هيوارد كارتر

هيوارد كارتر

هيوارد كارتر

 العرب اليوم -

هيوارد كارتر

بقلم : دكتور زاهي حواس

لم يكن هيوارد كارتر يعلم أنه في يوم ما وفي تاريخ محدد سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه! وأن اسمه سيسجَّل بوصفه صاحب أعظم اكتشاف أثري في التاريخ الحديث، ونعني به الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون. وُلد هيوارد كارتر في 9 مايو (أيار) عام 1874 في منزل متواضع بأحد أحياء لندن؛ أبوه هو صمويل كارتر، رسام متوسط المهارة، وأمه هي مارتا جويس التي أنجبت عشرة من الأبناء وابنة وحيدة، وقد مات ثلاثة إخوة لهيوارد كارتر قبل مجيئه إلى الدنيا. وُلد هيوارد ضعيف البنية معتلَّ الصحة، واعتقد الأب والأم أن هذا المولود الضعيف لن يعيش طويلاً، ولذلك قررا إرساله إلى عمتيه ليعيش معهما في منزل العائلة الريفي بعيداً عن لندن؛ لعل جو الريف ينجيه من المصير المحتوم.

لم يكن لدى هيوارد كارتر أي مهارات سوى موهبة الرسم التي ورثها عن أبيه وكذلك أخيه وليام كارتر الذي كان هو أيضاً رساماً بارعاً. لم يتلقَّ كارتر أي تعليم نظامي واعتمد على مدرسة الحياة، كما ذكر في مذكراته. يؤكد ضعف المستوى التعليمي والثقافي الأخطاء الإملائية والإنشائية في خطاباته الأولى التي كان يرسلها من مصر.

جاء كارتر إلى مصر قبل أن يُتمَّ عامه العشرين بتوصية من إحدى العائلات الأرستقراطية التي باع لهم بعض اللوحات التي كان يرسمها. وفي مصر كانت بدايته العمل في مجال الرسم الأثري مع بعثة إنجليزية في المنيا بمصر الوسطى. ويبدو أن العمل في الحقل الأثري قد استهوى كارتر الذي بدأ يثبّت أقدامه في مصر خصوصاً بعد أن تعلم تقنيات الحفر وبدأ يطَّلع ويعلِّم نفسه بنفسه عن التاريخ والحضارات القديمة. وكان بالفعل كارتر سعيد الحظ لأنه تعلَّم كيف ينقِّب عن الآثار على يد العالم الإنجليزي الشهير السير فلندرز بتري. وبمرور السنوات بدأ كارتر يعمل لصالح مصلحة الآثار المصرية التي كان يديرها الفرنسيون في ذلك الوقت، ووصل كارتر إلى منصب كبير مفتشي آثار مصر العليا. ولم يلبث كارتر أن فُصلَ من عمله بعدما اشتبك مع مجموعة من الفرنسيين كانوا يزورون الآثار وهم سكارى فيحطمون أي شيء أمامهم.

بعدها بدأ كارتر يعمل في الحفائر بالنيابة عن أصحاب تصاريح الحفر في المناطق الأثرية، ليبدأ فصل جديد مثير في حياة هيوارد كارتر. نجح كارتر في إقناع اللورد كارنارفون الذي جاء إلى مصر أملاً في العلاج من المرض الصدري الذي يعاني منه، بأن يطلب الاستحواذ على منطقة معينة في وادي الملوك لبدء الحفائر بها، والكشف عن كنوز الوادي التي لا تزال مدفونة إلى يومنا هذا!

سنوات تمر بطيئة وكارتر يعمل بكل جد ونشاط في وادي الملوك، وفي كل سنة يحاول بشتى الطرق أن يبرر للورد كارنارفون أهمية الاستمرار لموسم تنقيب آخر... وهكذا حتى جرى الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1922، وتنفتح لكارتر أبواب الشهرة والنجاح بعدما بهر ذهب توت المكتشَف في المقبرة العالم كله.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيوارد كارتر هيوارد كارتر



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab