملك، بالإضافة إلى نتائج أبحاث الحمض النووي التي أثبتنا بها أنساب الفراعنة، وكذلك نتائج الأشعة المقطعية التي أظهرت الأمراض التي عانوا منها. لذلك فإن هذا العرض المتطور ليس الغرض منه هو حصد الدولارات ولكن أن نظهر للعالم كله ماذا قدم الفراعنة للعالم من علوم الفلك والعمارة والآداب والفنون.

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ كريمة والمومياوات الشيخ كريمة والمومياوات



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab